في حين تتعقد العلاقات بين الدول الأوروبية وإيران على وقع تقليص الأخيرة التزاماتها بالاتفاق النووي مع تشديد الولايات المتحدة العقوبات الاقتصادية عليها، أعرب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف عن استعداد بلاده للدخول في حوار مع المملكة العربية السعودية لحل الخلافات.وقال ظريف، عقب الاجتماع الأسبوعي للحكومة في طهران أمس: «إذا كانت السعودية على استعداد للحوار، فإننا مستعدون دوماً للحوار مع دول الجوار».
وأضاف: «باب الحوار مع دول الجوار مفتوح، وإيران لم ولن تغلقه مطلقاً».وغداة اجتماع بين قائدي قوات حرس الحدود من كل من إيران والإمارات في طهران، قال ظريف: «الإمارات دولة جارة، كما السعودية والبحرين. وأكدنا دائماً أننا مهتمون بعلاقات حسن الجوار».من جانب آخر، وصف الوزير الإيراني حديث نظيره الأميركي مايك بومبيو عن رغبته في مخاطبة الشعب الإيراني من داخل إيران بأنها «خدعة تافهة».واتهم ظريف المسؤولين الأميركيين برفض طلبات إيرانية سابقة لإجراء مقابلات، مؤكداً أنه «لا نعادي الشعب الأميركي، لكننا نرفض سياسات الحكومة الأميركية».وتأتي تصريحات الوزير الإيراني غداة زيارة وفد عسكري إماراتي إلى طهران، حيث انعقد اجتماع مشترك لخفر سواحل البلدين للمرة الأولى منذ 6 سنوات، بهدف بحث قضايا التعاون الحدودي.
إشادة وصواريخ
في موازاة ذلك، أشاد مدير مكتب الرئيس الإيراني، محمود واعظي، أمس، بما وصفه بـ»اتباع الإمارات مواقف جديدة» في اليمن.وقال واعظي، إن تخفيض الإمارات لأعداد قواتها في اليمن دليل على هذا «التغيير في النهج». وتابع أنه «ينبغي أن يبقى الخليج آمناً، وضمان ذلك يتم عبر دول المنطقة».من جهة ثانية، كشف رئيس مؤسسة الصرافين الإيرانيين شهاب قرباني، أن بنكين إماراتيين أعربا عن استعدادهما لتنفيذ تعاملات مالية مع إيران، رغم العقوبات الأميركية المفروضة عليها.على صعيد آخر، قال وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي، إن القوات المسلحة تجري اختباراتها الصاروخية بصورة منتظمة.وأضاف حاتمي تعليقاً على أنباء الاستعداد لإجراء مناورات مشتركة مع روسيا في الخليج: «إن روسيا دولة صديقة لنا ولكن لم يتقرر شيء بهذا الصدد حتى الآن».اجتماع بحريني
في هذه الأثناء، اجتمع ممثلون عسكريون لبريطانيا والولايات المتحدة أمس، في البحرين لمناقشة إمكانية تشكيل بعثة دولية للقيام بمهمة حماية الملاحة البحرية في مضيق هرمز.وأكدت وزارة الدفاع البريطانية ومتحدث باسم الأسطول الخامس لمشاة البحرية الأميركية، أمس الأول، عقد الاجتماع المغلق.ومن جانبه، أكد وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة أن استضافة الاجتماع تأتي تأكيداً للدور الفاعل الذي قامت به مملكة البحرين وتحرص على استمراره وتعزيزه بالعمل المشترك والتعاون مع الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي والحلفاء والشركاء الدوليين، لتأمين ممرات التجارة والطاقة، وحرية الملاحة الدولية، وتعزيز الأمن والاستقرار في هذه المنطقة الحيوية والاستراتيجية من العالم.وذكر أن الاجتماع يبحث التصدي للاعتداءات المتكررة من إيران.دعوة ومساعٍ
وفي وقت سابق، دعت واشنطن أكثر من 60 دولة للمشاركة في حماية الأمن البحري، بحسب متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية.وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، مساء أمس الأول، إن واشنطن، دعت أكثر من 60 دولة للمشاركة في حماية الأمن البحري.وأضاف: «سنترك الأمر لحلفائنا وشركائنا للإعلان علنا عن مشاركتهم في مبادرة حماية الأمن البحري».واستطرد: «سيكون من السابق لأوانه ومن غير المناسب التكهن أو التعليق على حالة كل دولة على حدة وطبيعة أي دعم محتمل»، مشيراً إلى أن المفاوضات مازالت مستمرة بهذا الشأن.وتسعى بريطانيا والولايات المتحدة إلى تشكيل بعثة للقيام بمهمة منع إيران من الاستيلاء على المزيد من ناقلات النفط، بعد أن احتجزت طهران الناقلة «ستينا إمبيرو» التي ترفع العلم البريطاني والناقلة «إم.تي رياح» التي ترفع علم بنما في منتصف يوليو الحالي في مضيق هرمز، وهو ممر ملاحي استراتيجي بين إيران وسلطنة عمان.وأوضحت صحيفة «الغارديان» أن لندن تأمل أن تنشئ جسراً بين واشنطن ودول أوروبية أخرى كألمانيا، التي تحجم عن المشاركة في أي مهمة تقودها واشنطن.وأعربت عدة دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي بينها الدنمارك وبولندا والبرتغال وإسبانيا والسويد عن اهتمامها بالاقتراح من أجل ضمان المرور الآمن للشحنات.ورغم طلب واشنطن رسمياً من برلين المشاركة في مهمة حماية الملاحة بالخليج، قالت متحدثة باسم الحكومة الألمانية، أمس، إن برلين لم تعرض المساهمة في أي مهمة بحرية أميركية بهرمز لكنها ترى أن القيام بمهمة أوروبية مسألة «تستحق التفكير». ومضت قائلة: «الحكومة متحفظة حيال المقترح الأميركي الملموس ولذلك لم تقدم عرضاً».وتابعت: «بالنسبة لنا، من المهم السير في طريق الدبلوماسية... والسعي لمحادثات مع إيران منعاً للتصعيد».في السياق، أعلن «الاتحاد الأوروبي» أنه ليس طرفاً في أي جهود تجري حاليا تتعلق بضمان أمن الملاحة في مياه الخليج.وجاء ذلك على لسان المتحدث باسم المفوضية الأوروبية كارلوس مارتين رداً على سؤال يتعلق باقتراح واشنطن ارسال قوة بحرية دولية إلى هرمز واقتراح لندن في المقابل إرسال بعثة بحرية أوروبية إلى المضيق.وقال مارتين، إننا «نتابع التطورات في المنطقة عن كثب وبما أن الموقف فائق التوتر، فإننا ندرك أهمية ممارسة أقصى درجات ضبط النفس لتخفيف حدته في المنطقة».ودعا إلى ضرورة احترام حرية الملاحة دائماً، موضحاً أن «الاتحاد الأوروبي ليس طرفاً في أي مفاوضات تتعلق بهذا الأمر».من جهته، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، إن الحلف العسكري لم يتلق طلباً رسمياً لبدء مهمة في تحالف حماية الملاحة بهرمز