في خطوة تهدف إلى تشديد حملة "الضغوط القصوى"، بشكل إضافي، على النظام الإيراني، قررت الولايات المتحدة فرض عقوبات على وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف.

وأوضحت وزارة الخزانة الأميركية أنّ العقوبات تشمل تجميد أيّ أصول لظريف بالولايات المتحدة، أو تلك التي تُسيطر عليها كيانات أميركية.

Ad

وفي وقت ستسعى واشنطن إلى الحدّ من الرحلات الدولية لظريف، قال وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين في بيان، ليل الأربعاء الخميس، إن "ظريف يُنفّذ الأجندة المتهوّرة للمرشد الأعلى لإيران علي خامنئي، وهو المتحدّث الرئيسي باسم النظام في العالم".

وأضاف: "الولايات المتحدة تبعث رسالة إلى النظام الإيراني مفادها أنّ سلوكه الأخير غير مقبول بتاتاً".

بدوره، اعتبر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أن العقوبات على ظريف تأتي في إطار حرمان النظام الإيراني من الموارد التي يستخدمها "في إذكاء الإرهاب وقمع الشعب الإيراني".

ولم تكن هذه العقوبات مفاجئة بعدما أعلنت واشنطن في نهاية يونيو الماضي عن عقوبات شديدة على المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي. وحذر الرئيس الأميركي دونالد ترامب آنذاك من أن ظريف ستفرض عليه عقوبات مماثلة.

قيود النووي

من جانب آخر، أعلن وزير الخارجية الأميركية تجديد القيود المفروضة على البرنامج النووي الإيراني في إطار التزام واشنطن بحرمان طهران من امتلاك سلاح نووي.

وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية مورغان أورتاغوس في بيان، مساء أمس الأول، إلى استخدام واشنطن النطاق الكامل لأدواتها الدبلوماسية والاقتصادية لـ"تقييد الأنشطة النووية الإيرانية".

ووصف البيان إيران بأنها "الدولة الرائدة في رعاية الإرهاب في العالم"، مشيراً إلى أنها "تواصل استخدام برنامجها النووي لابتزاز المجتمع الدولي وتهديد الأمن الإقليمي".

من جانبه، أكد مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون أن واشنطن ستجدد خمسة إعفاءات من العقوبات المرتبطة بالبرامج النووية الإيرانية لمدة 90 يوماً، ما يسمح لروسيا والصين ودول أوروبية بمواصلة التعاون النووي المدني مع طهران.

وحول فرض عقوبات على وزير الخارجية الإيراني، قال بولتون: "أعتقد أنه قرار مهم جدا"، مضيفا أن العقوبات تبعث بإشارة على أننا نعتبر ظريف "متحدثاً غير شرعي" عن إيران.

إسكات إيران

في المقابل، رد ظريف على العقوبات الأميركية قائلا إن واشنطن تحاول إسكات صوت إيران على الساحة الدولية.

وكتب عبر "تويتر": "السبب الذي قدمته الولايات المتحدة لمعاقبتي، هو أنني الناطق الرئيسي باسم إيران في العالم"، مضيفاً: "هل الحقيقة مؤلمة لهذا الحد؟".

وقال إنّ العقوبات "لن يكون لها أيّ تأثير" عليه وعلى أسرته. وأضاف: "ليست لديّ أيّ ممتلكات أو أصول خارج إيران. شكراً لأنّكم اعتبرتموني تهديداً".

معارضة وخطورة

وارتفعت أصوات في واشنطن ضدّ القرار الأميركي، الذي بدا أنّه يُغلق الباب أمام الحوار مع طهران.

وكتب السناتور الجمهوري راند بول، الذي حاول بدء وساطة مع إيران، على "تويتر"، إنّ "فرض عقوبات على دبلوماسيّين يُضعِف الدبلوماسية".

وشدّد "البيت الأبيض" على أنّه مستعدّ دوماً لإجراء محادثات، لكن ليس مع ظريف. وقال مسؤول في الإدارة الأميركية: "إذا وجب علينا أن يكون لدينا اتصال مع الإيرانيين، نريد شخصا يتّخذ القرارات".

وقال المسؤول الرفيع إنّ الصورة الدبلوماسية التي كوّنها ظريف باعتباره معتدلاً، بحكم كونه يتكلم الانكليزية بطلاقة وأتم دراسته في الولايات المتحدة إلى جانب حس الفكاهة لديه، لا تعكس الحقيقة.

واتّهم الدبلوماسيّ، ظريف بالعمل كـ"وزير دعاية سياسية، وليس كوزير خارجية".

صبيانية وخوف

من جهته، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن فرض الولايات المتحدة عقوبات على وزير الخارجية "تصرف صبياني" ونابع من الخوف.

وأضاف روحاني: "يرددون كل يوم نريد التحدث دون شروط مسبقة، ثم يفرضون عقوبات على وزير الخارجية".

في موازاة ذلك، اعتبرت الخارجية الإيرانية أن السبب وراء معاقبة ظريف هو أن الأميركيين يخشون مهاراته التفاوضية. وقال الأوروبيون انهم لن يعترفوا بالعقوبات الاميركية على وزير الخارجية الايراني، وسيواصلون التعامل معه.

إيران والإمارات

إلى ذلك، أبرمت إيران والإمارات، أمس، اتفاقاً تاريخياً للتعاون الحدودي بينهما، واتفق الطرفان على عقد الاجتماعات لمناقشة التعاون الحدودي كل ستة أشهر.

وحسب وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا"، فقد وقع قائد حرس الحدود الإيراني، العميد قاسم رضائي، وقائد قوات خفر السواحل الإماراتي العميد علي محمد مصلح الأحبابي، مذكرة تفاهم لتعزيز العلاقات وترسيخ أمن الحدود، بعد اجتماع هو الأول من نوعه في طهران منذ 2013.

وأوضح رضائي أن "اجتماعات منتظمة ستعقد بين البلدين كل عام في طهران وأبو ظبي، ومرة كل ستة أشهر في إحدى المناطق الحدودية بدعوة من الطرفين، وإذا تم اتخاذ قرار حدودي طارئ، يتم التنسيق من خلال وسائل التواصل أو الاجتماعات الحضورية".

من جانبه، قال قائد قوات خفر السواحل الإماراتي: "نحن سعداء جدا لوجودنا مع حرس الحدود الإيراني"، مضيفاً أن "توقيع مذكرة تفاهم حدودية خطوة إيجابية لمصلحة البلدين ولارتقاء الأمن الحدودي بين البلدين، ومراقبة الحدود، وتسهيل حركة المرور وما إلى ذلك".

رفض وتحذير

وغداة استضافة مملكة البحرين اجتماعاً دولياً عسكرياً بدعوة من لندن لبحث سبل اطلاق مهمة حماية في هرمز، مع تصاعد التوترات بين الغرب وإيران حول أمن المضيق الحيوي لشحنات النفط، جدد وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب خلال زيارة إلى بانكوك تأكيد بلاده رفض إبرام مقايضة ناقلة إيرانية تحتجزها سلطات جبل طارق وناقلة بريطانية تحتجزها طهران ببندر عباس.

في غضون ذلك، حذرت وزارة الخارجية الروسية من محاولة الولايات المتحدة تشكيل تحالف لحماية الملاحة في الخليج، وقالت إنها تهدف للضغط على إيران وستزيد التوتر بالمنطقة.

في السياق، قالت شركة "رويال داتش شل" إنها لا تسير أي ناقلات ترفع العلم البريطاني عبر مضيق هرمز.