بالعربي المشرمح: ترامب يهين أميركا!
لم تكن أميركا لتتسيد العالم لولا عملها المؤسساتي ونظامها الديمقراطي ورزانتها السياسية وخططها الاستراتيجية الطويلة المدى، حتى أصبحت القطب الوحيد المتمكن من مفاصل العالم بأسره.ورغم قناعتي بأن الرئيس ترامب الحالي لا يملك إلا أن ينفذ الخطط المرسومة له حول السياسة الخارجية فإن ما يفعله من وقاحة سياسية لجلب المال يأتي لتنفيذ ما وعد به ناخبيه لإصلاح اقتصاد أميركا، الأمر الذي جعله يبدو مخبولاً فاقداً للأهلية، بل يؤسس لمن بعده دولة المرتزقة التي لا تفعل شيئاً إلا بمقابل مادي.
على مر التاريخ كانت الدول تستخدم بعض المرتزقة في حروبها، ولكننا لم نعرف تحوُّل دول إلى «مرتزقة» كما نشاهده اليوم في تصرفات ترامب، الذي جعل من أقوى وأعظم دولة في العالم دولة مرتزقة في تصرفاتها، حيث أعلن على الملأ أنه لن يقدم شيئاً إلى حلفائها إلا بمقابل مالي.يعني بالعربي المشرمح:قد ينجح ترامب في جلب المال إلى بلده، ولكنه بسياسته الفاشلة حوّل أقوى دولة عسكرياً واقتصادياً وسياسياً إلى دولة مرتزقة لا تراعي أبسط قواعد السياسة والتعاون المتبادل، لتصبح دولة لا تقدم شيئاً إلى العالم أو حتى إلى حلفائها إلا بمقابل مادي، ليهين بهذا التصرف هيبة وعظمة الدولة العظمى ويجعلها دولة مرتزقة بابتزازه العلني الساذج ليشبع غروره وحماقته.