استضاف مسرح عبدالعزيز حسين الثقافي العرض المسرحي "وطن النهار"، الذي قدمه مجموعة من الفنانين والوجوه الجديدة بشكل تطوعي، بمناسبة ذكرى الغزو العراقي الغاشم.وشهد العرض إقبالا جماهيريا، حيث امتلأت قاعة المسرح، واضطر القائمون على التنظيم إلى إضافة مقاعد في الممرات وبين الصفوف، وهو ما استدعى فريق العمل إلى تقديم عرضين متتاليين، نتيجة انتظار الجمهور خارج قاعة المسرح خلال فترة العرض الأول، والتي امتدت لحدود الساعة تقريبا.
ومسرحية "وطن النهار" قام بتأليفها وجسَّد دور الطاغية فيها الفنان محمد أشكناني، ومن إخراج وإنتاج الفنان صلاح الفيلكاوي، وإشراف عام فرج الفيلكاوي، وتنظيم غروب بيرفكت، وديكور زمزم الخشتي، وتمثيل: محمد أشكناني، علي العلي، زمزم الخشتي، شروق الكندري، موضي الدوب، خلف القلاف، عبدالله المزيد، عبدالوهاب حسين، علي دشتي، عادل العتيقي، ريم، محمد بن شماخ، حور التميمي، فهد بوحمد، محمد الشمري، يزن أيوب، وجوكر.
حبكة فنية
وتدور أحداث المسرحية في إطار يمزج بين الكوميديا والتراجيديا بشكل متناغم، وتبدأ بمشهد من تخطيط الطاغية لغزو الكويت والاستيلاء على ثرواتها، وتجنيد الشباب بالمدارس والأطباء والمهندسين بشكل قسري، مع تهديدهم بإلحاق الأذى بأسرهم إذا تخلفوا عن خدمة الجيش في مهمته العسكرية بالكويت، فيضطر الشباب للغزو، لكنهم يتعاطفون مع إخوانهم الكويتيين، حتى يكتشف ذلك الطاغية ويحكم بالإعدام على كل من يستجيب لضميره الإنساني ويرفض تنفيذ الأوامر العسكرية.وتتواصل الأحداث، حيث ينجح الغزاة في تدمير الديرة والسطو على مقدَّراتها، وأسر العناصر البارزة من أفراد المقاومة والفدائيين؛ رجالا ونساء. وينتهي هذا المشهد المأساوي بقتل "شروق الكندري" المواطنة المناضلة. وفي المقابل تبرز الأحداث التكاتف بين أبناء الكويت من أفراد الجيش والعامة، الذين شكَّلوا جبهة للمقاومة، واستطاعوا مواجهة العدو وجنوده واستعادة أراضيهم في مشهد ملحمي وبطولي أثار إعجاب الجمهور، واستدعى تصفيقهم الحار.ولم تخلُ المسرحية من الجُمل الساخرة من أفراد جيش العدو، الذين عاثوا في الأرض فسادا، في مشهد ينم عن طمع ورغبة في سرقة مقدَّرات وثروات الكويت.أشكناني سعيد
من جهته، عبَّر الفنان محمد أشكناني عن بالغ سعادته بهذا العرض والإقبال الجماهيري، مشيرا إلى أنه لم يتخوف من دور الطاغية، وأكد أن تجسيده يضيف له فنيا. وأضاف أن الكثير قاموا بتقليده ونجحوا، لكن أبرز من قلده وبرع الراحل عبدالحسين عبدالرضا في مسرحية "سيف العرب"، معتبرا إياه قدوة له.