أكد الموسيقار القدير غنام الديكان أن أحد أهم أسباب عزوف المطربين الشباب عن غناء "الخماري" هو صعوبته.

وقال الديكان، خلال استعراض تاريخ هذا اللون الشعبي، في ندوة أقيمت مساء الخميس الماضي بمقر رابطة الأدباء الكويتيين بمنطقة العديلية، بمعية بعض أعضاء فرقة التلفزيون، إن من يكتب هذا اللون الفني هم الصفوة من الفنانين.

Ad

وعقد مقارنة سريعة بين "الخماري" و"الخبيتي"، مطبقا ذلك عمليا من خلال أداء الفرقة المصاحبة لبعض المقاطع الموسيقية والغنائية، بمشاركة الفنان المخضرم سعد الحنيف والفنان أبوسالم، وسط حضور كبير بديوانية رابطة الأدباء من موسيقيين ومثقفين يتقدمهم الكاتب عبدالعزيز السريع.

وتابع: "نلتقي لتسليط الضوء على واحد من أصعب أنواع الفنون الشعبية في الكويت وهو "الخماري"، الذي يكتبه أو يتغنى به صفوة المبدعين، سواء في الكويت أو البحرين أو مختلف دول الخليج.

وذكر الديكان أن "الخماري" كان يسمى من قبل "اللعبونيات"، لكثرة الفنون التي ابتدعها الفنان محمد اللعبوني، حيث ثبت أنه كان يقود فرق العارضة بالإضافة إلى إبداعه في الكلام، وكانت له نصوص جميلة في "السامري".

الفنون التراثية

واستطرد: "الإشكال في الفنون التراثية قليل من يستطيع تحديد ملحن وكاتب أغنياتها، فمن الممكن ان تجد احدى القصائد تغنى بأكثر من لحن، مما يفرض سؤالا حول مالك الحق الأدبي، سواء في كتابة كلماتها أو تلحينها، ولكن للأسف لا نعرف إلا قلة قليلة فقط هم من لديهم بعض المعلومات الأكيدة".

ويضيف الموسيقار المخضرم: "كان يقال ان صالح الحريبي من المبدعين في فن السامري وفي القصائد بنفس الوقت، وكان يقصد منطقة الفنطاس مع جمع من أهل الكويت، حيث يتنافس مع مجموعته ومجموعات أخرى في غناء مجموعة من القصائد، وكانت أغنية السامري منتشرة، ما إن يغنيها المطرب حتى يتم تداولها بين قطاع كبير من الجمهور، وعلى العكس تماما فن "الخماري"، فمن يقدر على أدائه مجموعة تعد على الأصابع، اشتهر منهم في الكويت سعادة البريكي والراحل عودة المهنا وأم زايد وعواد سالم والنهام راشد الجيماز وفهد بن حسين، ومن الشباب حاليا عبدالوهاب الراشد وسعد المزيعل وخالد بن حسين وسليمان العماري وسليمان القصار".

أنواع الإيقاعات

وأكد الديكان أن اللون "الخماري" يحتاج إلى نوع من الإيقاعات والغناء ذي الطابع الطربي، وشعراء هذا اللون من كبار كتاب الكلمة ومنهم محمد بن لعبون وعبدالله الفرج وحمود الناصر البدر وحمد بن مغلوث وغيرهم، لافتا إلى ان الإيقاع هو الذي يفرق بين "الخماري" و"السامري"، فإيقاع الخماري صعب جدا ومبدعو هذا الفن متمكنون.

وحول أصل تسمية "خماري"، أوضح: "يتساءل البعض عن سبب تسمية هذا اللون الفني بالخماري، وقد قيل إن السبب هو رقص بعض السيدات على أنغام هذا اللون الفني بالخمار، حيث تخرج المرأة للرقص وهي تغطي وجهها".

الجانب العملي

وعقب الجزء النظري، شرع الديكان في استعراض أنواع إيقاع اللون "الخماري" عمليا، من خلال إتاحة الفرصة للعازفين المرافقين له لعزف مقطوعات او غناء أجزاء من أشهر أغنيات اللون الخماري، وقال إن الفنون الخمارية السداسية تتضمن مجموعة مختلفة من الايقاعات إلى جانب الفن الخماري الزبيري واللعبوني والحساوي والنجدي.

وشدد على أن أي مجموعة تغني السامري من الممكن ان ينضم لها أي شخص ويجاريها، ولكن "الخماري" من الصعوبة أن يندمج معهم أي شخص إلا إذا كان يتردد على مجموعة تعزف الخماري، وعلى اطلاع بأحد انواعه، مؤكدا أن اغلب مبدعي الألحان والكلمات الشعبية القديمة يتناقل الناس إبداعهم، ولكن لا يتناقلون أسماءهم.

الفن العدساني

واستعرض الديكان مع الفرقة مقاطع من الفن العدساني ذي المضامين الدينية، في ختام الجلسة الحوارية، وتوجه بالشكر إلى أفراد الفرقة، مؤكدا ان ما قدموه يعكس تمكنهم، لاسيما أن اللون الخماري من الصعوبة أن يؤديه غير المتخصصين والمشتغلين بالفرق الشعبية.

السريع يشكر غنام وفرقته

توجه الكاتب القدير عبدالعزيز السريع بالشكر إلى الموسيقار غنام الديكان وفرقته الموسيقية، وقال: "باسم رابطة الأدباء أشكر الديكان على ما قدمه لنا من معلومات، لاسيما أننا جميعا نحب ونتذوق أغلب أنواع الفنون، ولكن يفوتنا الفارق بينها، خصوصا "الخماري" و"السامري".