جولة «اللمسات الأخيرة» لاتفاق بين «طالبان» وواشنطن

أميركا تريد الإسراع في نشر صواريخ بآسيا وترامب يدافع عن كيم جونغ أون وصواريخه

نشر في 04-08-2019
آخر تحديث 04-08-2019 | 00:04
عناصر من المارينز على متن البارجة «بي مورتا» خلال تدريبات على مكافحة الشغب أمس الأول (سنتكوم)
عناصر من المارينز على متن البارجة «بي مورتا» خلال تدريبات على مكافحة الشغب أمس الأول (سنتكوم)
مع إعلان واشنطن وموسكو انتهاء معاهدة الأسلحة النووية المتوسطة INF، وتبادل الطرفين الاتهام بالمسؤولية عن انهيار هذه الاتفاقية الثنائية المهمة المبرمة خلال الحرب الباردة، استأنفت الولايات المتحدة وحركة "طالبان" محادثاتهما في الدوحة لوضع اللمسات الأخيرة لاتفاق.
استؤنفت محادثات السلام بين حركة "طالبان" والولايات المتحدة أمس، في الدوحة بهدف التوصل الى وضع اللمسات الأخيرة لاتفاق ينهي تدخلاً عسكرياً أميركياً في أفغانستان عمره نحو 18 عاماً.

وتسعى واشنطن للتوصل إلى اتفاق سياسي مع متمردي الحركة المتطرّفة قبل الانتخابات الرئاسية الأفغانية المرتقبة في 28 سبتمبر.

وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس الأول: "حقّقنا الكثير من التقدّم. نحن نجري محادثات"، محذّرا في الوقت نفسه من أنّ لديه القدرة على أن يمحو جزءا كبيرا من أفغانستان في غضون أيّام، مما سيؤدي إلى مقتل الملايين.

وقال إنّ القوات الأميركية المنتشرة منذ قرابة عقدين "يُمكنها الانتصار في أفغانستان في غضون يومين أو ثلاثة أو أربعة، لكنّني لا أتطلّع إلى قتل 10 ملايين شخص".

وكان ترامب أدلى في يوليو المنصرم بتصريحات مماثلة حول 10 ملايين قتيل، غير أنّه أوضح هذه المرّة أنّ الأمر لن يشمل أسلحةً نوويّة.

وأبدى كلا الطرفين تفاؤلاً في الأيام الأخيرة بشأن وضع اللمسات الأخيرة لاتفاق.

فبينما أعلن الممثل الأميركي الخاص للمصالحة في أفغانستان زلماي خليل زاد، أن "طالبان تشير إلى أنها ترغب في إبرام اتفاق، ونحن مستعدون لاتفاق جيد"، قال الناطق باسم الحركة ذبيح الله مجاهد: "من المأمول أن يتم التوصل إلى حل في شكله النهائي في هذه الجولة"، مضيفا أن هناك بعض التفاصيل العالقة لا تزال قائمة لبحثها في المحادثات المقبلة.

«INF»

على صعيد آخر، وفي خطوة غير مفاجئة بعد 6 أشهر من حوار غير فعال واتهامات متبادلة بالإخلال بالاتفاقية، سمحت الولايات المتحدة وروسيا بانقضاء المهلة التي أعلنتها إدارة ترامب في فبراير، بشأن معاهدة الأسلحة النووية المتوسطة المدى INF المبرمة خلال الحرب الباردة، للحد تماما من الصواريخ البرية التي يراوح مداها بين 500 و5500 كلم، والتي تم التوقيع على معاهدة INF بين كل من الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي السابق عام 1987، مما يهدد بإطلاق سباق تسلح جديد بين القوتين.

وقال ترامب، أمس الأول، انه يرغب في انضمام الصين وروسيا الى معاهدة جديدة للصواريخ النووية اثر انهيار المعاهدة القديمة، مشيراً الى أن "روسيا تريد أن تقوم بأمر ما بشأن اتفاق نووي، وأنا موافق".

إسبر

من ناحيته، أعلن وزير الدفاع الاميركي الجديد مارك إسبر امس، أن الولايات المتحدة تريد الاسراع في نشر صواريخ جديدة في آسيا، لاحتواء توسع النفوذ الصيني في المنطقة.

وأضاف إسبر للصحافيين الذين رافقوه في الطائرة التي أقلّته الى سيدني في إطار جولة في آسيا تستمر أسبوعاً: "أفضل ان يتم ذلك خلال أشهر، لكن هذه الأمور تستغرق عادة وقتا اطول من المتوقع".

ولم يحدد إسبر المكان الذي تنوي فيه واشنطن نشر تلك الاسلحة، متابعاً ان "على الصين ألا تفاجأ بالخطط الاميركية. أودّ ان اؤكد أن ثمانين في المئة من ترسانتهم مؤلف من اسلحة تشملها معاهدة الاسلحة المتوسطة. ليس مفاجئا إذاً أن نبدي رغبتنا في قدرات مماثلة".

وكان إسبر أعلن في وقت سابق، أنّ "الولايات المتحدة ستسرع عملية تطوير صواريخ أرض جو جديدة، في رد على تحركات روسيا".

وأوضح أن الأميركيين كانوا باشروا عام 2017 أبحاثا حول منظومة هذه الصواريخ، مع البقاء في إطار INF. وتابع أن هذه الأبحاث كانت رداً على عدم تقيّد روسيا بالمعاهدة منذ أيام الحرب الباردة، وقد تركزت الأبحاث على تطوير منظومة صواريخ "متحركة، تقليدية، أرض جو، وعابرة وبالستية".

وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، في بيان من بانكوك، أمس الأول، حيث شارك في قمة إقليمية إن "انسحاب الولايات المتحدة بما يتوافق مع المادة 15 من الاتفاقية يبدأ مفعوله اليوم، لأن روسيا لم تجدد التزامها التام والقابل للتحقق في المعاهدة".

وكانت واشنطن علّقت مطلع فبراير مشاركتها في INF، متهمة موسكو بتصنيع صواريخ لا تتوافق مع أحكام المعاهدة. وبدأت مع التعليق فترة انتقالية من ستة أشهر انتهت أمس الأول.

روسيا

بدورها، اتّهمت روسيا واشنطن بارتكاب "خطأ فادح" وبخلق "أزمة مستعصية عملياً". واقترحت من جديد "تجميداً لنشر الصواريخ المتوسطة المدى"، الأمر الذي رفضه حلف الأطلسي.

وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، إن "روسيا لن تخسر أبدا سباق التسلح". وأوضح: "لقد أظهرنا بالفعل قدرتنا على إيجاد إجابات فعالة من حيث التكلفة لأي تحديات نواجهها".

وفي بروكسل، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، إن "روسيا نشرت صواريخ منتهكةً معاهدة الأسلحة النووية المتوسطة المدى. كيف يمكن الوثوق بحسن نواياها؟".

وفي إشارة إلى المخاوف التي تم التعبير عنها خصوصاً في أوروبا، أكّد ستولتنبرغ أن الدول الغربية لا تريد "سباق تسلّح جديدا".

كوريا الشمالية

على صعيد آخر، سعى الرئيس الأميركي إلى التهوين من شأن اختبار كوريا الشمالية صواريخ قصيرة المدى في غضون ثمانية أيام.

وكتب على "تويتر"، ان الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون "لا يريد أن يخيب أملي بانتهاك الثقة. هناك الكثير الذي يمكن أن تكسبه كوريا الشمالية، وأيضا، هناك الكثير الذي يمكن أن تخسره"، مضيفا أن تجارب الصواريخ قصيرة المدى "ربما تنتهك قرارات الأمم المتحدة" لكنه لم يناقش قط أمرا مثل هذه الصواريخ مع كيم.

وأعلنت كوريا الشمالية، أمس، أنها اختبرت نظاما صاروخيا جديدا مرة أخرى في عمليات إطلاق أجريت أمس الأول، تحت إشراف كيم، كان يهدف إلى "اختبار" قدراته، مثل أداء الطيران والسيطرة على عملية التتبع.

فصل جديد من «لعنة آل كينيدي»

تشكل وفاة حفيدة روبرت كينيدي في سن الثانية والعشرين حلقة جديدة في سلسلة طويلة من المآسي بدأت في أربعينيات القرن الماضي، وشملت أشهر عائلة سياسية في الولايات المتحدة.

فقد عثر على جثة سورشا كينيدي هيل في دارة آل كينيدي الشاسعة في هيانيس بورت في شبه جزيرة كايب كود بولاية ماساتشوستس الخميس الماضي، فيما يبدو أنه حادث بجرعة زائدة من المخدرات.

وتلاحق المآسي عائلة جوزيف وروز كينيدي مع وفاة عدد من أفرادها في سن مبكرة، وأشهرهم الرئيس الأميركي جون كينيدي الذي اغتيل في 1963 في دالاس وهو بعمر الـ 46.

أما روبرت "بوبي" كينيدي الذي كان المدعي العام خلال رئاسة شقيقه، فقتل في يونيو 1968 بلوس أنجلس خلال الحملة ليصبح المرشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية في السنة نفسها على يد الفلسطيني سرحان سرحان الذي لا يزال مسجوناً حتى اليوم.

وقبلهما قضى شقيقهما الأكبر جوزف جونيور في معركة جوية عندما كان يقود قاذفة خلال الحرب العالمية الثانية في 1944، وبعد ذلك بأربع سنوات قتلت شقيقتهما كاثلين بتحطم طائرة في جنوب فرنسا وكانت في الثامنة والعشرين.

back to top