هدنة إدلب تصمد... وانفجار غامض بمطار الشعيرات

المعارضة تعرقل عودة مدنيين إلى قراهم بإدلب

نشر في 04-08-2019
آخر تحديث 04-08-2019 | 00:03
عائدون إلى إدلب على طريق باب الهوى أمس (أ ف ب)
عائدون إلى إدلب على طريق باب الهوى أمس (أ ف ب)
بعد ثلاثة أشهر من التصعيد، شهدت محافظة إدلب ومحيطها هدوءاً حذراً مع توقف الغارات لليوم الثاني منذ دخول هدنة وافقت عليها دمشق ورحّبت بها موسكو حيز التنفيذ، عند منتصف ليل الخميس- الجمعة.

ورغم المخاوف من خروقات مفاجئة، بدأ النازحون بالعودة من مناطق ريف إدلب الشرقي وريف حلب الغربي إلى قراهم ومنازلهم في الريف الجنوبي للمحافظة، خصوصاً في خان شيخون ومعرة النعمان ومناطق جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي.

ولم تحل الهدنة، التي تزامنت مع الجولة الثالثة عشرة من محادثات أستانة، دون خروقات "محدودة"، في وقت يشكّك محللون في جديّتها وقابليتها للاستمرار، مع تكرار دمشق عزمها استعادة كل الأراضي الخارجة عن سيطرتها.

وفي أول تعليق لها، حذرت "جبهة النصرة" سابقاً، التي تسيطر على إدلب، حيث يعيش نحو ثلاثة ملايين نسمة، من أنها لن تلتزم بوقف إطلاق النار في حال تعرض مناطق سيطرتها للقصف.

وأفاد مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن بـ "استمرار هدوء حذر في اليوم الأول من وقف إطلاق النار، بعد غياب الطائرات الحربية السورية والروسية عن الأجواء وتوقف الاشتباكات المباشرة" على الجبهات.

وسجّلت مراصد الطيران في إدلب آخر قصف جوي لقوات النظام على جنوب مدينة خان شيخون قبل دقيقتين من دخول الاتفاق حيّز التنفيذ ليلاً.

ولم يسر توقف الغارات والاشتباكات على تبادل القصف المتقطع بين الطرفين، إذ أفاد المرصد عن إطلاق قوات النظام عشرات القذائف على ريفي حماة الشمالي والشمالي الغربي، مقابل إطلاق الفصائل قذائف على ريف المحافظة الغربي وريف محافظة اللاذقية الساحلية المجاورة.

في المقابل، حذرت غرفة عمليات "الفتح المبين" التابعة للمعارضة السورية المدنيين العائدين بعد تطبيق الهدنة إلى قراهم ومزارعهم في ريف حماة وادلب، من الاقتراب من خطوط التماس مع القوات الحكومية السورية .

وقال مصدر، إن "إشكالات حصلت مع بعض حواجز فصائل المعارضة الذين منعوا الأهالي من تفقد ممتلكاتهم، وتعمل مجالس ريف حماة وادلب المدنية للتوصل إلى تفاهم مع قيادات فصائل المعارضة لتأمين عودة المدنيين الذين يمكنهم العودة إلى مناطقهم".

وبدأت الهدنة بعد إعلان مصدر عسكري سوري الخميس "الموافقة على وقف إطلاق النار شريطة أن يتم تطبيق اتفاق "سوتشي" الذي يقضي بتراجع الفصائل بحدود 20 كلم بالعمق من خط منطقة خفض التصعيد وسحب الأسلحة الثقيلة والمتوسطة"، وفق وكالة الأنباء الرسمية "سانا".

وخلال انعقاد الجولة الـ 13 من محادثات أستانة، اعتبر رئيس الوفد السوري بشار الجعفري هدنة إدلب "امتحاناً واختباراً لنوايا تركيا"، داعياً روسيا وإيران إلى تحمل "مسؤولياتهما في الضغط عليها لتنفيذ شروط اتفاق سوتشي، الذي شكّك الموفد الروسي ألكسندر لافرنتييف بمدى قدرة الفصائل على الالتزام به.

وأعلن لافرينتيف نهاية الحرب وأن العمليات تنحصر حالياً في القضاء على بؤرة الإرهاب في إدلب، مقدراً عدد المسلحين الموجودين هناك بحوالي 20 ألفاً بينهم 6 آلاف من الأجانب.

انفجار غامض

وفي حمص، قتل 12 جندياً جراء انفجار وقع في مطار الشعيرات، الذي يعد من أكبر القواعد العسكرية، بسبب خطأ فني خلال نقل ذخيرة منتهية الصلاحية، وفق ما وكالة الأنباء "سانا".

وشكك المرصد في الرواية الرسمية لانفجار المطار، الذي ينتشر فيه مقاتلون إيرانيون واستهدفه سلاح الجو الأميركي في أبريل 2017 بـ 59 صاروخ توماهوك رداً على استخدام النظام السلاح الكيماوي في منطقة خان شيخون انطلاقاً منه والتسبب بمقتل نحو 100 مدني.

إلى ذلك، هدد المتحدث باسم الخارجية التركية حامي أقصوي من أن أنقرة تستطيع بمفردها إنشاء المنطقة الآمنة دون التفاهم مع الولايات المتحدة، مؤكداً أنه تم بحثها بكل تفاصيلها أواخر يوليو الماضي مع المبعوث الأميركي جيمس جيفري وأبلغته بضرورة أن تمتد بعمق 32 كلم من الحدود وتتولى تركيا السيطرة عليها وإخراج التنظيمات "الإرهابية" منها.

back to top