منذ سنوات طويلة وأنا ضد من يرد على إساءات بعض العراقيين للكويت وتكرار الادعاءات السخيفة بأن الكويت جزء من العراق المريض، لأن من يقول ذلك هو جزء من العراق العليل والمقسم وفاقد ثرواته وسيادته، بسبب مثل تلك السياسات المتهورة والحمقاء من الأنظمة السابقة، التي مرت عليه، وأعتبره ظاهرة صوتية جوفاء، وكنت دائما أرى في سياسة أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد التي تدعو لدعم العراق وإخراجه من محنته والتكامل معه، ضمن احترام السيادة الكويتية، خدمة للشعبين وللمنطقة والسلام العالمي.ولكن ما أخرجني عن ذلك الالتزام هو خوض سياسي عراقي، للأسف استمعت له سنوات واستشهدت به في أعمالي الصحافية، في أعراض نساء الكويت اللاتي تكفي حبة رمل من أطراف أحذيتهن لمحو خطايا قومه، ولم أستغرب شناعة القول وقبح المفردات التي استخدمها لذكر نسائنا الفاضلات، لأنها تعبر عن طبقة سياسية عفنة وفاسدة يقاومها الشعب العراقي، وتسببت في تدمير حاضره ومستقبله وقسمت العراق طائفياً ومناطقياً.
السياسي العراقي الحقير الذي تطاول على الكويت ونسائها وسيادتها، والذي لن ألوث الصفحة بذكر اسمه، يهددنا بإرسال مفرزة لاحتلال الكويت، ولكنه يجب أن يسمع هو ومن يتبنى فكره في العراق أن الكويت وقيادتها تتبنيان خيار السلام وتنمية وإعمار العراق وحل المشاكل العالقة بين الطرفين، مثل الآبار النفطية الحدودية وخلافه، وهي كلها ملفات في طريقها للحل، ولكن إذا أراد بعض مجانينكم أن يعيدوا الكَرّة، بعد الثمن الباهظ الذي دفعه "عراق صدام" نتيجة للغزو العراقي للكويت، نقول لهؤلاء، ونحن نشيع دفعة جديدة من شهداء الفخر الكويتيين الذين تم التعرف عليهم في مقبرة محافظة المثنى الجماعية، إن دولة الكويت اليوم ليست كويت 1990، وأيضاً العراق ليس عراق 1990، وإننا تعلمنا الدرس جيداً، وخلال الثلاثين عاماً الماضية تغيرت أشياء كثيرة، ولدينا من السلاح والقوة بمقدار ما لدينا من مشاعر الود والأخوة لكم، ولكن من سيتخطى حدودنا هذه المرة سنحرقه والمدن والقواعد التي سينطلق منها وسنمزقه تمزيقاً.***في ذكرى الغزو العراقي الغادر أود أن أستذكر شهداء الكويت بالعزة والفخر، وأتقدم بالتعازي لأسر شهداء مقبرة المثنى الجماعية في العراق، الذين دافعوا عن الوطن، وأخص كذلك بالذكر شهيدات الكويت البطلات اللاتي سالت دماؤهن الطاهرة على أرض الوطن وقضّوا مضاجع المحتل العراقي بعمليات فدائية مميزة.
أخر كلام
سنمزقكم... تمزيقاً
04-08-2019