تعلق صلاح منصور بالتمثيل منذ عام 1938، وصعد لأول مرة على خشبة المسرح المدرسي، ونال الإعجاب عن دور «هاملت» في رائعة شكسبير، وكان في الخامسة عشرة من عمره، وبعد عامين أنهى دراسته في مدرسة شبين القناطر بمحافظة القليوبية (شمال القاهرة)، وغادر بلدته إلى القاهرة، وعمل صحافيا في مجلة روز اليوسف، وتركها ليلتحق بمعهد التمثيل، وتخرج عام 1947 في الدفعة الأولى التي ضمت فاتن حمامة وشكري سرحان وفريد شوقي وعمر الحريري وغيرهم.

Ad

رحلة الاحتراف

بدأ منصور رحلة الاحتراف في مجال التمثيل، وانضم إلى العديد من الفرق المسرحية، وساهم في تأسيس المسرح الحر عام 1952، وخلال مشواره قدم العديد من الأدوار المهمة في مسرحيات عربية ومترجمة، منها «زقاق المدق» عن رواية نجيب محفوظ، و»الناس اللي تحت» تأليف نعمان عاشور، وفي عام 1972 قدم للمسرح الحديث «الفخ» للكاتب ألفريد فرج، وإخراج حسن عبدالسلام.

المسرح المصري

ويعد منصور أحد فرسان المسرح المصري في الستينيات، وتنقل بين فرق القطاع العام، مثل القومي والحديث والكوميدي، وقدم من خلالها «شيء في صدري» عن قصة إحسان عبدالقدوس، و«الخرتيت» للكاتب الفرنسي يوجين يونسكو، و»يا طالع الشجرة» للكاتب توفيق الحكيم، و»الإنسان والظل» تأليف الدكتور مصطفى محمود، و»رومولوس العظيم»، و»زيارة السيدة العجوز» للكاتب السويسري فردريك دورينمات.

وقبل رحيله بشهور قليلة، انضم إلى فريق مسرحية «بكالوريوس في حكم الشعوب» تأليف علي سالم وإخراج شاكر عبداللطيف، وبطولة نور الشريف وليلى علوي، لكن منصور اعتذر أثناء البروفات لتدهور حالته الصحية، وأسند دوره للفنان يحيى الفخراني.

بدايات وذكريات

بدأ منصور مشواره السينمائي عام 1944، وشارك بدور ثانوي «كومبارس» في فيلم «غرام وانتقام» بطولة أسمهان ويوسف وهبي، وفي عام 1950 ظهر في فيلم «المليونير»، من خلال اسكتش «العقلاء» مع إسماعيل ياسين، وأسند إليه المخرج هنري بركات دور الشاب الشرير «كمال» في فيلم «شاطئ الغرام» بطولة ليلى مراد وحسين صدقي.

ولفت منصور أنظار المخرجين إلى موهبته الفارقة، وقدم خلال الستينيات أدواره المهمة، مثل دور الأحدب المجنون في فيلم «مع الذكريات» 1961 للمخرج سعد عرفة، وبعد عرضه في مهرجان لندن السينمائي، أشاد النجم البريطاني تشارلز لوتون بأداء هذا الممثل المصري، وصافحه قائلا: «لو أنك موجود عالميا لسلمت لك الشعلة من بعدي».

وشارك منصور عام 1962 في الفيلم العالمي «كايرو»، للمخرج وولف ويلا، وصورت مشاهده في القاهرة، وضم مجموعة من نجوم السينما المصرية والأميركية، وبلغ ذروة تألقه في دور «العمدة» من خلال فيلم «الزوجة الثانية» 1967 للمخرج صلاح أبوسيف.

ولم يحظ منصور بالبطولة المطلقة، سوى مرة واحدة من خلال الفيلم القصير «دنيا الله» قصة نجيب محفوظ، وإخراج إبراهيم الصحن، والذي عرض عام 1968 ضمن الشريط السينمائي «3 قصص» مع فيلمي «إفلاس خاطبة» قصة يحيى حقي وإخراج محمد نبيه، و«24 ساعة» قصة يوسف إدريس وإخراج حسن رضا.

دراما وجوائز

وارتبط منصور بالدراما الإذاعية، وذاعت شهرته في الخمسينيات من خلال شخصية «ضبوش العكر» في الصورة الغنائية «عوف الأصيل»، ودور «محمد الخياط» في «قسم وأرزاق»، وجسد شخصية «الأمير زياد» في مسلسل «رابعة شهيدة الحب الإلهي»، وحصل على جائزة أفضل ممثل مصري إذاعي عام 1954.

ومن أشهر أعماله التلفزيونية دور «أبو لهب» في مسلسل «على هامش السيرة» 1978، قصة طه حسين وإخراج أحمد طنطاوي، وفي نفس العام ظهر كضيف شرف في مسلسل «أحلام الفتى الطائر»، تأليف وحيد حامد وإخراج محمد فاضل.

وتعددت أقنعة صلاح منصور، وبرع في تجسيد الأدوار المركبة، ونال عام 1963 جائزة عن دوره في «لن أعترف»، وحصل على جائزة الدولة التقديرية عام 1978، ومازال عملاق أدوار الشر حاضراً بإبداعه المتفرد في ذاكرة الفن المصري والعربي.