«جناح أوباما» يدافع بحسرة عن إرثه بوجه «النيران الديمقراطية»

بعد تشكّيك في حصيلة ولايتي الرئيس الأميركي الديمقراطي السابق باراك أوباما، خلال المناظرة الديمقراطية الثانية التي جرت الأسبوع الماضي، من عدد كبير من المرشّحين لنيل بطاقة الترشيح الديمقراطية لانتخابات الرئاسة في 2020، انبرت شخصيات في الادارة السابقة للدفاع عن إرثها.

وغرّد إريك هولدر، وزير العدل في عهد أوباما على «تويتر»، قائلاً: «إلى رفاقي الديمقراطيين أقول: انتبهوا جيّداً عندما تهاجمون حصيلة أوباما»، مضيفاً «انطلقوا من حصيلته، طوّروها، لكنكم لن تربحوا الكثير عبر مهاجمة رئيس ديمقراطي حقّق نجاحاً كبيراً ولا يزال يحظى بشعبية واسعة».

وأعرب ديفيد اكسلرود، الذي كان واحداً من مخطّطي حملات أوباما الانتخابية، عن الأسف لسلوك المرشحين في الانتخابات التمهيدية الديمقراطية «هذا الطريق الخطير».

أما تيرا تاندن، التي شاركت أيضا في حملات أوباما وتدير حالياً مركز أبحاث «سنتر فور أميركان بروغرس»، فاعتبرت أنّ ما يحصل في المعسكر الديمقراطي «انتحار سياسي».

وأضافت أنّ الجمهوريين تجنّبوا تماماً في السابق مهاجمة الرئيس الأسبق الجمهوري رونالد ريغان المعروف بقيمه المتشدّدة وسياسة الحزم تجاه الاتحاد السوفياتي، «بل على العكس استندوا إليه طوال عقود».

وخلال المناظرة التي جرت الأربعاء الماضي، تعرّض جو بايدن، نائب أوباما السابق، لهجوم لاذع من منافسيه الذين لم يجنبوا أوباما الانتقادات.

وركّز منافسو بايدن الديمقراطيون على ملفّات عدّة ميّزت فترة حكم أوباما وبايدن فانتقدوها بقساوة، مثل طرد ثلاثة ملايين مهاجر غير شرعي، وإرسال مزيد من القوات الى أفغانستان، وسياستي الصحة والطاقة.

على اليسار من أوباما، دعا المرشحان الديمقراطيان التقدّميان بيرني ساندرز وإليزابيت وارين إلى التخلّي عن الإصلاح الصحي المعروف باسم «أوباماكير» واستبداله بتأمين صحي يستبعد شركات التأمين الخاصة القوية جداً في الولايات المتحدة.

وذهبت وارين، السيناتورة عن ولاية ماساشوستس، إلى حدّ التنديد بما اعتبرته نظاماً صحياً «فاسداً» أقرّ قبل انتخاب دونالد ترامب و«يستفيد منه الأغنياء بمعزل عن الآخرين».

ولم تمرّ هذه التطوّرات داخل الحزب الديمقراطي مرور الكرام لدى الرئيس الجمهوري المرشح الأوحد على ما يبدو للحزب الى انتخابات 2020. وقال الخميس الماضي، ساخراً من احداث المناظرة «لقد أمضى الديمقراطيون وقتاً في مهاجمة باراك أوباما أكثر من الوقت الذي خصّصوه لمهاجمتي».

وبعد أن شعر بعض المرشّحين الديمقراطيين أنهم ذهبوا بعيداً في مهاجمة أوباما، استدركوا الأمر وعادوا ليبدوا إعجابهم بأول رئيس أميركي أسود.

وقال السيناتور الأسود كوري بوكر، إنّه ما كان ليترشّح لو كان بإمكان باراك أوباما الترشّح.

بدوره، اعتبر الوزير السابق خوان كاسترو أنّ «دونالد ترامب يتبجّح بنجاحاته الاقتصادية لكنّ الأميركيين يعرفون أنّ الرئيس باراك أوباما هو الذي أوقف التراجع» في الاقتصاد، وكأنّه يريد أن يتراجع عن الانتقادات التي وجّهها لأوباما على سياسته في مجال الهجرة.

وقالت السيناتورة الديمقراطية كامالا هاريس التي تطمح لأن تكون أول امرأة سوداء تصل إلى البيت الأبيض «ليس عندي سوى الإشادة بما قام به الرئيس أوباما».

وغرّد رئيس بلدية نيويورك بيل دي بلاسيو على «تويتر» قائلاً: «لا يمكنكم التطرّق إلى الرئيس أوباما فقط عندما يكون الأمر مناسباً لكم»، مع العلم أنّه هاجم بدوره أوباما وبشدّة خلال المناظرة.

واعتبر أنّه من الضروري مناقشة حصيلة الرئيس السابق، قبل أن يضيف «هل تعتقدون أنّ هذه الاسئلة لن تطرح لاحقاً؟».

من جهته، دافع جو بايدن نائب أوباما لثماني سنوات بشراسة عن إرث أوباما، وقال «أنا فخور بخدمتي للبلاد إلى جانبه».

وتابع: «لا أعتقد أنّ عليه أن يعتذر عن أيّ شيء»، مع العلم بأنّه أعلن خلال المناظرة أنّه عارض قرار أوباما إرسال المزيد من القوات الى أفغانستان، ولم يكن موقفه واضحاً من طرد المهاجرين غير الشرعيين.

وبدا بايدن غاضبا في تجمع حضره لنقابات العمال في نيفادا مع 18 من منافسيه الديمقراطيين على ترشيح الحزب، ودافع بحماس عن أوباما وإنجازه التشريعي الأبرز المتعلق بالرعاية الصحية.

وقال بايدن (76 عاما) أمام الحضور: «أعارض أي ديمقراطي يريد التخلص من أوباماكير».