عاشت الولايات المتحدة نهاية أسبوع أشبه بالكابوس الذي ألقى بظلاله على كافة مناطق البلاد وأدخل الرعب في نفوس السكان وذلك بعد أن شهدت أربعة حوادث إطلاق نار منفصلة في ثلاث ولايات هي تكساس وأوهايو وإيلينوي أسفرت عن سقوط ضحايا واستنفرت قوات الأمن في حين أنه لا يوجد حتى الآن أي مؤشرات تدل على نهاية هذا المسلسل.

وبدأ المسلسل يوم أمس السبت في مركز (وول مارت) للتسوق بمدينة (ال باسو) التابعة لولاية (تكساس) حيث قام شاب أبيض البشرة يبلغ من العمر (21 عاما) بإطلاق النار على المتسوقين فأردى 20 شخصا وأصاب 26 آخرين قبل أن تنجح الشرطة في احتجازه داخل المركز.

Ad

وأوضح قائد شرطة (ال باسو) غريغ ألن انه "لدينا بيان من هذا الشخص يشير الى حد ما الى وجود ارتباط محتمل بجريمة كراهية" في حين ذكرت التقارير الواردة أن مركز التحقيقات الفيدرالي فتح "تحقيقا في الإرهاب المحلي" عقب هذا الحادث.

بدوره قال حاكم ولاية (تكساس) غريغ آبوت في بيان ان هذا الحادث "يعد الاكثر دموية في تاريخ الولاية" مؤكدا ان الولاية ستبذل ما بوسعها لضمان تحقيق العدالة وأن ينال مرتكبو هذه الجريمة جزاءهم.

أما الحادث الثاني الذي تخلله إطلاق نار أيضا فأدى الى مصرع تسعة أشخاص وإصابة 26 آخرين بجروح في وقت مبكر من اليوم الاحد وذلك بمدينة (دايتون) في ولاية أوهايو شمال غرب الولايات المتحدة.

وذكرت شرطة مدينة (دايتون) في سلسلة تغريدات أن مجهولا اطلق النار في حي (أوريغون) الذي يعد الاكثر ازدحاما وشهرة بالمدينة مبينة ان قوات الشرطة اطلقت النار على المجهول وقتل على الفور متأثرا بجروحه.

وأضافت انه "تم استدعاء ضباط الشرطة فور بدء اطلاق النار ما نتج عن الاستجابة السريعة وانهاء الامر بأسرع وقت ممكن" لافتة الى وجود ضباط مكتب التحقيقات الفيدرالي يساعدون في التحقيقات الجارية لمعرفة تفاصيل الحادث.

وفي وقت لاحق من اليوم الأحد أيضا وقع حادثان مماثلان في مدينة شيكاغو بولاية (إيلينوي) الأمريكية.

وذكرت تقارير إعلامية أن أحد الأشخاص فتح النار من داخل سيارته باتجاه عدد من الأشخاص في حديقة (دوغلاس) ما أدى الى اصابة سبعة أشخاص في حين قتل شخص وأصيب أربعة آخرون في حادث إطلاق نار آخر وقع بمنطقة (لونديل) في شيكاغو دون أن تتوافر أي معلومات إضافية.

وفي رد فعل على كل هذه الحوادث طالب الديمقراطيون في مجلس الشيوخ زعيم الأغلبية في المجلس ميتش ماكونيل بالدعوة لانعقاد جلسة للتصويت على تشريع يضبط حمل السلاح.

من جهتها قالت زعيمة الأغلبية بمجلس النواب نانسي بيلوسي في تغريدة على (تويتر) "لدينا مسؤولية تجاه الشعب الذي نخدمه بأن نتحرك وعلى الجمهورييين في مجلس الشيوخ التوقف عن العرقلة والانضمام الى مجلس النواب لوضع حد للرعب وحمام الدماء الذي يتسبب به عنف السلاح كل يوم في أمريكا".

من جهته قال الرئيس الامريكي دونالد ترامب في سلسلة تغريدات تعليقا على أول حادثين إن مكتب التحقيقات الفيدرالي وقوات الشرطة المحلية يعملون معا في مدينتي (ال باسو) و(دايتون) لمعرفة التفاصيل ومعلومات اكثر مشيرا الى أنه سيتم الاعلان عن اخر التطورات في وقت لاحق.

وأوضح البيت الابيض في بيان صحفي أن الرئيس ترامب على علم بحادث اطلاق النار في دايتون بولاية اوهايو ويراقب الوضع عن كثب.

وفي تغريدة أخرى أشار ترامب الى أن "الأمر لم يكن مأساويا فحسب بل كان عملا جبانا وأنا أقف اليوم مع كل شخص في هذا البلد لإدانة هذا الفعل البغيض" مشددا على انه "لا توجد أسباب أو أعذار تبرر قتل الأبرياء".

وقبل مغادرته نيوجرسي عائدا الى واشنطن أكد ترامب ان لا مكان للكراهية في الولايات المتحدة مشيرا الى "أننا سنتولى هذا الأمر" ومعتبرا أن حوادث إطلاق النار تظهر وجود مشكلات أمراض نفسية.

بدورها أكدت سفارة الكويت في واشنطن اليوم الاحد سلامة المواطنين والطلبة الكويتيين في الولايات المتحدة كما حثتهم على الاستمرار بالتواصل معها ومع القنصليات العامة في لوس أنجلوس ونيويورك.

واكدت السفارة ضرورة الاحاطة بأي طارئ قد يستجد على وضعهم والاتصال بأرقام الطوارئ.

يبقى أن نذكر أن حوادث أمس واليوم جاءت بعد بضعة أيام فقط من مقتل شخصين وجرح شرطي يوم الثلاثاء الماضي اثر إطلاق نار في أحد متاجر سلسلة (وولمارت) بمدينة (ساوثافين) ثالثة أكبر مدن ولاية (ميسيسيبي).