يستعد الكاتب الروائي الإيطالي روبرتو سافيانو لمشاهدة فيلمه "لا بارانزا يد بامبيني" في 22 الجاري بألمانيا.ويعد سافيانو واحدا من أكثر الرجال المطلوبين من قبل عصابات الجريمة المنظمة (المافيا)، المعروفة باسم "جومورا" في مدينة نابولي الإيطالية، لأنه فضح أساليبها.
ودلف الكاتب، البالغ 39 عاما، إلى عالم الكتب السيئة عن عصابات المافيا بروايته الرائعة "جومورا"، التي صدرت عام 2006، وكشف النقاب عن الأسرار والأعمال الداخلية لعصابة نابولي، التي تحولت إلى فيلم، ثم مسلسل تلفزيوني لاحقا.وصنعت "جومورا" من سافيانو واحدا من أكثر الشخصيات المناوئة للمافيا في العالم، وهو يعلم علم اليقين أنه يخوض حربا لن يكتب له النصر فيها أبدا. وقال سافيانو، في مقابلة صحافية، وفق تقارير إعلامية تناولتها بالتفصيل، "لا أعتقد أنه يمكن القضاء على المافيا، إنها واحدة من أكثر المنظمات كفاءة في أوروبا"، ويصر الكاتب على أن عصابات المافيا الإيطالية توسعت إلى ما وراء الحدود الوطنية.وبسؤاله لماذا تواصل طريقك إذن؟ قال: "الغضب والطموح، فالطموح أن تقول: لم تكسروني، والأمر أيضا شخصي، إذ ثمة رغبة في أن أنقل هذه القصص إلى العالم".وتحدث سافيانو وهو جالس داخل أحد الفنادق بوسط العاصمة الألمانية برلين قبل العرض الأول في ألمانيا لفيلم "لا بارانزا يد بامبيني" (أسماك بيرانا المفترسة) أو (أطفال أسماك بيرانا)، بحسب التسمية الإيطالية، عن عصابات "جومورا" من المراهقين.وعرض الفيلم، الذي يشارك فيه عدد من الفنانين الهواة، لأول مرة في مهرجان برلين السينمائي الدولي (برليناله) في دورته للعام الحالي، حيث فاز بجائزة "الدب الفضي" لأفضل سيناريو.ويقول سافيانو، الذي يخضع لحماية الشرطة منذ 13 عاما، إن "هناك رجلين الآن بالخارج ونحن نجري حديثنا، لكني أحاول ألا أفكر في ذلك"، مضيفا أن الحياة تحت رقابة دائمة "مأساة وليست ميزة".
فيلم تسجيلي
وقبل سنوات، شرح فيلم تسجيلي عن سافيانو أنه يجب التخطيط مسبقا لجميع تحركاته قبل يومين على الأقل، لإعطاء حرسه الشخصي الوقت لفحص الأماكن التي من المقرر أن يتوجه إليها. ويعني هذا الوضع الخطير أيضا أن سافيانو لا يستطيع أن يركب دراجة، أو أن يقود سيارة أو دراجة نارية، ولا يمكنه أن تكون له ارتباطات منتظمة، مثل إعطاء دروس أو دورات أسبوعية، أو حتى الذهاب إلى السينما إذا لم تحجز كاملة له وحده.كما جرى رفض صعوده على إحدى الطائرات، حيث إن شركة الطيران "خشيت أن يقضي الركاب رحلة مرهقة للأعصاب إذا تعرفوا عليه".وتابع سافيانو: "هذه المواقف تؤلمني بشدة"، مضيفا: "لا أخشى الموت، لكني أخشى أن أواصل حياتي على هذا المنوال، ليس لأنني لا أعرف الخوف، لكن بعدما سمع المرء الكثير عن الموت يرى الأمر لا يقلقه".والمافيا عبارة عن مصطلح شامل تنضوي تحته 3 جماعات للجريمة المنظمة في إيطاليا، هي: جومورا في نابولي، وكوزا نوسترا في صقلية، وندرانجيتا في كالابريا.ويحرص سافيانو على تأكيد أن هذه العصابات "ليست فقط ظاهرة إيطالية"، فهناك أيضا مافيا "ألمانية وفرنسية وإسبانية"، ويأسى الرجل لغياب الوعي في أوروبا بشأن هذه النقطة.وفي ألمانيا، على سبيل المثال، يقول الكاتب في أسى: "لا أحد يتحدث عن المافيا، فقط عندما تقع مذبحة كبرى، وفي أعقاب ديوسبرغ، اختفت مسألة المافيا".