مع تلقي قاعدة حميميم الجوية الروسية ضربة تسببت بخسائر كبيرة، استأنف الجيش السوري، أمس، قتال فصائل المعارضة في مثلث الشمال، متهماً تركيا بعدم الوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاق وقف إطلاق النار المطبق لليوم الرابع على التوالي.

وأكدت قيادة الجيش أن "المجموعات الإرهابية المسلحة المدعومة من تركيا بمختلف مسمياتها رفضت الالتزام بوقف إطلاق النار وقامت بشن العديد من الهجمات على المدنيين في المناطق الآمنة المحيطة".

Ad

وغداة مقتل مدنية في بلدة بداما بريف مدينة جسر الشغور بنيران قوات النظام لأول مرة منذ سريان الهدنة منتصف ليل الخميس- الجمعة، حذر وزير خارجية تركيا مولود جاويش أوغلو، من عودة الاشتباكات العسكرية، مؤكداً أن أي مأساة إنسانية ستكون أفظع مما حدث في 2015.

ومع إجراء طائرة حربية أميركية مضادة للغواصات استطلاعاً بالقرب من القاعدة البحرية في ميناء طرطوس، أعلن مصدر عسكري سوري عن استهداف قاعدة حميميم الجوية الروسية بمجموعة من القذائف الصاروخية سقطت في محيطها ونجم عنها خسائر بشرية ومادية كبيرة.

وبعد ساعات من تهديد شديد اللهجة وجهه الرئيس رجب طيب إردوغان بشن عملية عسكرية جديدة داخل سورية، بدأ المسؤولون العسكريون الأتراك والأميركيون محادثات هي الثانية من نوعها خلال عشرة أيام لحسم مصير المنطقة الآمنة شرق الفرات.

ورداً على وعيد إردوغان باجتياح منطقة شرق الفرات، التي تسيطر عليها الإدارة الذاتية الكردية وجناحيها العسكري سورية الديمقراطية (قسد) ووحدات حماية الشعب، على غرار تدخله في عفرين وجرابلس والباب، حذرت رئيسة المتحدثة باسم الخارجية الأميركية مورغان أورتيغوس من أن أي عمل عسكري تركي دون تنسيق غير مقبول وسيضر بالعلاقات، معتبرة أن "النشاطات العسكرية أحادية الجانب، تثير قلقاً جدياً، خصوصاً عندما تكون القوات الأميركية في مكان قريب".

وعشية وصول الوفد "البنتاغون"، دعت أورتيغوس تركيا مجدداً إلى "العمل لوضع منهج مشترك"، مؤكدة مواصلة بحث موضوع المنطقة الأمنية لأنها الطريقة الوحيدة لضمان الأمن في المنطقة الحدودية.

ووسط أنباء عن انطلاق عملية شرق الفرات بعد عيد الأضحى، طالب وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو الولايات المتحدة مجدداً بالكف عن الدعم والتعاون مع وحدات الكردية.

ووفق صحيفة "واشنطن بوست"، فإن الإدارة الأميركية تسعى في "محاولة أخيرة يائسة" منها لمنع تدخل تركيا شرقي الفرات، مشيرة إلى أن وفداً رفيعاً من "البنتاغون" وصل إلى أنقرة، أمس، "يحمل عرضاً نهائياً لتخفيف القلق التركي.

وذكرت الصحيفة الأميركية أن الإدارة الكردية تستعد للحرب مع تركيا، بحفر الكثير من الأنفاق وإقامة مستشفيات ميدانية تحت الأرض، وتحويل عشرات المنازل إلى مواقع محصنة، في وقت تحشد فيه أنقرة قواتها عند الحدود استعداداً للتوغل بالمنطقة.

وتتضارب وجهات النظر حول المنطقة الآمنة من حيث العمق والطرف المسيطر عليها، إذ ترى واشنطن أنها يجب أن تكون بين 5 و14 كلم وإعادة الأسلحة الثقيلة إلى الخلف أكثر، في حين تتطلع أنقرة إلى عمق 32 كلم داخل سورية، وتولي السيطرة عليها، وإخراج "قسد" والوحدات الكردية منها.

وعلى مدى أشهر عديدة، ظلّ إردوغان يهدّد بشنّ هجوم على الوحدات الكردية شرق الفرات، غير أنّه لم ينفّذ هذا بعدما اقترح عليه نظيره الأميركي دونالد ترامب مطلع العام فكرة إقامة "منطقة عازلة" لتجنيب حلفائه الأكراد وعيده.

وفي حين أكد الوزير التركي أهمية الاتفاق مع روسيا وإيران على مواصلة التعاون ونتائجه الملموسة في إدلب، انتقد مجلس سورية الديمقراطية البيان الختامي لمحادثات "أستانة 13"، بعد وصفه مشروع الإدارة الذاتية بـ"الانفصالية"، معتبراً أن ضامني هذا المسار اتفقوا "على إشعال فتيل الحرب على مناطق شمال وشرق سورية".

واتهم المجلس الكردي "النظام التركي بمحاولة استمالة جولات أستانة لمصلحته والإصرار على ارتكاب المجازر وممارسة التطهير العرقي وإلصاق الإرهاب بالقوات المُشكّلة والمدعومة من قبل حاضنة شعبية واسعة تقدر بالملايين"، مطالباً بعض الأطراف الدولية بعدم تجاهل مثل هكذا حقائق والعمل على وقف التدخل التركي وارتكاب جرائم بحق الإنسانية".