غداة تلميح الولايات المتحدة إلى إمكانية تخليها عن قيادة تحالف دولي تسعى إلى تشكيله لحماية الملاحة بمضيق هرمز قبالة طهران، اعتبر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن الولايات المتحدة لم تتمكن من تشكيل التحالف مع حلفائها في الخليج ضد بلاده.وقال ظريف إن "الولايات المتحدة تقف بمفردها في العالم. لا تستطيع تشكيل تحالف. لم تربح أي حرب في التاريخ المعاصر، لهذا السبب اضطرت إلى فرض الحظر على المؤسسات والأجهزة الإيرانية وقائد الثورة ووزير الخارجية"، مضيفا أن "المسار الذي يسلكونه يؤدي كل يوم إلى الفشل والإخفاق في الحوار".
تغيير الوضع
من جانب آخر، أعرب ظريف عن استعداد بلاده لتغيير الأوضاع في المنطقة، داعيا السعودية إلى الحوار، وأكد أنه "الحل السلمي الوحيد" لأزمات الشرق الأوسط، متابعا: "طرحنا الحوار مع المسؤولين السعوديين وهو لمصلحة كل دول المنطقة".وغداة كشف مصدر إيراني مطلع، لـ"الجريدة"، عن وجود اتصالات غير رسمية بين طهران والرياض، وتصريح مستشار للرئيس الإيراني بتلقي رسائل من المملكة تم الرد عليها بإيجابية، نفى ظريف أن يكون على علم بوجود اتصالات مع السعودية، لكنه أكد استعداد بلاده للمساهمة في حل سلمي عبر الحوار، لإنهاء الوضع في اليمن والمنطقة.وعن زيارته الأخيرة للولايات المتحدة الأميركية، واجتماعه مع السيناتور راند بول، امتنع ظريف عن الإفصاح عن تفاصيل اللقاء، واكتفى بالقول: "أثناء وجودي في نيويورك لحضور اجتماعات الأمم المتحدة عادة ما التقي ممثلين عن وسائل الإعلام والشخصيات الأميركية، لكننا لم نكشف يوما هوية تلك الجهات التي نلتقيها وتفاصيلها، وإذا أرادوا فليفصحوا هم عنها".وشدد ظريف على أنه دعي بالفعل لمقابلة ترامب في البيت الأبيض، لكنه رفض الدعوة، وبعد ذلك بوقت قصير فرضت واشنطن عقوبات عليه شخصيا. وانتقد العقوبات التي فرضتها واشنطن عليه، قائلا إن "واشنطن أغلقت الباب أمام الدبلوماسية فيما يتعلق بالاتفاق النووي المبرم عام 2015"، والذي انسحب منه الرئيس الأميركي دونالد ترامب العام الماضي. وأردف: "فرض عقوبات على وزير للخارجية يعني الفشل في المحادثات".لكنه في الوقت نفسه شدد على أن "الدبلوماسية لن تنتهي، وهي تستمر حتى في ظل الحروب"، معربا عن اعتقاده بأن "واشنطن تحاول فرض رأيها والتفرد وهي تتخفى خلف دعوات التفاوض".توعد بحري
وشدد ظريف على أن إيران لن تغض الطرف بعد الآن عن أي "جرائم بحرية" في الخليج، بعد يوم من احتجازها ناقلة نفط قالت تقارير إيرانية إنها عراقية كانت تهرب الوقود، في حادث هو الثالث من نوعه في أقل من شهر.وأشار إلى أن بلاده "اعتادت التغاضي عن بعض الجرائم البحرية بالخليج، لكنها لن تغمض عينيها أبدا بعد ذلك"، في وقت يتصاعد التوتر بين بلاده والغرب، بعد احتجاز الحرس الثوري ناقلة ترفع العلم البريطاني، عقب تمديد سلطات جبل طارق احتجاز ناقلة إيرانية بتهمة خرق العقوبات الأوروبية المفروضة على سورية.من جهة أخرى، أكد ظريف أن بلاده لن تنسحب في الوقت الراهن من الاتفاق النووي على ضوء تقليص تعهداتها النووية التي اتخذتها ردا على انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق العام الماضي.رفض ألماني
وبالعودة إلى جهود تشكيل تحالف حماية الملاحة في الخليج، قالت المتحدثة باسم الحكومة الألمانية، أمس، إن المستشارة أنجيلا ميركل والحكومة كلها لا تفكران حاليا في مشاركة برلين في مهمة بحرية بقيادة الولايات المتحدة بمضيق هرمز، ولا تزال تدرس المشاركة في مهمة أوروبية محتملة.نفي ومراقبة
في غضون ذلك، نفت وزارة النفط العراقية أي علاقة لها بناقلة النفط التي احتجزتها عناصر "الحرس الثوري" الإيراني، مضيفة أن السلطات العراقية المختصة تعمل على جمع المعلومات عن السفينة المحتجزة، بعد ساعات من إعلان وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية ان السفينة عراقية.في السياق، قال مسؤولا موانئ عراقيان إن المعلومات الأولية التي تم الحصول عليها تشير إلى أن "السفينة الصغيرة" المحتجزة تملكها شركة شحن خاصة يملكها تاجر عراقي.من جهة ثانية، أكد المتحدث باسم حركة النجباء العراقية نصر الشمري، خلال لقائه مسؤولين كبارا بطهران، أن الحركة تعتبر إيران مثلها الأعلى في المقاومة، وتقتدي بتعاليم المرشد الراحل روح الله الخميني، مؤسس نظام الجمهورية الإسلامية، في وصف الولايات المتحدة بـ"الشيطان الأكبر".وأشار الشمري إلى أن "القوات الأميركية اضطرت إلى نقل قواعدها في العراق إلى مناطق صحراوية بعيدة، كي تفصلها عن مواقع الحشد الشعبي، في الوقت الذي تراقب النجباء جميع القواعد في العراق".اتفاقية سرية
على صعيد قريب، أعلن قائد القوات البحرية في الجيش الإيراني حسين خانزادي، أمس، توقيع اتفاقية عسكرية "سرية" مع روسيا، قائلا إن "بنودا من هذه الاتفاقية سرية، وللمرة الأولى يتم مثل هذا الاتفاق، وهو ما يمثل نقطة تحول في التعاون العسكري، وخاصة في المجال البحري".في موازاة ذلك، أكد المساعد الميداني لرئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية العميد مهدي رباني عدم قدرة أي دولة إقليمية أو غير إقليمية على أن تتغلب على إيران في معركة برية، متابعا: "وصل عمق نفوذنا إلى شواطئ البحر الأبيض المتوسط، وامتدت جبهتنا إلى حدود الكيان الصهيوني"، في إشارة إلى إسرائيل.مستشارة الأسد: لا حرب في الخليج
وصفت بثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية للرئيس السوري بشار الأسد، ما يجري في الخليج بين أميركا وإيران، بـ "لعبة عض أصابع"، مضيفة أن "الخلافات ستحل دون حرب".وفي حوار مفتوح أقيم بمركز ثقافي في طرطوس، رأت شعبان، أن فاتورة الحرب باهظة لا أحد يستطيع تحملها، مشيرة إلى أنه "ثبت أن أميركا لن تتمكن من الدخول إلى إيران عبر الداخل".