أعلن البنك المركزي الصيني، أمس، أنه "يأسف بشدة" لتصنيف الولايات المتحدة بكين بأنها "متلاعبة بالعملة".

واتخذت وزارة الخزانة الأميركية القرار بعدما سمحت الصين بتراجع سعر صرف عملتها اليوان بشكل حاد أمام الدولار. وتعتبر هذه الخطوة رمزية إلى حد كبير إذ عادة ما تفتح الباب أمام مفاوضات وفرض رسوم، وهي التدابير التي اتخذتها الولايات المتحدة بالفعل.

Ad

وتتهم واشنطن بكين بمحاولة الحصول على ميزة تنافسية بصورة غير عادلة، وذلك في وقت لا يزال أكبر اقتصادين في العالم مشتبكين في حرب تجارية.

وتجدر الإشارة إلى أن ضعف اليوان يجعل الصادرات الصينية أقل سعراً، ما يعطي زخماً للاقتصاد الصيني المتباطئ.

وقال "بنك الشعب الصيني"، في بيان، إن التصنيف هو صورة أخرى من صور "السلوك الحمائي" الذي تمارسه إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وحذر من أنه سيكون له "تأثير كبير على التمويل العالمي".

وسمحت الحكومة الصينية لليوان بالتراجع ليتجاوز حاجز سعر صرف الدولار وهو سبعة يوان للمرة الأولى في عشر سنوات، أمس، وذلك بعد أيام من تهديد ترامب بفرض رسوم جديدة على واردات بلاده من الصين.

وأثارت هذه الخطوة قلق المحللين، الذين كانوا يرون أن سعر السبعة يوان لكل دولار يشكل "خطاً أحمر" للبنك المركزي، الذي يشرف بصورة وثيقة على سعر صرف العملة.

وقال المركزي الصيني إن إضعاف العملة جاء رداً على "التدابير الأحادية والحمائية التجارية"، لكنه شدد في الوقت نفسه على أن ارتفاع العملات وانخفاضها أمر طبيعي.

وقال المركزي في بيانه إن "الصين لا تستخدم سعر الصرف كأداة للتعامل مع النزاعات التجارية".

من ناحيته، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب المخاوف من حرب تجارية طويلة الأمد مع الصين، قائلاً، إن الولايات المتحدة "في موقف قوي جداً"، بعد يوم من تصعيد إدارته للتوترات عبر تصنيف بكين على أنها دولة تتلاعب بالعملة.

وقال ترامب على "تويتر"، "كميات هائلة من المال من الصين وأجزاء أخرى من العالم تتدفق على الولايات المتحدة بفضل الأمان والاستثمار وأسعار الفائدة، نحن في موقف قوي جداً. الشركات أيضاً تأتي إلى الولايات المتحدة بأعداد كبيرة. جميل أن نرى هذا!"

على صعيد ذي صلة، قالت وزارة التجارة الصينية، إن الصين أوقفت مشترياتها من المنتجات الزراعية الأميركية، ولن تستبعد فرض رسوم على الواردات الزراعية الأميركية التي جري شراؤها بعد الثالث من أغسطس.

وتمثل الخطوات التي اتخذتها الصين أحدث تصعيد للخلاف التجاري مع الولايات المتحدة الذي أثار قلق الأسواق العالمية والمستثمرين.

وقالت وزارة التجارة الصينية، في بيان نُشر على الإنترنت بعد منتصف الليل بقليل في بكين يوم الثلاثاء بالتوقيت المحلي، "الشركات الصينية المعنية علقت شراء المنتجات الزراعية الأميركية".

ولم تكشف وزارة التجارة الصينية عن قيمة الواردات الزراعية الأميركية التي قد تخضع لرسوم الاستيراد الجديدة.

كان الرئيس ترامب أجج التوترات بين البلدين الأسبوع الماضي، حين تعهد بفرض رسوم نسبتها عشرة بالمئة على واردات صينية بقيمة 300 مليار دولار اعتباراً من أول سبتمبر، وهو قرار قالت وزارة التجارة الصينية، إنه يمثل "انتهاكاً خطيراً" للتوافق الذي توصل إليه ترامب والرئيس الصيني شي جينبينغ في أوساكا في يونيو.

ويمثل حجم المنتجات الزراعية الأميركية التي تشتريها الصين إحدى النقاط المثيرة للخلاف في النزاع التجاري مع الولايات المتحدة.

من ناحيتها، تراجعت الأسهم الصينية، بعدما اتخذ بنك الشعب الصيني خطوة للحد من تراجع العملة المحلية بعدما كسرت، أمس الأول، مستوى 7 مقابل الدولار للمرة الأولى في 11 عاماً.

وتصاعدت التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، بعدما أكدت وزارة التجارة الصينية أن الشركات المحلية توقفت عن شراء المنتجات الزراعية الأميركية.

وعند الإغلاق، تراجع مؤشر "شنغهاي المركب" 1.6 في المئة إلى 2777 نقطة، وهبط "شنتشن المركب" 1.7 في المئة عند 1490 نقطة.