غداة إعلان بريطانيا الانضمام إلى التحالف الذي تسعى الولايات المتحدة إلى تشكيله، من أجل حماية السفن التي تبحر في مياه الخليج قبالة إيران، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن الحرب مع بلاده هي أم كل الحروب، محذرا مرة أخرى من أن الملاحة في مضيق هرمز قد لا تكون آمنة.وأضاف روحاني، في خطابه الذي ألقاه بوزارة الخارجية، وامتدح فيه وزيرها محمد جواد ظريف، بعدما فرضت واشنطن عقوبات عليه، «السلام مع إيران هو أصل السلام، والحرب معها هي أم كل الحروب»، لافتا الى أن بلاده لن تتهاون في الدفاع عن مصالحها.
وخاطب روحاني الولايات المتحدة قائلا: «إذا أردتم الأمن، وأن يكون جنودكم في المنطقة بأمان، فالأمن في مقابل الأمن، والنفط مقابل النفط، ولا تستطيعون المساس بأمننا وتتوقعون الأمن لأنفسكم»، مؤكدا أن «موقفنا هو السلام مقابل السلام، والمضيق مقابل المضيق».وأشار إلى حادث احتجاز طهران ناقلة نفط بريطانية في المياه الخليجية، قائلا إن «السفن البريطانية لم تمتثل لقوانيننا وتحذيراتنا لفترة طويلة، وكنا نتغاضى عن ذلك لأننا كنا في زمن السلم، لكن الآن وبعد تصرف لندن غير الودي لن نتسامح معهم وسنطبق القانون».وأوضح الرئيس الإيراني أنه لا يمكن السماح للسفن البريطانية بالمرور عبر مضيق هرمز بحرية مقابل إغلاق مضيق جبل طارق أمام السفن الإيرانية، في إشارة إلى احتجاز سلطات جبل طارق ناقلة نفط إيرانية، بتهمة خرق العقوبات الأوروبية المفروضة على سورية.وأشار إلى أنه إذا أرادت الولايات المتحدة إجراء مفاوضات مع إيران فعليها رفع كل العقوبات، قائلا إنه ينبغي السماح للجمهورية الإسلامية بتصدير النفط.وتأججت مخاوف نشوب حرب في الشرق الأوسط تكون لها تداعيات عالمية عندما احتجز «الحرس الثوري» الإيراني الناقلة البريطانية «ستينا إمبيرو» قرب هرمز في يوليو الماضي، بزعم ارتكابها انتهاكات بحرية، بعد أسبوعين من احتجاز قوات بريطانية ناقلة نفط إيرانية قرب جبل طارق، بدعوى انتهاكها عقوبات على سورية.
أهداف محتملة
في غضون ذلك، حذر رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني من أي محاولة للاعتداء على بلاده، مضيفا ان العديد من القواعد العسكرية بالمنطقة، التي يتواجد فيها الأميركيون، ستكون أهدافا محتملة.وأفاد لاريجاني بأن بلاده تواجه ما سماه بـ»الاضطرابات الأمنية وعدم الاستقرار التي تصنعها واشنطن»، مستبعدا في الوقت ذاته الدخول في مواجهة عسكرية مباشرة مع الولايات المتحدة، لأنها ستتضرر مهما كانت المواجهة صغيرة.قنابل متطورة
في السياق، كشفت إيران النقاب أمس عن قنابل متطورة ذكية مصنعة محليا، بحضور وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي، وهي قنابل «ياسين» و«بالابان» المتطورة والموجهة بالغة الدقة من الجيل الجديد لسلسلة «قائم».وكشف حاتمي عن بعض خصائص القنابل الجديدة، مبينا أن قنبلة «بالابان» تعمل بمنظومة توجيه مبنية على «INS & GPS» لزيادة الدقة، وهي ذات أجنحة قابلة للطي لزيادة مداها، ويتم تركيبها على مقاتلة «كرّار» النفاثة المسيرة.وحول خصائص «ياسين» ذكر ان هذه القنبلة الموجهة بعيدة المدى، يمكن إطلاقها من مسافة 50 كم، وتوجيهها نحو الهدف لتصيبه بدقة عالية، كما يمكن استخدامها في جميع الظروف المناخية، وفي الليل والنهار، ويمكن نصبها على طائرات مقاتلة أو مسيرة، إذ إنها قادرة على إنجاز العمليات في المديات القصيرة والبعيدة.تهنئة ظريف
من جانب آخر، التقى قائد «فيلق القدس»، الجناح الخارجي لـ«الحرس الثوري»، قاسم سليماني، مع ظريف في وزارة الخارجية الإيرانية أمس.ووفقا لتقارير إيرانية، قال سليماني لظريف: «أبارك لكم تعرضكم لعداء أميركا، بسبب انتمائكم إلى قائد الثورة الإسلامية المرشد علي خامنئي»، واصفا الإجراء الأميركي ضد وزير الخارجية بأنه جنوني، ودليل على هزيمة «البيت الأبيض».الدوحة وطهران
جاء ذلك في وقت وقعت قطر وإيران مذكرة تفاهم للتعاون الحدودي البحري بينهما، في ختام الاجتماع الخامس عشر لقوات خفر السواحل بطهران مساء أمس الأول.وقال قائد حرس الحدود الإيراني العميد قاسم رضائي إن الدوحة قدمت تسهيلات لبناء ميناء خاص للسفن، وكذلك تقديم خدمات لرجال أعمال إيران بشكل جيد.مخازن إسرائيل
في سياق آخر، زعمت مصادر إسرائيلية، مساء أمس الأول، أن إيران طلبت من حركة حماس في غزة تزويدها بمعلومات حول مواقع تخص مخازن صواريخ إسرائيلية، خلال زيارة وفد تابع للحركة لطهران قبل 10 أيام.وأفاد تقرير موقع «ماكو»، التابع لشركة الأخبار الإسرائيلية، بأن الطلب الإيراني جاء خلال زيارة الوفد، الذي ترأسه نائب رئيس المكتب السياسي لـ»حماس» صلاح العاروري، مضيفا أن الحركة طلبت من طهران زيادة الدعم المقدم إليها ليصل إلى 30 مليون دولار شهريا، بينما طلب الإيرانيون في المقابل تفاصيل عن مواقع لمخازن الصواريخ الإسرائيلية.وذكر تقرير لموقع «ديبكا» الاستخباري، أواخر الشهر الماضي، أن وفد «حماس» طلب خلال نقاش مع القيادة الإيرانية، بمن في ذلك المرشد الأعلى، تزويد الحركة المسيطرة على قطاع غزة بصواريخ بالستية.وأضاف التقرير أنه حصل على تلك المعلومات من مصدر عربي دون أن يكشف هويته، مؤكدا أن طهران، التي وصفها بالممول الأكبر لـ»حماس»، وافقت على زيادة الميزانية المخصصة للحركة.«النجباء»: سنسقط أي حكومة عراقية تعمل ضد إيران
هددت حركة «النجباء» العراقية التابعة لـ«الحشد الشعبي» العراقي، أمس، بإسقاط أي حكومة عراقية تعمل ضد إيران في غضون أسابيع.وقال الناطق باسم الحركة، نصر الشمري، خلال لقائه عضو مجلس الأمن القومي الإيراني سعيد جليلي في طهران، إن «الولايات المتحدة تعتبر قوات الحشد الشعبي تابعة لولاية الفقيه الإيرانية بهدف تشويه صورة الحشد، وفي رأينا، هذا شرف لنا». وأضاف الشمري أن «إسقاط الطائرة الأميركية المسيرة من قبل إيران، وإيقاف ناقلة النفط البريطانية، كل ذلك يؤكد أن الجمهورية الإسلامية مرغت أنفس الغطرسة الدولية بالتراب».ووصف وجود القوات الأميركية على الأراضي العراقية بـ «غير الشرعي»، محذراً القيادات الأميركية بالقول: «اسحبوا جنودكم من العراق، وأغلقوا سفارتكم التي تتضمن عشرات الآلاف من الموظفين قبل أن ترغموا على ذلك».