في تصعيد ألقى بظلال كثيفة على المحادثات المشتركة لحسم مصير المنطقة الآمنة في سورية، أعاد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان أمس تأكيده لضرورة القضاء على تهديد الوحدات الكردية "في وقت قريب جداً"، في وقت تعهد وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر بمنع أي تحرك أحادي يهدد حلفائه.

وبعد تعهده مطلع الأسبوع بتنفيذ عملية عسكرية ضد الأكراد شرق الفرات، قال إردوغان في خطاب متلفز أمام سفرائه: "لتركيا الحق في القضاء على جميع التهديدات لأمنها القومي، وسننقل العملية التي بدأت داخل سورية إلى المرحلة التالية في وقت قريب جداً"، مضيفاً: "سندفع الثمن غاليا إذا لم تفعل ما هو لازم في شمال سورية ولا يمكن أن نشعر بالأمان ما لم يتم القضاء على الوحدات الكردية التي تنمو كالخلايا السرطانية على حدودنا الجنوبية عبر الأسلحة الثقيلة المقدمة إليها من حلفائنا".

Ad

​وأضاف: "ننتظر من الولايات المتحدة التي هي حليفتنا في الناتو وشريكتنا الاستراتيجية، أن تتخذ خطوة تليق بالحليف الحقيقي بخصوص الملف السوري". وتابع: "سنستخدم القوة إذا ما تطلب الأمر الدفاع عن مصالحنا القومية".

وخلال جولة في آسيا، حذر وزير الدفاع الأميركي أمس من أن هجوماً "أحادياً" من جانب تركيا على المقاتلين الأكراد سيكون "غير مقبول"، متعهداً بمنع أي توغل أحادي الجانب عبر تسريع المحادثات.

وقال إسبر، للصحافيين المرافقين له في زيارة إلى اليابان، "ما سنفعله هو منع أي توغل أحادي من شأنه أن يؤثر على المصالح المشتركة للولايات المتحدة وتركيا وقوات سورية الديمقراطية في شمال سورية".

وفي تطور لافت، كشفت وكالة الأنباء السورية (سانا) أمس عن إرسال الولايات المتحدة دعماً واسعاً لقوات سورية الديمقراطية (قسد)، موضحة أنها "أدخلت إلى مدينة القامشلي قافلة جديدة مؤلفة من 200 شاحنة محملة بمساعدات لوجستية وعربات عسكرية، قادمة عبر معبر سيمالكا غير الشرعي"، الذي يربط محافظة الحسكة مع إقليم كردستان العراق.

ومع تسارع التحضيرات للبدء بالعملية التركية، شن الطيران السوري والروسي عشرات الغارات على مناطق مختلفة في ريفي حماة وإدلب بعد إلغاء الهدنة مما أدى إلى وقوع ضحايا.

وقصف الطيران الروسي بالصواريخ الفراغية مدينة خان شيخون وكفرزيتا واللطامنة وقرى الزكاة ولطمين والأربعين. كما استهدفت قوات النظام بالمدفعية الثقيلة بلدتي الموزرة في جبل الزاوية وقرى الحميدية والدقماق، وقتل خمسة أشخاص على الأقل وأصيب 30 في قصف جوي بالبراميل المتفجرة والألغام البحرية على مدينة مورك".

ومن جهة ثانية، دمر مبنى الاستخبارات العسكرية التابع لقوات سورية الديمقراطية (قسد) في مدينة الرقة جراء تفجير وقع داخله ليلة الاثنين- الثلاثاء.

وقالت مصادر محلية في الرقة إن ثلاثة انفجارات هزت المدينة أكبرها وقع داخل مقر الاستخبارات العسكرية وسط المدينة، والثاني من جراء عبوة ناسفة قرب مبنى المشفى الوطني والثالث في محطة كهرباء في منطقة الدرعية.