بعد أيام من إعلان أميركا أنه بات بإمكانها نشر صواريخ أرض متوسّطة المدى في أعقاب انسحابها الأسبوع الماضي من "معاهدة الحدّ من انتشار الاسلحة النووية المتوسطة المدى" NFI الموقعة مع روسيا، حذرت الصين أمس، من أنها ستتخذ تدابير مضادة لم تحدّدها في حال مضت الولايات المتحدة في خطط نشر تلك الأسلحة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

وقال فو كونغ، المدير العام لمراقبة الأسلحة في وزارة الخارجية الصينية للصحافيين "الصين لن تبقى مكتوفةً، وستكون مضطرّة إلى اتّخاذ تدابير مضادة في حال نشرت الولايات المتحدة صواريخ أرض متوسّطة المدى في هذه المنطقة من العالم".

Ad

وأضاف: ندعو جيراننا، الدّول المجاورة إلى توخّي الحذر وعدم السّماح بنشر الولايات المتحدة صواريخها المتوسطة المدى على أراضيها، مسمياً استراليا واليابان وكوريا الجنوبية.

وقال: هذا لن يكون في مصلحة الأمن القومي لتلك الدول.

واعتبر فو انه من المهم أن تدرك الولايات المتحدة أنها تقترح نشر الأسلحة على "أبواب" الصين.

وأضاف: بالنسبة خصوصا لدولة شهدت أزمة الصواريخ الكوبية، أعتقد أن على الشعب الأميركي أن يتفهم مشاعر الصين.

وعلى صعيد آخر، وجّهت الصين أمس، تحذيراً قاسياً للمتظاهرين في هونغ كونغ الذين يحتجون منذ شهرين ضد النظام الشيوعي في بكين بأن "من يلعب بالنار تحرقه"، وذلك غداة إضراب عام وتظاهرة جديدة انتهت بأعمال عنف في المستعمرة البريطانية السابقة.

وقال الناطق باسم مكتب شؤون هونغ كونغ وماكاو يانغ غوانغ خلال مؤتمر صحافي: لا تقللوا أبدا من شأن التصميم الحازم والقوة الهائلة لدى الحكومة الصينية.

وتابع يانغ: هذا يجب أن يكون واضحا جدا لتلك المجموعة الصغيرة من المجرمين الذين يرتكبون أعمال عنف والقوى المقيتة التي تقف وراءهم، وينبغي على هؤلاء ألا يخطئوا فهم ضبط النفس الصيني على أنه ضعف، متوعدا بـ "محاكمة المجرمين الذين ينتهجون العنف ويدفعون بالمدينة صوب جحيم خطير، وبالنسبة للعقاب، فهي مسألة وقت فقط"، وأضاف: من يلعب بالنار ستحرقه.

في المقابل، عقد عدد من النشطاء مؤتمراً صحافياً امس، في هونغ كونغ، نقلته قنوات تلفزيونية على نطاق واسع، وحضّوا من خلاله الرئيسة التنفيذية للمدينة كاري لام على "إعادة السلطة للشعب وتلبية مطالب مواطني هونغ كونغ".

وظهر ثلاثة نشطاء ملثّمون في المؤتمر بحي مونغكوك. ولم يسبق أن أجرى ممثلون لحركة الاحتجاج أي مؤتمرات صحافية منذ بدء التظاهرات قبل شهرين.

وصرّح النشطاء بأن مبادرتهم بإجراء مؤتمر صحافي جاءت بدافع من إعلان لام عن مؤتمرات صحافية يومية للشرطة. وأضافوا أن الهدف هو توفير منصة لتعبير مواطني هونغ كونغ عن استيائهم من الحكومة والشرطة.