بينما شهدت كشمير، لليوم الرابع، إغلاقا تاما، وسط انتشار كثيف لقوات عسكرية وشبه عسكرية في الشوارع، اعتبرت نيودلهي أمس أن قضية إلغاء الحكم الذاتي بالإقليم المتنازع عليه مع باكستان «شأن داخلي بالكامل».

ونددت الخارجية الهندية بـ«تحركات أحادية» اتخذتها باكستان، وحضتها على إعادة النظر في قرارها خفض العلاقات الدبلوماسية وطرد سفيرها، الذي كان من المقرر أن يبدأ مهامه قريبا، واستدعاء ممثلها في نيودلهي.

Ad

وأسفت حكومة الهند لخطوات باكستان، وطالبتها بالمحافظة على القنوات الطبيعية للاتصالات الدبلوماسية، مؤكدة أن «النية خلف هذه الإجراءات هي بوضوح أن يقدموا للعالم صورة مقلقة لعلاقاتنا الثنائية».

وبعدما علقت إسلام آباد التجارة الثنائية، أعلن وزير السكك الحديدية الباكستاني شيخ رشيد أحمد، أمس، وقف خدمات القطار السريع، الذي يربط بين باكستان والهند، ويقوم برحلتين أسبوعيا من لاهور إلى مدينة دلهي.

واستبعد وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي الحرب، قائلا: «نحن ندرس الخيارات السياسية والدبلوماسية والقانونية. وفيما يتعلق بالخيار العسكري، نحن لا ندرس هذا الخيار ونستبعده».

ومن المتوقع أن يتوجه رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بكلمة إلى الأمة، ليوضح قرار حكومته إلغاء الحكم الذاتي للشطر الهندي من كشمير، المنصوص عليه في المادة 370 من الدستور الهندي، في قرار يهدد بإشعال هذه المنطقة التي تطالب بها باكستان، كما صوت البرلمان الهندي على تقسيم الشطر الهندي من كشمير إلى منطقتين إداريتين: جامو وكشمير، ولاداخ.

وشهدت كشمير الهندية، أمس، اليوم الرابع من الإغلاق التام، وتبقى وسائل الاتصال مقطوعة فيها منذ مساء الأحد، بينما حظر على السكان التنقل والتجمع، وسط انتشار كثيف لقوات عسكرية وشبه عسكرية في الشوارع، وتوقيف واعتقال أكثر من 500 شخص في الأيام الأخيرة، معظمهم أساتذة جامعيون ورجال أعمال وناشطون ومسؤولون سياسيون.

وطلبت وكالة الأمن الجوي الهندية من مطارات الهند تعزيز تدابيرها الأمنية، إثر التطورات في كشمير، محذرة بأن «الطيران المدني يشكل هدفا سهلا للهجمات الإرهابية».

وفي ردود الفعل، دعا الاتحاد الأوروبي، أمس، إلى الحوار بين الهند وباكستان، عبر القنوات الدبلوماسية، لتجنب تصعيد التوترات في كشمير والمنطقة كلها.

وفي واشنطن، قالت ناطقة باسم وزارة الخارجية إن واشنطن تدعم الحوار المباشر بين الهند وباكستان، ودعت إلى الهدوء وضبط النفس مع تصاعد النزاع.

كما أعربت السعودية عن قلقها من تطورات الأوضاع الحالية في إقليم جامو وكشمير، وقال مصدر مسؤول بوزارة الخارجية السعودية، في بيان بثته وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس)، أمس الأول، «إن المملكة تؤكد أن حل النزاع يتم من خلال التسوية السلمية وفقا للقرارات الدولية ذات الصلة.

ودعا البيان الأطراف المعنية إلى المحافظة على السلام، والاستقرار في المنطقة، ومراعاة مصالح سكان الإقليم.