«الركائب الملكية» يستعرض وسائل النقل في «القاهرة الخديوية»
افتتاح المتحف في سبتمبر المقبل عقب أعمال ترميم وتطوير
أعلنت وزارة الآثار المصرية جاهزية متحف المركبات الملكية لاستقبال الزوار والسائحين، بعد الانتهاء من ترميمه وتطويره، وهو مكون من خمس قاعات.
يقع متحف المركبات الملكية في منطقة بولاق بوسط القاهرة الخديوية، وقال المهندس وعد أبوالعلا، رئيس قطاع المشروعات بوزارة الآثار إنه تم الانتهاء من أعمال التطوير في متحف المركبات الملكية، ولم يتبق غير أعمال «الإلكتروميكانيكا»، التي تضم أجهزة التكييف وأجهزة الإنذار، ومن المقرر افتتاحه خلال سبتمبر المقبل.
القاعة الأولى
من جهتها، قالت معاونة الوزير لشؤون المتاحف د. نيفين نزار إنه تم عمل سيناريو عرض جديد للمتحف، ليعرض المركبات الملكية الفريدة التي يقتنيها وغيرها من الإكسسوارات المتنوعة الخاصة بها، وذلك من خلال خمس قاعات للعرض؛ أولها قاعة الهدية، التي ستعرض العربات والمركبات المهداة إلى الأسرة العلوية خلال المناسبات المختلفة، ومن أهمها العربة التي أهدتها الإمبراطورة الفرنسية أوجيني إلى الخديوي إسماعيل بمناسبة افتتاح قناة السويس، ملحق بها قاعة للعرض المؤقت والمتغير.وأوضحت نزار أن القاعة الثانية عبارة عن قاعة العرض المكشوف التي ستعرض أندر أنواع المركبات، وهي عربة «الآلاي» و»نصف آلاي»، وهي عربات تجرها الخيول ويتم تصنيعها بمواصفات معينة للملوك وكبار رجال الدولة، وكانت مشهورة في ذلك الوقت.وأضافت أن القاعة الثالثة، والتي تعتبر القاعة الرئيسية للمتحف، تضم مجموعة من العربات التي كان يستخدمها أفراد الأسرة العلوية خلال المناسبات الرسمية المختلفة، مثل حفلات الزفاف والمراسم الجنائزية والأعياد والمتنزهات وغيرها، بالإضافة إلى لوحات زيتية عبارة عن بورتريهات لملوك وملكات وأميرات وأمراء الأسرة العلوية.ولفتت إلى أن القاعة الرابعة بالمتحف تضم الملابس الخاصة بسائقي الخيول، في حين سيعرض في القاعة الخامسة مجموعة من الاكسسوارات الخاصة التي كانت تستخدم لتزيين الخيول مثل الحدوة واللجام والسرج وغيرها.ويطلق على المتحف اسم «الركائب الملكية»، تمييزا له عن المتحف الكائن بقلعة صلاح الدين، والذي يضم عددا صغيرا من العربات في غرفة واحدة، منها العربة «لاندو» التي كانت تشارك في موكب محمل كسوة الكعبة المشرفة من مصر إلى الحجاز.
الركائب الملكية
يجسد متحف «الركائب الملكية» تاريخ وسائل النقل والمواصلات خلال فترة حكم أسرة محمد علي باشا، ويحتوي على العديد من المركبات النادرة والتي كانت تستخدم في حفلات الزفاف والمواكب الرسمية، وترجع فكرة بناء المتحف لعهد الخديوي إسماعيل باشا، أول من فكر في بناء مبنى خاص بالمركبات الخديوية والخيول، وسُمي في بداية الأمر «مصلحة الركائب الخديوية»، واستمر هذا الاسم حتى عهد السلطان فؤاد، ثم تغير إلى «إدارة الإسطبلات الملكية»، ثم أضيفت بعض التعديلات إليه في عهد الملك فؤاد.تطور المبنى
ومع مرور الزمن تطور المبنى وتم تحويله إلى متحف تاريخي، لما كان يحتويه من مركبات وخيول وأدوات الزينة الخاصة بركائب الخديوي، كما يحتوي أيضا على سيارات حديثة مثل الستروين والفورد وغيرهما من السيارات العسكرية.ويتضمن المتحف فناءً كبيراً، كان مخصصاً لإعداد الركائب لتجهيزها للخديوي أو الأسرة عموماً، وتوجد فتارين ودواليب من الخشب تضم الملابس التي كان يتم استخدامها بالتشريفات والمراسم، بالإضافة إلى أكسسوارات ومستلزمات الخيول ومجموعة نادرة من الرسومات الهندسية، كما يحتوي المبنى على واجهة ذات طراز معماري مميز بحليات هندسية ونماذج لرؤوس الخيول يبرز فيها التشريح العضلي للحصان بالأحجام الطبيعية للرأس، وتحلى هذه الرؤوس بأوراق نباتية وزهور، مما يجعلها تحفة فنية نادرة، بالإضافة إلى التابلوهات الملونة بالزيت ومجموعة الرسومات الهندسية النادرة، والتي توضح التركيبات الهيكلية.يضم متحف «الركائب» ما يقرب من 78 سيارة ملكية ذات قيمة تاريخية متميزة، ما بين هدايا للأسرة العلوية من دول أوروبية لحكام سابقين، بدءا من عصر الخديوي إسماعيل حتى عصر الملك فاروق، والتي يصل عددها إلى نحو 22 سيارة، من بينها السيارة التي أهداها نابليون الثالث والملكة أوجيني للخديوي إسماعيل عند افتتاحه لقناة السويس عام 1869، والتي استخدمها الخديوي في حفل زفافه.العربة لاندو
من جهة أخرى، تنظم وزارة الآثار جولات إرشادية يومية للجمهور لزيارة العربة «لاندو»، بمناسبة موسم الحج وعيد الأضحى المبارك، حيث كانت «العربة لاندو»، تشارك في موكب محمل كسوة الكعبة المشرفة من مصر إلى الحجاز، ويعود تاريخها إلى عهد الخديوي إسماعيل وكانت مخصصة لنقل الخديوي إلى ميدان القلعة أثناء احتفالات موكب المحمل الشريف، واستقبال الملوك والأمراء من محطة القطار الملكي، وهي مصممة على شكل صندوق من الخشب يفتح بذراعين، وبها فانوسان من البلور والنحاس، ولها مقعدان من الداخل وكان يجرها جوادان.موكب المحمل
كان موكب المحمل عبارة عن جمل يحمل المحمل وتسير أمامه العربة لاندو، ويمر في الشوارع قبل خروجه من القاهرة، بعدها يتجه المحمل وخلفه الجمال التي تحمل المياه وأمتعة الحجاج والجند الذين يحرسون الموكب حتى الحجاز. أما كسوة الكعبة فكانت تصنع في دار الكسوة بمنطقة الجمالية بالقاهرة، وتأسست عام 1233هـ، في حي «الخرنفش» في القاهرة، وهو حي عريق يقع عند التقاء شارع بين السورَيْن وميدان باب الشعرية، وما زالت هذه الدار قائمة حتى الآن، وتحتفظ بآخر كسوة صنعت للكعبة داخلها، وظلت تعمل حتى عام 1962م.
يضم 78 سيارة ملكية منها سيارة نابليون والإمبراطورة أوجيني