الهباد: «الصوت» إحدى الركائز الأساسية للغناء العربي

يعتبر أحد أهم القوالب الأصيلة في الكويت ودول الخليج

نشر في 09-08-2019
آخر تحديث 09-08-2019 | 00:00
أستاذ الموسيقى د. حمد الهباد
أستاذ الموسيقى د. حمد الهباد
قال أستاذ الموسيقى د. حمد الهباد إن فن الصوت هو إحدى الركائز الأساسية للغناء العربي عبر العصور.
يعد فن الصوت أحد أهم وأحب القوالب الغنائية الأكثر انتشارا وازدهارا في الخليج العربي، وتحديدا بالكويت، وكان الفنان الذي يغني ألحان هذا القالب أو يعزف موسيقاه يحظى بتقدير خاص في الأوساط الأدبية والفنية.

وقال أستاذ الموسيقى د. حمد الهباد إن فن الصوت هو إحدى الركائز الأساسية للغناء العربي عبر العصور في مختلف البلاد العربية، أي منذ بداية الدولة الإسلامية الأولى وحتى وقتنا هذا"، مضيفا أن هذا الفن يعتبر أحد روافد الغناء العربي الأصيل المنتشر في أطراف الجزيرة العربية منذ أمد بعيد.

وأكد الهباد أن فن الصوت يعتبر فنا عربيا عريقا أفل نجمه في بلاد الشام وبغداد ومصر، واحتضنته دول الخليج العربي، لاسيما الكويت والبحرين وقطر، وجنوب الجزيرة العربية كاليمن وعمان، وتوجد بقاياه التاريخية في مكة المكرمة والمدينة المنورة.

ودلل على كلامه مبينا أن مصطلح الصوت جاء ذكره في كتاب "الأغاني" لأبي الفرج الأصفهاني، كأحد ألوان الغناء العربي الموجودة في الدولة الأموية والشام، والذي ازدهر على يد يونس الكاتب وعمر الوادي وأحمد النصيبي ودنانير.

وأفاد بأنه شاع انتشاره في الدولة العباسية على يد إبراهيم الموصلي وابنه إسحاق الموصلي وفليح ابن العوراء ومنصور زلزل وابن جامع، وغيرهم، مبينا أن فن الصوت برز أيضا في مصر خلال فترة الحكم الفاطمي، حيث جاء ذكره في كتاب "حاوي الفنون وسلوة المحزون" للحسين ابن الطحان.

وأشار الهباد الى أنه رغم انقراض فن الصوت في مجمل البلاد العربية فإن الجانب الشرقي من شبه الجزيرة العربية، كالكويت والبحرين، بشكل خاص، حافظا على وجوده من خلال الفنان عبدالله الفرج من الكويت، ومحمد بن فارس وضاحي بن وليد بالبحرين.

وأوضح أن الجانب الغربي من شبه الجزيرة العربية، ممثلا بالحجاز، يعد من المناطق العربية التي حافظت على هذا الموروث الغنائي العربي على يد الفنان محمد علي السندي، الذي تلقى فن الصوت على يد الشيخ حسن جاوه، ومن قبلهم الشيخ الشريف هاشم الذي يعد أبرز الفنانين في منطقة الحجاز.

وذكر ان الفنان راشد الصوري من عمان ساهم في غناء ألوان معينة من فن الصوت عرف بالختم، أو ما هو معروف بالخيالي، أما في اليمن فنجد الفنان محمد جمعة خان الذي مارس غناء فن الصوت تحت مرادفات لغوية مختلفة، عرفت عند أهل اليمن بصوت الدان أو الزربادي أو الشحري.

وعن أنواع ومسميات فن الصوت بالكويت، بين الهباد أن هناك 14 صوتا لهذا الفن، منها الصوت العربي، الذي يطلق عليه الصوت اليماني، ومثال عليه صوت "حرك شجوني والتهابي"، وصوت "يا ظبية البان" غناء يوسف البكر عام 1954.

وأشار إلى أن من أنواع الصوت أيضا الصوت الشامي، ويعرف كذلك بالصوت الصنعاني، كما ورد في تسجيلات يوسف البكر في صوت "أهلا وسهلا بمن فاق القمر". وأضاف أن المرحلة الأولى تمثلت في صوت "الحمد لمن قدر خيرا" غناء الفنان يوسف البكر، والمرحلة الثانية مثالها صوت "يعاهدني لا خان ثم ينكث" غناء الفنان صالح الكويتي، والثالثة التي استقر عليها أداء إيقاع الصوت الخيالي كصوت "الحمد لمن قدر" للفنان صالح الحريبي.

back to top