اتهم جو بايدن، أبرز مرشحي الحزب الديمقراطي للانتخابات التمهيدية الرئاسية الأميركية الرئيس دونالد ترامب بأنه «تبنى الاستراتيجية السياسية المتمثلة بالكراهية والعنصرية وأجج سعير تفوق العرق الأبيض»، وذلك بعد حادثة إطلاق النار في إل باسو.

واستخدم بايدن تعابير قاسية ضد الرئيس الجمهوري، خلال خطاب ألقاه بإطار حملته الانتخابية في بيرلينغتون بولاية أيوا، قائلاً، إن ترامب «تبنى علناً ومن دون وازع، الاستراتيجية السياسية المتمثلة بالكراهية والعنصرية والقسمة».

Ad

وندد بايدن بالخطاب «السام» لترامب، قائلاً: «سواء بلغةٍ واضحة أو مشفرة، أجج هذا الرئيس سعير تفوق العرق الأبيض في هذه البلاد».

وأردف: «لدينا مشكلة مع هذا المَد المتصاعد لتفوق العرق الأبيض في الولايات المتحدة، ولدينا رئيس يُشجعه».

في المقابل، انتقد ترامب التغطية الإعلامية للخطاب الذي ألقاه بايدن. وغرد من على متن الطائرة الرئاسية خلال انتقاله من أوهايو إلى تكساس: «مشاهدة جو النعسان وهو يلقي خطاباً مملة جداً».

وأضاف: «وسائل الإعلام لن تحصل على مشاهدات وقراءات خلال تغطيتها نشاطات هذا الرجل. كما أن البلاد سيسوء حالها معه. فقط الصين هي من يسعد به»، في حال نجح في الانتخابات الرئاسية القادمة.

«أنت السبب»

وزار ترامب والسيدة الأولى ميلانيا، أمس الأول، مدينتي إل باسو في تكساس ودايتون في أوهايو بعد حادثتي إطلاق النار اللتين خلفتا 31 قتيلاً وإصابة العشرات، والتقيا مع فرق الإنقاذ وبعض المتضررين، بينما ردد محتجون هتافات منها «افعل شيئا» و«أنت السبب» متهمين إياه بإثارة التوتر بخطاب معادٍ للمهاجرين وينطوي على عنصرية.

ووصف ترامب في تغريدة عبر «تويتر» بعد مغادرته دايتون مساء، الزيارة بأنها كانت «دافئة ورائعة مليئة بالحماس والحب» حيث التقى خلالها أهل الضحايا ورجال إنفاذ القانون وفرق الانقاذ والطاقم الطبي، قائلاً إن «الأشخاص الذين قابلتهم في دايتون هم الأفضل في أي مكان».

وأضاف أنه التقى في إل باسو أسر الضحايا والطاقم الطبي في «المستشفى الجامعي»، كما زار مركز عمليات الطوارئ «للقاء موظفي إنفاذ القانون وتقديم الشكر لهم».

وقال ترامب في تصريحات للصحافيين، «كان لدينا يوم رائع وكان هناك قدر هائل من الحب والاحترام يظهر لمكتب الرئيس»، مؤكداً أن زيارته للمدينتين «فرصة رائعة حقاً لتهنئة بعض رجال الشرطة ورجال إنفاذ القانون».

وأضاف أنه يتطلع لتحسين إجراءات التحري عن خلفيات من يتقدمون لشراء الأسلحة مصراً على أن المشكلة تكمن في المرض العقلي، قائلاً: «لا أريد أن أضع الأسلحة في أيدي أشخاص غير مستقرين عقلياً أو أشخاص يعانون الغضب أو الكراهية». وأضاف: «انا قلق بشأن صعود أي مجموعة من أنصار مبدأ الكراهية ولا أحب ذلك».

عمدة دايتون

من ناحيتها، طالبت عمدة مدينة دايتون بولاية أوهايو، بوضع تشريع بشأن حيازة الأسلحة يتفق مع الحس العام للحد من العنف المسلح.

وأضافت نان ويلي عقب اجتماعها الذي استمر فترة قصيرة جداً مع ترامب، «لا أعلم ما إذا كان الرئيس سيتخذ إجراءات بهذا الشأن، آمل في ذلك».

وقالت إنها أبلغت ترامب خلال الاجتماع: «سيدي الرئيس، مدينة دايتون وشعب دايتون يتطلعون حقاً إلى رؤية بعض الإجراءات».

حيازة الأسلحة

كما أعرب النائب في مجلس النواب إيليجا كامينغز عن موافقته على عودة الكونغرس من العطلة والتعامل مع تشريع للسيطرة على حيازة الأسلحة.

وحضّ كامينغز مجلس الشيوخ على استئناف جلسته لإقرار تشريع حول فحص الخلفية الجنائية الذي أقره مجلس النواب بالفعل ورفعه إلى ترامب.

وقال كامينغز متحدثاً في نادي الصحافة الوطني: «الناس يموتون. هل تسمعون ما أقول؟ الناس خائفون. إنهم يخشون الذهاب إلى السينما. إنهم يخشون الذهاب للتسوق. إنهم خائفون من ممارسة حياتهم اليومية». وأضاف: «أعتقد أننا نتحمل مسؤولية القيام بكل ما هو ضروري لإنقاذ الأرواح»، وتابع إن بعض ناخبيه قالوا له «من فضلك ساعدنا في إنقاذ بلادنا».

وفي السياق أعلن البيت الأبيض في بيان إن ترامب دعا «شركات الإنترنت والتكنولوجيا إلى مناقشة التطرف العنيف عبر الإنترنت»، مضيفاً أن الاجتماع سيعقد اليوم، وسيضم كبار مسؤولي الإدارة الأميركية إلى جانب ممثلين لمجموعة من الشركات.

«العفو الدولية»

وفي سياق متصل، أصدرت «منظمة العفو الدولية»، أمس الأول، تحذير سفر لزائري الولايات المتحدة بتوخي أقصى درجات الحذر، وذلك بعد حوادث إطلاق النار الجماعية التي وقعت أخيراً.

وأكدت المنظمة إنها أصدرت التحذير «بسبب تفشي العنف بالأسلحة النارية، والذي أصبح منتشراً في الولايات المتحدة لدرجة أنه يصل إلى حد أزمة حقوق إنسان».

وذكرت المنظمة في التحذير الذي يأتي على غرار تحذيرات السفر التي تصدر عن وزارة الخارجية الأميركية للرعايا الأميركيين في الخارج، أنه يتعين على الأشخاص الذين يتوجهون إلى البلاد أن يكونوا «يقظين جداً في جميع الأوقات وأن يكونوا حذرين من انتشار الأسلحة النارية بين السكان».

وقالت إنه يتعين تجنب الأماكن التي تشهد تجمعات كبيرة، خصوصاً الفعاليات الثقافية ودور العبادة والمدارس والمراكز التجارية.

وأضافت أن الحكومة الأميركية «غير راغبة في ضمان الحماية ضد العنف بالأسلحة النارية، رغم أنها ملزمة بقانون حقوق الإنسان الدولي أن تنفذ تدابير لتنظيم حيازة الأسلحة النارية وحماية حقوق الشعب».

بومبيو يأمل استئناف المحادثات مع كوريا الشمالية

أكد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، أن عمليات إطلاق صواريخ قصيرة المدى بشكل متكرر من جانب كوريا الشمالية ليست عائقا أمام استئناف المحادثات مع الولايات المتحدة.

وأطلقت كوريا الشمالية صواريخ قصيرة المدى الثلاثاء الماضي، للمرة الرابعة في أقل من اسبوعين. وحذر الزعيم الكوري الشمالي كيم جونع اون من ان الامر يتعلق بـ «تحذير» لواشنطن وسيول بسبب المناورات العسكرية المشتركة التي يرى فيها الشمال عائقا أمام استئناف المحادثات مع الولايات المتحدة بشأن نزع الأسلحة النووية من كوريا الشمالية.

وردا على سؤال عما اذا كانت تلك التجارب الصاروخية تجعل الاجواء اقل ملاءمة لهذه المحادثات، أجاب بومبيو ببساطة «لا».

وتابع خلال مؤتمر صحافي مع نظيره البريطاني دومينيك راب في واشنطن: «نحن نشاهد ما يحدث في كوريا الشمالية». وذكّر انه عندما وصل دونالد ترامب إلى البيت الأبيض عام 2017 «كان هناك تجارب نووية» و»إطلاق لصواريخ بعيدة المدى»، مشددا على ان «هذا الامر لم يحدث» بالآونة الاخيرة «وهذا شيء جيد».

وبومبيو الذي عاد خالي الوفاض من زيارة لبانكوك حيث حاول عبثا ان يلتقي ممثلين عن كوريا الشمالية على هامش مجموعة من الاجتماعات الاقليمية، قال أمس الأول، ايضا «نأمل اننا سنستطيع في الاسابيع المقبلة العودة الى طاولة المفاوضات». ولم ترسل بيونغ يانغ وفدا رفيعا الى بانكوك.

واشنطن تتحفّظ عن رفع السودان من «الإرهاب»

قال وكيل وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية ديفيد هيل عقب اجتماعه، أمس الأول، مع رئيس «المجلس العسكري» الانتقالي في السودان الفريق عبدالفتاح البرهان، وقادة المحتجين وشخصيات من المجتمع المدني، ان «المجلس العسكري وقادة الاحتجاجات قطعوا تعهدات قوية بالتزام الانتقال إلى الحكم المدني».

وفي مؤتمر صحافي عقده بالخرطوم، أشاد هيل بالاعلان الدستوري الذي توسطت فيه اثيوبيا والاتحاد الإفريقي، ووصفه

بـ «التاريخي».

وقال: «أميركا ملتزمة تماما مساعدة السودان في الانتقال إلى حكومة يقودها مدنيون تعكس إرادة الشعب السوداني».

في المقابل، أعلن هيل، أن الولايات المتحدة لا تزال بحاجة لتسوية قضايا قائمة منذ وقت طويل مع السودان قبل أن تفكر في رفعه من قائمتها للدول الراعية للإرهاب.

وتصنيف السودان بلدا راعيا للإرهاب يجعله غير مؤهل لتخفيف الديون ويحد من حصوله على تمويل من مقرضين مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي. ومن المحتمل أن يؤدي رفع الاسم من القائمة إلى فتح الباب أمام الاستثمار الأجنبي.

وتابع هيل «أن هذه القضايا تشمل حقوق الانسان والحريات الدينية وجهود مكافحة الإرهاب، إضافة إلى تعزيز السلام الداخلي والاستقرار السياسي والانتعاش الاقتصادي في السودان».