بعد عدد من الحوادث التي تعرضت لها ناقلات وكانت إيران طرفا فيها منذ مايو الماضي، طالبت البحرية الأميركية، أمس، السفن التي ترفع العلم الأميركي، بالإبلاغ عن خط سيرها للبحرية الأميركية والبريطانية العاملة في منطقة الخليج، مشيرة إلى احتمال حدوث «سوء تقدير» في المنطقة يمكن أن يؤدي إلى «اضطراب الملاحة» في الخليج ومضيق هرمز نتيجة تشويش إيراني على نظام التتبع العالمي «GPS».

وأكدت البحرية في طلبها العاجل أن سفينتين على الأقل من السفن التي كانت تمر في الخليج أخيراً، أبلغتا عن تعرضهما لعمليات تشويش متعمدة بهدف تضليلهما. وأفادت الإدارة البحرية للولايات المتحدة في مذكرة إرشادية، مساء أمس الأول، بأن «الأنشطة العسكرية المتزايدة والتوترات السياسية المتصاعدة في المنطقة لاتزال تشكل تهديدات خطيرة للسفن التجارية».

Ad

وأضافت المذكرة أنه يتعين على السفن تنبيه الأسطول الخامس بالبحرية الأميركية وعمليات التجارة البحرية بالمملكة المتحدة، في حال وقوع أي حادث أو نشاط مريب. وحذرتها من احتمال تعرض أجهزتها لتحديد المواقع على الخرائط للاختراق.

ويأتي التحذير في وقت تسعى واشنطن إلى إنشاء تحالف دولي لمرافقة السّفن التجاريّة في الخليج، لكن لا يبدو أنّها تمكّنت من جذب دول كثيرة. وبدا حلفاء واشنطن متوجّسين من جرّهم إلى نزاع مفتوح في المنطقة التي يعبر منها ثلث النفط العالمي المنقول بحراً.

واحتجزت إيران، في أقلّ من شهر، ثلاث ناقلات نفط أجنبيّة في الخليج، ما ضاعف التوتّرات بين واشنطن وطهران التي تخضع لعقوبات أميركية اقتصادية خانقة.

تنسيق وإشادة

وجاء التحذير بعد ساعات من بحث وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو هاتفياً مع وليّ العهد السعودي الأمير محمّد بن سلمان بملفّات الأمن البحري وإيران واليمن.

وقالت المتحدّثة باسم الخارجية الأميركية مورغن اورتاغوس، إنّ بومبيو وولي العهد السعودي تطرقا إلى «التوترات المتزايدة في المنطقة والحاجة إلى أمن بحري أقوى من أجل تعزيز حرية الملاحة». كما تناول الحديث «تطورات ثنائية وإقليمية أخرى، بما فيها مواجهة أنشطة النظام الإيراني المزعزعة للاستقرار».

وفي وقت سابق، أشاد بومبيو بقرار بريطانيا المشاركة في حماية «هرمز» وحرية الملاحة، ودعاها إلى مواصلة اتخاذ الخطوات التي من شأنها تحميل إيران مسؤولية «سلوكها التخريبي».

تنديد بحريني

في هذه الأثناء، دعت البحرين إيران إلى وقف إطلاق التهديدات والالتزام بالتهدئة، حفاظا على الأمن والسلم الإقليمي والدولي، وحرية الملاحة في الخليج.

وأكدت البحرين أن التصريحات تعكس «الإصرار الواضح على عرقلة كل الجهود والمبادرات الهادفة لتعزيز الأمن والاستقرار وحرية الملاحة في الخليج والمنطقة بأسرها».

وقالت إن «استضافة الاجتماعات والمؤتمرات تأتي تأكيداً لمساعي البحرين الدؤوبة وسياستها الثابتة والمرتكزة على المشاركة الفعالة، لتوفير كل سبل الأمن والسلام في المنطقة».

وجاء ذلك في بيان لوزارة الخارجية البحرينية، رداً على تصريح المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي، حول استضافة المنامة الأسبوع الماضي اجتماعا عسكريا دولياً بحث الأوضاع الراهنة بالمنطقة، وسبل اطلاق تحالف دولي لحماية السفن بالخليج.

وفي وقت سابق، طالب المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، البحرين بوقف ما وصفه بـ»إجراءات معادية» لطهران، واتباع نهج بناء بدلا من اعتماد دور تحريضي ضدها.

واعتبر موسوي أن «عقد اجتماعات مريبة واستفزازية خطوة باتجاه زعزعة الاستقرار والأمن، وتمهيدا لتدخل القوات الأجنبية القادمة من خارج المنطقة والكيان الصهيوني في شؤون منطقة الخليج».

زعزعة المنطقة

في موازاة ذلك، حذرت إيران من تداعيات إعلان إسرائيل مشاركتها في التحالف الذي أعلنتنه الولايات المتحدة الأميركية لحماية الخليج العربي، وتأمين خطوط الملاحة البحرية في مضيقي هرمز وباب المندب قبالة اليمن.

وقال وزير الدفاع الإيراني، أمير حاتمي، إن «مشاركة إسرائيل في تحالف بحري دعت الولايات المتحدة لتشكيله في مياه الخليج تعد إجراء استفزازياً كبيراً، وتحمل تداعيات كارثية».

وجدد الوزير الإيراني موقف بلاده الرافض للتحالف، وقال إن «التحالف البحري الأميركي تحت ذريعة حماية الملاحة البحرية سيضاعف زعزعة الأمن في المنطقة».

وذكرت وكالة «فارس» للأنباء إن تصريحات حاتمي جاءت «خلال اتصالات هاتفية أجراها مع نظرائه من قطر والكويت وعمان بمناسبة عيد الأضحى المبارك».

وشدد على أن بلاده «لن تتوانى عن اتخاذ أي خطوة في مسار الحفاظ على أمن الملاحة البحرية في الخليج ومضيق هرمز وبحر عمان، وأمن المنطقة هو عمل مشترك بين إيران وسائر دول الجوار في الخليج».

جاء ذلك غداة إعلان وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن تل أبيب تدرس المساهمة في التحالف عبر الجوانب الاستخباراتية وغيرها من المجالات.

قطار أنقرة

في سياق منفصل، دشنت شركة سكك الحديد الإيرانية خط قطار بين طهران والعاصمة التركية أنقرة، في إطار حفل رسمي حضره السفير التركي في إيران دريا أورس.

من جانب آخر، بدأت السلطات الأرجنتينية اتخاذ إجراءات لتجميد أموال 7 إيرانيين، بينهم علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الإيراني علي خامنئي للعلاقات الدولية، بتهمة التورط في هجوم على مركز ثقافي لليهود عام 1994.

الصين تواصل استيراد النفط

أظهر بحث أعدته 3 شركات للبيانات، أن الصين استوردت النفط الخام من إيران في يوليو الماضي للشهر الثاني، بعد إنهاء الولايات المتحدة استثناءات كانت منحتها لبعض الدول من العقوبات المفروضة على طهران.

ووفقا لأحد التقديرات دخل بعض النفط إلى الصهاريج التي تحتوي على احتياطي النفط الاستراتيجي في الصين.

وحسب تقديرات مسؤولين كبار في إدارة ترامب يتدفق ما بين 50 و70 في المئة من صادرات النفط الإيرانية إلى الصين، بينما تذهب نسبة تبلغ نحو 30 في المئة تقريبا إلى سورية.

والصين هي أكبر مستهلك للنفط الإيراني، وتتحدى عقوبات واشنطن. لكن واردات يونيو، التي بلغت نحو 210 آلاف برميل يوميا، كانت الأقل خلال 10 أعوام تقريبا، وتقل 60 في المئة على المستوى نفسه من العام الماضي، وفقاً لبيانات من الجمارك، حيث عزفت بعض المصافي الصينية عن التعامل مع إيران خشية العقوبات.