عاد رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري إلى بيروت، مساء أمس الأول، لكن إقامته لن تطول، اذ يحزم حقائبه ويتوجّه في الساعات المقبلة الى الولايات المتحدة. هذه الزيارة تبدو لافتة شكلا ومضمونا وتوقيتا. فهي لم تكن محددة سلفا، ولا متوقّعة أو مدرجة على أجندة الحريري، إلى أن تم الإعلان عنها أمس الأول.

وقالت مصادر متابعة انه "لا بد ان تكون التعقيدات السياسية والتطورات السلبية التي طرأت على الوضع المحلي الحكومي والاقتصادي والأمني، فرضت حصولها".

Ad

وأضافت المصادر "الحريري استفاد من وجوده في أوروبا في الايام الماضية، لإجراء سلسلة اتصالات مع مسؤولين كبار على الساحة الدولية، عارضا الملف اللبناني، أنتجت، من ضمن ما أنتجته، موعدا لزيارة له الى واشنطن حيث يفترض ان يلتقي نائب الرئيس الاميركي مايك بنس ووزير الخارجية مايك بومبيو".

وتابعت: "الحريري سينقل الصورة المستجدة هذه الى الادارة الاميركية، علما ان الاخيرة على بيّنة منها وقد صوّبت ضدها بقوة أمس (الاربعاء) في بيان مثقل بالرسائل أصدرته السفارة الاميركية في بيروت دعت فيه الى تحقيق عادل في حادثة قبرشمون بعيدا من التدخلات السياسية، وحذرت فيه من استغلال ما جرى في 30 يونيو، لأغراض سياسية".

في السياق، أكد مستشار رئيس الحكومة النائب السابق عمّار حوري تعليقاً على بيان السفارة الاميركية ان "من الافضل علينا كلبنانيين عدم اعطاء فرص للآخرين ليتقدموا بملاحظات حول ادائنا الداخلي". واذ حذّر في تصريح من اخذ الامور بخفة، اعتبر ان "بيان السفارة الاميركية يُسلّط الضوء على المخاطر التي قد نواجهها"، مذكّراً "باننا في مرحلة إعادة تصنيف دولي على الصعيد الاقتصادي، واننا نسعى لاستثمار مقررات سيدر من خلال دعم دولي، وكل هذا لا يتأتى الا من خلال علاقات طيبة مع دول العالم". ودعا حوري الى "العودة الى هدوئنا الداخلي والاستقرار وتغليب منطق المؤسسات الدستورية"، ووضع زيارة رئيس الحكومة لواشنطن في "خانة التواصل مع عواصم القرار لإظهار صورة لبنان الايجابية ومحاولة تحسينها من الشوائب بسبب ممارسات بعض الاطراف ومحاولة استعادة الثقة بلبنان".

في موازاة ذلك، رأى الحزب "التقدمي الاشتراكي" في بيان له، امس، ان "بيان السفارة الاميركية يعكس نظرة الغرب القلقة تجاه ما يحدث في لبنان من تدجين وتدخل سافر في شؤون القضاء ومحاولة تركيب ملف غير مطابق لنتائج التحقيقات".

«ديلي ستار» تحتجب احتجاجاً

فاجأت صحيفة "ديلي ستار" اللبنانية جمهورها بالامتناع عن نشر المقالات والأخبار في طبعتها الورقية أمس، احتجاجا على تردي الأوضاع الاقتصادية والسياسية في البلاد.

واكتفت الصحيفة، الناطقة باللغة الإنكليزية، وهي ثاني أعرق صحف لبنان الحالية، بكتابة كلمة "لبنان" على صفحتها الرئيسية، بحجم كبير على خلفية سوداء.

وفي الصفحات الداخلية كررت "ديلي ستار" الكلمة ذاتها، مع إضافة عبارات تعبر عن الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تعصف بلبنان.