في ظل تحول مياه الخليج إلى ساحة مواجهة خطيرة، حذّرت واشنطن السفن المبحرة عبر مضيق هرمز من احتمال تعرضها لعمليات اختراق وتشويش متعمدة من إيران، على غرار حوادث عدة قبالة سواحلها.

وأصدرت الإدارة البحرية لوزارة النقل الأميركية، تحذيراً عاجلاً، مساء أمس الأول، أكدت فيه أن سفينتين، على الأقل، أبلغتا عن اختراق في نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) الخاص بهما من قوات «الحرس الثوري» الإيرانية.

Ad

وأشارت إلى أن «عدداً من السفن أبلغ عن اتصالات من جسر إلى جسر مزورة، من كيانات مجهولة تدعي كذباً أنها سفن حربية أميركية، أو تابعة للتحالف» الذي تسعى واشنطن لتشكيله بهدف حماية الملاحة.

وطالبت الإدارة السفن التجارية التي ترفع العلم الأميركي بإرسال نقاط توقفها في هرمز ومياه الخليج إلى الولايات المتحدة، وسلطات البحرية البريطانية، لافتة إلى زيادة التهديدات مع تصاعد «الأنشطة العسكرية والتوترات السياسية بالمنطقة».

وأضافت أنه يتعين على السفن تنبيه الأسطول الخامس بالبحرية الأميركية، وعمليات التجارة البحرية بالمملكة المتحدة، في حال وقوع أي حادث أو نشاط مريب، داعية أطقم القيادة إلى عدم مقاومة أي طرف إيراني يصعد على متن السفن.

في غضون ذلك، ذكر مسؤول دفاعي أميركي، أن طهران وضعت أجهزة تشويش على «GPS» في جزيرة أبوموسى الخاضعة لسيطرتها، والتي تقع في الخليج بالقرب من مدخل هرمز، لتضليل السفن للدخول إلى المياه الإيرانية والحصول على ذريعة لتوقيفها.

في هذه الأثناء، دعت البحرين إيران إلى وقف إطلاق التهديدات والالتزام بالتهدئة، حفاظاً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين وحرية الملاحة البحرية.

ورفضت المنامة اتهامات المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي حول استضافتها، الأسبوع الماضي، اجتماعاً عسكرياً دولياً بحث الأوضاع الراهنة بالمنطقة، وسبل إطلاق تحالف بحري لحماية السفن في الخليج بقيادة واشنطن.

في المقابل، قال وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي، إنّ تشكيل القوة البحرية سيزيد من «الفلتان الأمني» بالمنطقة، وأيّ تدخّل إسرائيلي ستكون له «تداعيات كارثية». وتدور حرب أعصاب بين طهران وواشنطن منذ انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب العام الماضي من الاتفاق النووي المبرم عام 2015، وإعادة فرضه عقوبات اقتصادية خانقة على طهران.

وتعليقاً على الأنباء بشأن رغبة إسرائيل في الانضمام إلى القوة العسكرية البحرية، قال حاتمي إن «مثل هذه الخطوة المحتملة تحمل طابعاً استفزازياً جداً، ويمكن أن يكون لها تداعيات كارثية على المنطقة».