في أقل من ثلاث ساعات، استضاف القصر الجمهوري في بعبدا أمس الأول، اجتماعين وضعا حداً لمسألتين مهمتين الأولى تتصل بما بلغه الوضع الاقتصادي والمالي والنقدي في لبنان الذي دخل مرحلة حرجة جداً رغم كل التطمينات التي أطلقت على أعلى المستويات والثانية أنهت ترددات أحداث قبرشمون – البساتين في 40 يوماً على وقوعها تطورت خلالها المواقف وتعددت أشكال الاتهامات والسيناريوهات التي كادت تودي بالبلد إلى مكان آخر لا يتوقعه أحد قياساً على حجم الاحتقان الذي بلغته بعض الأوساط الحزبية وما كانت بعض الأطراف ستقدم عليه.

وأسفرت مشاورات، أمس الأول، عن عقد مجلس الوزراء جلسته في قصر بعبدا، برئاسة رئيس الجمهورية ميشال عون وحضور رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري والوزراء الذين غاب منهم وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل لارتباطه بمواعيد سابقة تعذّر عليه تأجيلها.

Ad

وفي مستهل الجلسة، قال عون، إن «حادثاً مؤسفاً وقع منذ فترة في قبرشمون أثر بشكل كبير على البلد، وفي اجتماع الأمس أعدنا الأمور إلى طبيعتها».

وأضاف: «لقد تمت معالجة تداعيات حادث قبرشمون وفق مسارات ثلاثة: مسار سياسي اكتمل باجتماع الخميس، ومسار قضائي هو بعهدة القضاء الذي سيكمل عمله وفقاً للقوانين المرعية الإجراء، وسترفع النتائج إلى مجلس الوزراء. وفيما خص المسار الأمني فالقوى الأمنية تتولى تطبيق الخطط الموضوعة في هذا الشأن».

الجراح

من ناحيته، قال وزير الإعلام جمال الجراح بعد الجلسة: «وفق ما عبر عنه فخامة الرئيس في بداية الجلسة فإن الشق السياسي انتهى على خير. وهذا الأمر يؤسس لمرحلة سياسية قادمة فيها المزيد من التعاون والاستقرار السياسي لمصلحة لبنان واللبنانيين. أما الموضوع القضائي فقد أخذ مساره من خلال المحكمة العسكرية والتحقيقات ستستمر، والنتائج التي سيتم التوصل إليها سترفع الى مجلس الوزراء لاتخاذ القرار المناسب بما يضمن الحقوق القانونية لكل الأطراف. وفي المسار الأمني، هناك خطط أمنية وضعت، وتم تنفيذ جزء منها والجزء الآخر سينفذ بما يضمن الاستقرار والأمن على جميع الأراضي اللبنانية».

وأضاف: «هناك التزام من الأطراف كافة بذلك، وكان هناك بصورة خاصة تمنّ من فخامة الرئيس على الوزير صالح الغريب بألا يتكلم في الموضوع، من منطق الدالة الأبوية التي له على مجلس الوزراء ورعايته للأمن والاستقرار والهدوء في البلد، ومعاليه تجاوب تمام التجاوب مع فخامة الرئيس ورغبته».

أرسلان

بدوره، أكد رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان أن اجتماع بعبدا أمس الأول كان جيداً ومريحاً كخطوة أولى باتجاه خطوات أخرى، لافتاً إلى أن «الرئيس عون سعى جهده للوصول إلى خواتيم يُحفظ فيها حق الشهداء وأهل الجبل وهيبة الدولة والعدالة».

وأشار أرسلان في مؤتمر صحافي، أمس، إلى أنه «إذا كان المطلوب هو حلول ومصالحة جدية فهناك أسس يجب أن تقوم عليها منها حل كل المشاكل الداخلية الحاصلة في الجبل، لافتاً إلى أن «المصالحة بدأت أمس بالسياسة واستكمالها يحتاج للكثير من التفاصيل»، متمنياً على الرؤساء أن يتابعوا بهذه المسألة من أجل إيصال الحق إلى أصحابه. وشدد أرسلان على «ضرورة تسليم كل المطلوبين والشهود من جانب الحزب الديمقراطي اللبناني وجانب غيرنا من دون أي تحفظ لتسهيل عملية التحقيق العسكري»، وقال: «لا حرج لديّ أن يذهب أي شخص للتحقيق ولو كان الوزير الغريب». واعتبر أرسلان أن «خصوصية الجبل تكمن في العيش الكريم لا في الاحتكار والاستفراد»، مشدداً على أن «خصوصية الجبل أنه جبل التنوع وجبل الوحدة، والذي يضم كل شرائح المجتمع اللبناني وهو جبل كل الناس».

باسيل

إلى ذلك، غرّد وزير الخارجية جبران باسيل على «تويتر»، أمس، تعليقاً على حادثة قبرشمون وما بعدها قائلا: «الحدث نتج عنه غليان كان يمكن أن يؤدي إلى فتنة تجنبناها، وإلى تعطيل مجلس الوزراء تخطيناه. ما حققه لقاء بعبدا هو إزالة هذه العوارض الجانبية واستكمال المسار القضائي إلى النهاية وهذا المهم وإلى انتصار منطق الدولة بقيادة رئيس الجمهورية وهذا الأهم». وأضاف: «بالحقيقة حقق اللقاء أموراً أكثر من ذلك، نمتنع عن ذكرها ونتركها لحينها... فإلى الموعد المقبل للعمل المنتج في الحكومة وإلى اللقاء المقبل مع أهلنا في الجبل».

لا سلام يبن الغريب وشهيب

فصلت مسافة كبيرة بين وزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب الذي التزم مقعده في آخر طاولة مجلس الوزراء وبين وزير الزراعة أكرم شهيّب الذي جلس في مقعده المخصص له إلى جانب الرئيس سعد الحريري عن يمين الرئيس ميشال عون ووزير الصناعة وائل أبو فاعور قرب نائب رئيس الحكومة غسان حاصباني عن يسار الرئيس ولم تسجل أي مصافحة بين شهيب والغريب.