الحجاج ينهون مناسكهم... والمتعجلون يغادرون
انخفاض المخالفين 29%... وعشرات السجناء يؤدون الفريضة للمرة الأولى
في ثالث أيام التشريق، ينهي حجاج بيت الحرام اليوم مناسكهم غداة قيام المتعجلون برمي الجمرات الصغرى ثم الوسطى ثم الكبرى بالترتيب بسبع حصيات في الفترة الممتدة من بعد زوال الظل حتى آخر الليل، قبل أن يغادروا مشعر منى متجهين إلى الحرم المكي الشريف لأداء طواف الوداع والخروج قبل غروب الشمس.وأعلن رئيس لجنة الحج المركزية الأمير خالد الفيصل، أن عدد الزوار تجاوز المليونين وأربعمئة ألف حاج وحاجة، مع انخفاض عدد المخالفين منهم بنسبة 29 في المئة، مشيراً إلى تقديم الخدمة العلاجية لنصف مليون منهم، وإجراء 363 عملية قلب مفتوح وقسطرة.وكشف الفيصل عن مشاريع تطويرية عدة تعمل قيادة المملكة على تحقيقها في المستقبل القريب لراحة ضيوف الرحمن، مؤكداً ضخ 41 مليون متر مكعب من المياه.
وفي إطار حملة إصلاحية غير مسبوقة نظمتها المديرية العامة للسجون، أدى شعيرة الحج هذا العام 50 سجيناً يرافقهم 32 فرداً من ذويهم، بمقرات لا يمكن تمييزها عن مقرات الحجيج التقليدية، من حيث الملابس أو أي قيود ظاهرة على حريتهم وتنقلاتهم، بشكل لا يمكن تمييزهم عن ضباط مديرية السجون المصاحبين لهم.وأقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في الديوان الملكي بقصر منى، أمس الأول، حفل الاستقبال السنوي لكبار الشخصيات العربية والإسلامية، وضيوفه وضيوف الجهات الحكومية.وألقى الملك سلمان كلمة بهذه المناسبة قال فيها: "أحييكم من جوار بيت الله العتيق، من مهبط الوحي ومنبع الرسالة المحمدية الداعية إلى التسامح والتحاور، وأهنئكم بعيد الأضحى المبارك يوم الحج الأكبر، أعاده الله على الجميع بالخير والبركات".أضاف: "لقد شرف الله السعودية بخدمة الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن، خدمة نفخر بها، فجعلنا رعايتهم وسلامتهم في قمة اهتماماتنا، وسخرنا لهم كل ما يعينهم على أداء حجهم، وفق مشاريع متكاملة تهدف إلى تيسير أداء الحج، وسلامة قاصدي بيته الحرام، ومسجد رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، مكملين بأعمالنا الجهود الجليلة التي بذلها ملوك هذه البلاد المباركة، منذ عهد مؤسسها جلالة الملك عبدالعزيز رحمه الله رحمة واسعة". وأكد أن المملكة حرصت على تسهيل الحج على المسلمين من خلال رعايتهم والحرص على سلامتهم، كما تم تسخير كل ما يعينهم على أداء حجهم، وفق مشاريع متكاملة تهدف إلى تيسير أداء الحج.وأضاف: "في الحج تتجلى دعوة الإسلام الجوهرية في وحدة الأمة كما في هذا التجمع الكبير، وفي إقامتهم في هذه المشاعر المقدسة في زمان ومكان واحد، ملبين دعوة ربهم لحج البيت العتيق، تاركين خلفهم متاع الدنيا وزخرفها".
بعثة طهران تحيي ذكرى التدافع
بعد مرور نحو 4 سنوات على مقتل مئات الحجاج، بينهم الكثير من الإيرانيين، في حادث التدافع الذي وقع في "منى" عام 2015، وحادث سقوط الرافعة في الحرم، أكدت إيران أنها "لم تنس" قتلاها، وأنها "لن تساوم على حقوقهم".وأفادت وكالة الأنباء الرسمية (إرنا) أمس أنه "أقيمت مراسم لإحياء ذكرى القتلى الإيرانيين في الحادثين، في خيمة بعثة الحج في منى". ونقلت عن رئيسها عبدالفتاح نواب قوله: "لم ننس شهداء المسجد الحرام ومنى، ومن واجبنا جميعا متابعة الموضوع". وأضاف: "لقد قام المسؤولون المعنيون حتى الآن بكثير من المتابعات، ورغم بعض التأخر الحاصل في متابعة الموضوع، بسبب قطع العلاقات بين البلدين، فإننا نأمل الوصول إلى النتيجة في ظل المتابعات والمراسلات الجارية"، مشيرا إلى أنه "سيتم عقد اجتماعات مع مسؤولين سعوديين في مكة بعد أيام من الحج".من جانبه، قال رئيس منظمة الحج الإيرانية علي رضا رشيديان، إن "حفظ عزة وكرامة الحجاج الإيرانيين يأتي في مقدمة التفاهمات مع الحكومة السعودية"، مضيفا أن المسؤولين الإيرانيين "لن يتخلوا عن دماء شهداء منى، ولن يساوموا على حقوقهم"، وفقا لما نقلته "إرنا".