حرب بين الجمال و«البوتوكس»
مع قدوم المناسبات والأعياد نلاحظ كثرة المتابعة والزيارات لعيادات طب التجميل، لملء الفراغات السائبة مع التقدم في السن، أو الناتجة عن الإجهاد، كارتخاء الجفون، أو ترميم التجاعيد، أو تصحيح ما جاءت به بعض عمليات التجميل السابقة. كما استعمل العقار للعلاج من الشقيقة التي تكدر المزاج في الحر أو الرطوبة، أو لتخفيف التعرق المفرط بحقن الغدد العرقية عند بعض الأشخاص، وخاصة عارضات وعارضي الأزياء!ويُعد البوتوكس (Botox)، وحقنه للتخلص أو الحد من التجاعيد وإعادة هذا الجمال، من أشهر الأدوية التي عُرفت في الوسط التجميلي والأسرع لهذا الغرض، مما يضطر المريض إلى التهافت والتردد على الصيدلية، للاستفسار عن حقيقة هذا العقار، ومضاعفاته، وماهيته، ومنتهى أمره في الجسم، أو لإيجاد حل له في حال وقع بمضاعفاته دون الرجوع إلى الخبير!
يعتبر "Botox" من المواد السامة الناتجة عن البكتيريا Botulinum Toxin المخفف، والتي يجب أن يستعمل بدقة متناهية من خبير بالتشريح العضلي لوجه الإنسان، للوصول إلى النتائج الظاهرة بعد الحقن بسرعة. كما أنه لا يستعمل كـ"Filler"، لملء الشفاه أو الخدود، بل يستخدم في تثبيط النهايات العصبية للعضلات الخفيفة على جانبي العيون، أو ما بين الحواجب أو الخطوط العرضية على الجبهة، فيعمل ما يسمى "ارتخاء عضلي" (Relaxed muscles). فلا تستجيب هذه العضلات للانقباض والانبساط أثناء الضحك أو الغضب (العبوس). ويدوم مفعوله لثلاثة أو أربعة أشهر، وفق نشاط الجسم وقوته في إنتاج نهايات عصبية جديدة لهذه العضلات مع الأيام! ولا ينصح به في السن ما دون 40 عاما، مع معرفة عدد الوحدات اللازمة للتخلص من هذه التجاعيد من البداية، وأخذها على جرعات صغيرة، منعاً للوقوع في المضاعفات من التحسس لهذه المادة والانتفاخات الزائدة وغير المتوقعة من خبير التجميل.ومن مضاعفات البوتكس أيضا، الصداع المزمن في الرأس مدة يوم كامل وليلة. وفي هذه الحالة لا يُسمح بأخذ المسكنات (البروفين مثلا)، حتى لا تعمل على تجلط الدم في المنطقة المحقونة، فتزيد من الرضوض والازرقاق في المنطقة المعالجة. كما يمكن أن يُحدث شللا مؤقتا في العضلات المجاورة للحقن، تعود إلى طبيعتها فور تخلص الجسم من هذه المادة.ومن مضاعفات البوتكس أيضا، تكوّن أجسام مضادة له في الجسم، ولن يؤثر بعد ذلك في إزالة التجاعيد مع التكرار، ولا يُنصح برفع الجرعة في ذلك. بينما قد يحدث الشعور بالغثيان في بعض الحالات، وصعوبة بالتنفس والبلع، والتكلم ببطء بعد حقن خطوط الذقن، وعدم وضوح الرؤية في الساعات الأولى عند الحقن حول العين.