مع عودة حركة الملاحة إلى طبيعتها في مطار هونغ كونغ صباح أمس، بعد الفوضى التي تسبب فيها المتظاهرون المؤيدون للديمقراطية، الذين اعتصموا داخل قاعات الركاب، وقاموا بشل العمل بالمرفق الذي يعد أحد أكثر المطارات ازدحاما في العالم، ردّت الصين بغضب أمس، للمرة الثانية خلال اسبوع، غداة تعرض اثنين من مواطنيها للضرب في مطار هذه المستعمرة البريطانية السابقة والتي تتمتع بحكم ذاتي، معتبرة ذلك «أفعالا شبه إرهابية».

وكان المتظاهرون غادروا مطار هونغ كونغ الدولي صباح أمس، بعد يومين من تجمّعات حاشدة اتخذت منحى عنيفاً، وأغرقت المدينة التي تُعتبر مركزاً مالياً دولياً في مزيد من الفوضى.

Ad

وفي إطار الفوضى التي شهدها المطار، قامت مجموعة صغيرة من المتظاهرين، مساء أمس الأول، بربط رجل اشتبهوا في أنه «جاسوس» لحساب بكين بواحدة من عربات الأمتعة، وبضربه. ونقل بسيارة إسعاف إلى أحد المستشفيات بعد ذلك. وذكرت صحيفة «غلوبال تايمز» الرسمية الناطقة بالإنكليزية أن الرجل هو أحد صحافييها.

وفي حادث آخر، هاجم متظاهرون رجلا آخر اعتبروه شرطياً مندساً بينهم.

وقال تشو لوينغ، الناطق باسم مكتب شؤون هونغ كونغ وماكاو في الحكومة الصينية في بيان أمس، «ندين بأكبر درجات الحزم هذه الأفعال شبه الإرهابية»، وأعرب عن دعمه لشرطة هونغ كونغ، مضيفاً: «يجب معاقبة مرتكبي مثل هذه الجرائم العنيفة وفقا للقانون».

إلى ذلك، يواجه الرئيس الأميركي دونالد ترامب انتقادات من كل الأطراف في بلاده بسبب موقفه من تظاهرات هونغ كونغ وتجنّبه انتقاد بكين.

وأكد ترامب في تغريدة على «تويتر»، أمس الأول، «أبلغتنا استخباراتنا أن الحكومة الصينية ترسل قوات إلى الحدود مع هونغ كونغ. يجب أن يتمتع الجميع بالهدوء والأمن».

وفي مؤشر على التوتر المستمر بين الطرفين، منعت بكين توقف سفن تابعة للبحرية الأميركية في موانئ هونغ كونغ، حسب المتحدث باسم أسطول المحيط الهادئ نايت كريستنسن.

وكان من المقرر أن تتوقف السفينة «يو اس اس غرين باي» في هونغ كونغ في 17 أغسطس، والسفينة «يو اس اس لايك اري» في سبتمبر.

في غضون ذلك، أشار ترامب نفسه في تغريدة إلى أن كثراً يتهمونه بالمسؤولية عن «المشاكل الحالية في هونغ كونغ»، متسائلاً عن السبب.

وأجاب توماس رايت من مركز بروكينغز للدراسات أن ترامب «أعطى الضوء الأخضر للرئيس الصيني شي جينبينغ» لقمع التظاهرات.