أولاً وأخيراً: ماذا تنتظر «المالية»
![مشاري ملفي المطرقّة](https://www.aljarida.com/uploads/authors/778_1682431386.jpg)
كما يبني المتضررون عدم ثقتهم بقرب صرف التعويضات استناداً إلى رد فعل «المالية» على تكليف مجلس الوزراء لها، حيث إنها لم تتحرك وتصدر بياناً تتحدث فيه عن الخطوات التي ستتخذها لصرف التعويضات وتكشف عن أسماء المستحقين والمبالغ التي ستوزع عليهم وفق الكشوف المعتمدة، كما أنها لم تشر إلى وجود موعد محدد لبدء الصرف، خصوصاً أن الأزمة أوشكت أن تكمل عامها الأول، والذي شهد تصريحات وردية من جميع المسؤولين بقرب الموعد المرتقب لصرف التعويضات، ولكن على أرض الواقع لم يحدث شيء.ويقارن المتضررون من أزمة الأمطار والسيول سرعة رد فعل الحكومة وأجهزتها في مد يد العون وتقديم المساعدات لهم في هذه الأزمة التي عصفت بهم وبين تحركها لتقديم تبرعات وقروض للدول الخارجية والتي لا تمر بمثل هذه الإجراءات المعقدة والطويلة، مع ما يسمعونه عن تقديم ملايين الدنانير لشعوب تتضرر من أحداث طبيعية أو سياسية، ويتم ذلك بين عشية وضحاها، بينما يتم إذلال أهل الكويت في سبيل الحصول على حقوقهم رغم أنهم قدموا جميع الأوراق التي تثبت أنهم من منكوبي الأمطار والسيول.وفي الحقيقة يجب أن تعترف الحكومة وأجهزتها المعنية بأن إدارة الأزمات لا تكون هكذا ولا يستغرق صرف التعويضات للمتضررين في أي دولة متقدمة من أي حادث هذا الوقت الطويل، فرغم تشكيل لجنة من المفترض أنها متفرغة لهذه الأزمة لدراسة الحالات المتقدمة وتحديد المبالغ التي تستحقها فإن عملها كان بطيئاً ومعقداً وروتينياً وبمجرد انتهاء مهمتها وتقديم كشوف بأسماء المستحقين للتعويضات نفضت يدها وألقت بالمسؤولية على جهات أخرى لتتواصل الدورة الروتينية التي لم تنته بعد رغم تكليف الوزارة بصرف المستحقات... فماذا تنتظر «المالية» ومتى سيحصل المتضررون على مستحقاتهم؟!