بعد شهرين من التظاهرات المناهضة للسلطة التنفيذية الموالية لبكين في هونغ كونغ، شوهد تجمع لقوات حفظ النظام الصينية على بعد بضعة كيلومترات من حدود هونغ كونغ.

وتجمع رجال يرتدون بزات عسكرية في ملعب رياضي في مدينة شينزن الواقعة على تخوم منطقة هونغ كونغ التي تتمتع بحكم ذاتي. وشوهدت أيضا شاحنات وآليات مصفحة لنقل الجند.

Ad

كما شوهد العسكريون ويبلغ عددهم آلافاً، وهم يمرون في صفوف ويتدربون على الجري بينما يقوم آخرون بجولات على دراجات نارية داخل الملعب الذي يبعد سبعة كيلومترات عن حدود هونغ كونغ.

ولوحت بكين في الأيام الأخيرة باحتمال تدخل لإعادة النظام إلى المستعمرة البريطانية السابقة بينما بثت وسائل الإعلام الحكومية تسجيلات فيديو لقوافل عسكرية تسير باتجاه شينزن. وتخضع الشرطة العسكرية التي يعتقد أن القوات تابعة لها، للجنة العسكرية المركزية التي يديرها الرئيس الصيني شي جينبينغ.

وفي لندن، أعلن سفير الصين ليو شياو مينغ أمس، إن بلاده لن "تقف مكتوفة الأيدي ولديها الإمكانات لاعادة الهدوء بسرعة إذا خرجت الأزمة في هونغ كونغ عن السيطرة".

وقال: "إذا تدهور الوضع وتحول إلى اضطرابات لا تقدر حكومة المنطقة الإدارية الخاصة السيطرة عليها، فإن الحكومة المركزية لن تقف مكتوفة الأيدي. لدينا حلول كافية وقدرة كافية لقمع الاضطرابات بسرعة".

تآمر أميركي

واتهمت وزارة الخارجية الصينية الولايات المتحدة بالتآمر مع عناصر إجرامية وعلى صلة بأنشطة جنائية معادية للصين في هونغ كونغ.

وأضافت، في بيان رداً على تعليقات مجلس النواب الأميركي والسياسيين الأميركيين الآخرين بشأن الأحداث في هونغ كونغ، أنه "تشويه للواقع".

وشددت الخارجية الصينية على أن "الالتزام الأعمى بالمعايير المزدوجة من قبل السياسيين الأميركيين قريب بالفعل من الهستيريا​​​. لقد تآمروا مع عناصر إجرامية متطرفة ويشاركون بجنون في القضايا الجنائية المعادية للصين في هونغ كونغ".

من ناحية أخرى، أعلن مطار هونغ كونغ الدولي أن رحلات الطيران استؤنفت بصورة طبيعية بعدما أدت احتجاجات للمطالبة بالديمقراطية إلى إلغاء ما يقرب من ألف رحلة هذا الأسبوع، فيما استعدت المدينة لاحتجاجات حاشدة أخرى في عطلة نهاية الأسبوع.

وما زال المحتجون يضغطون على السلطات للاستماع لمطالبهم الخمسة والتي تتضمن السحب الكامل لمشروع قانون ينص على تسليم المشتبه بهم في الجرائم الجنائية لبر الصين الرئيسي لمحاكمتهم هناك. وقد تقرر تعليق هذا القانون في الوقت الحالي.

الحكم الذاتي

في المقابل، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أنها "تشعر بالقلق الشديد من تحركات الصين العسكرية على الحدود مع هونغ كونغ"، داعية "بكين بقوة إلى احترام التزاماتها في الإعلان الصيني ـــ البريطاني المشترك للسماح لهونغ كونغ بممارسة أعلى درجات الحكم الذاتي".

ويتضمن الإعلان الصيني ـــ البريطاني الذي صدر في 1984 قواعد عودة هونغ كونغ إلى الصين في 1997. كما حضّت الخارجية الأميركية الرعايا الأميركيين على توخي الحذر لدى زيارة هونغ كونغ.

ضغوط ترامب

وفي مواجهة خطر التدخل هذا، مارس الرئيس دونالد ترامب ضغوطاً على الصين عبر ربط ملفين ساخنين أحدهما دبلوماسي ويتمثل بالأزمة في هونغ كونغ والآخر اقتصادي وهو المفاوضات التجارية.

وكتب ترامب في تغريدة محذراً: "في الصين تزول ملايين الوظائف لتذهب إلى دول لا تخضع لرسوم جمركية وآلاف الشركات تغادر هذا البلد". وأضاف: "بالتأكيد تريد الصين إبرام اتفاق مع الولايات المتحدة لكن ليتصرفوا بإنسانية مع هونغ كونغ أولاً".

بعيد ذلك، كتب ترامب تغريدة أخرى لهجتها مختلفة، أكد فيها "أعرف الرئيس الصيني شي جينبينغ جيداً. إنه زعيم كبير يحظى بكل الاحترام من شعبه. وهو جيد أيضاً في القضايا الشاقة"، مؤكداً: "ليس لدي أي شك في أن الرئيس شي يريد تسوية مشكلة هونغ كونغ بسرعة وبطريقة إنسانية، وهو قادر على القيام بذلك".

وأضاف عبارة "لقاء شخصي؟" في نهاية تغريدته، في ما بدا وكأنه يتوجه بشكل مباشر إلى الرئيس الصيني.

ويواجه الرئيس الأميركي انتقادات من كل الأطراف في الولايات المتحدة بسبب موقفه من التظاهرات المؤيدة للديمقراطية في هونغ كونغ وتجنبه انتقاد بكين في إطار هذه الأزمة غير المسبوقة في المدينة.