أكبرُ أعدائنا؟
![مصطفى البرغوثي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1564897822016822100/1564897879000/1280x960.jpg)
يعرف الأطباء جيداً أن شخصين يعانيان نفس المرض، ويتلقيان نفس العلاج، يمكن أن يسيرا في مسارين مختلفين تماماً، إذا كان أحدهما يشعر باليأس والإحباط، ويعجز عن مقاومة المرض، فقد يفقد حياته أو يعاني مضاعفات خطيرة. والثاني الذي يواجه المرض بروح من التفاؤل، والإصرار على هزيمته، قد يشفى، وبسرعة لا يتوقعها هو نفسه... وما ينطبق على الأفراد ينطبق على الشعوب.وكما تشير علوم الاستراتيجية العسكرية لا ينتصر طرف يخوض معركة على خصمه إلا بكسر إرادته وإجباره على الاعتراف بالهزيمة والاستسلام. والاستسلام له أشكال كثيرة، أهمها التخلي عن الهدف الوطني، وعن إرادة المقاومة، وعن الكرامة.إسرائيل لم تنتصر على الشعب الفلسطيني لسببين، الأول أنها لم تستطع اقتلاعه تماماً من أرضه، والثاني أنها لم تكسر إرادته، أو إصراره على المقاومة، من أجل حريته وكرامته. ولعل أول خطوة في اتجاه تغيير مسار حياتنا للأفضل هو إلحاق الهزيمة بذلك الشعور الخطير «بالإحباط واليأس والسلبية»، الذي يحاول التسلل إلى نفوسنا في كل يوم وفي كل لحظة، وخصوصاً في ظل الظروف الصعبة التي نعيشها، ويحاول فيها المحبطون نقل عدوى إحباطهم ويأسهم إلى الآخرين. كل شيء يبدأ بالإرادة، والتفاؤل، وبإيمان الإنسان بقدرته على تغيير الواقع... وأول خطوة نحو إلحاق الهزيمة بأعدائنا، التي لا أشك للحظة أنها ستأتي، هو أن نهزم مشاعر اليأس والإحباط في نفوسنا. * الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية