طهران تحذِّر واشنطن من اقتناص ناقلتها بجبل طارق
• تهديد إيراني بزيادة أجهزة «الطرد»
• لجنة الأمن: تعامل السعودية مع الحجاج سيذيب جليد العلاقات
حذرت السلطات الإيرانية من أن تأخير إبحار ناقلة نفطها التي رفع عنها الاحتجاز من سلطات جبل طارق قد يحمل فرصة للولايات المتحدة التي أصدرت مذكرة مصادرة بحقها بتهمة الإرهاب، في حين أطلقت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية تهديداً بزيادة عدد أجهزة الطرد المركزي بالمخالفة للاتفاق النووي.
غداة إصدار الولايات المتحدة مذكرة توقيف لناقلة النفط الإيراني «غرايس1» التي أنهت سلطات جبل طارق قرار احتجازها الخميس الماضي، حذرت طهران من أن تأخر إبحار الناقلة لأسباب فنية لوجستية قد يمكّن واشنطن من اقتناصها.وأكد مسؤول إيراني أمس، أن التأخير «يعطي فرصة للولايات المتحدة للانتهاك».وأفادت وكالة أنباء «فارس»، بأن الناقلة المملوكة لشركة إيرانية منحت هوية إيرانية بديلة عن الهوية البنمية وتم تغيير اسمها إلى «أدريان داريا»، وقالت إنها تنتظر قائداً جديداً إيرانياً وعدداً من أفراد الطاقم، بالإضافة إلى استبدال بعض الأجزاء في السفينة، إذ تحتاج إلى إصلاح.
ووصف نائب رئيس هيئة الموانئ البحرية في إيران جليل إسلامي، أمس، الأنباء حول إعادة احتجاز السفينة، بأنها «غير دقيقة».وفي وقت سابق، بدأت الناقلة التي اتهمت بخرق العقوبات الأوروبية المفروضة على سورية تتحرك، وشوهد الدخان من مدخنة المحرك، لكنه لم يبتعد كثيراً، ثم توقف في النهاية ولا يزال عند ساحل جبل طارق.وأفاد مصدر مطلع على الملف بأن «من غير المرجح» أن تتمكن السفينة العملاقة من المغادرة قبل اليوم الأحد.في غضون ذلك، علق رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني على قرار بريطانيا بالإفراج عن الناقلة الإيرانية التي احتجزت مطلع يوليو الماضي.وقال لاريجاني خلال جلسة علنية، إن «الجهود التي بذلتها إيران للإفراج عن غرايس 1، أجبرت البريطانيين على التخلي عن القرصنة البحرية»، مؤكداً أن «الشعب الإيراني كشف عن مظهر من مظاهر صموده وصلابته».من جهته أعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي، أن بلاده لم تعط سلطات جبل طارق «أي ضمانة بأن «غرايس 1» لن تتوجه إلى سورية».وقال إن «وجهة الناقلة لم تكن سورية، وحتى إن كانت تلك وجهتها، فإن المسألة لا تعني أحداً».
مذكرة أميركية
وأمس الأول، أعلنت وزارة العدل الأميركية إصدار مذكرة لضبط الناقلة الإيرانية، في حين لم يعرف مصير طلب تقدمت به السلطات الأميركية للمحكمة العليا في جبل طارق لاحتجاز الناقلة المتعثرة.واتهمت الوزارة الناقلة في بيان بالضلوع في مخطط لـ«الوصول بطريقة غير قانونية إلى النظام المالي الأميركية بهدف دعم شحنات غير شرعية من إيران إلى سورية يرسلها الحرس الثوري الإيراني» الذي أدرجته واشنطن على قائمتها السوداء لـ«المنظمات الإرهابية الأجنبية». وتنص المذكرة على أن الناقلة وكل النفط الذي تحمله و995 ألف دولار، خاضعة للمصادرة بالاستناد إلى انتهاك «قانون الطوارئ الاقتصادية الدولية»، والاحتيال المصرفي وتبييض الأموال، ووضعية المصادرة بموجب الإرهاب.وهددت وزارة الخارجية الأميركية في بيان بحظر منح تأشيرات دخول إلى الولايات المتحدة لكل أفراد طاقم «غرايس 1» الذين تم الإفراج عنهم.وتأتي تلك التطورات في وقت لاتزال السلطات الإيرانية تحتجز ناقلة نفط بريطانية بتهمة خرق قوانين الملاحة عند مضيق هرمز، فيما تسعى واشنطن إلى تشكيل تحالف دولي لحماية الملاحة في الخليج قبالة السواحل الإيرانية.تهديد نووي
في غضون ذلك، أطلقت طهران تهديدات نووية جديدة، وأكد رئيس اللجنة النووية بالبرلمان الإيراني محمد إبراهيم رضائي أن طهران مستعدة لاستخدام المزيد من أجهزة الطرد المركزي الحديثة في المرحلة الثالثة من تقليص التزاماتها بالصفقة النووية. وقال رضائي: «في المرحلة الثالثة من خفض الالتزامات النووية، سيكون لدينا العديد من الخيارات، بما في ذلك اعتماد أجهزة الطرد المركزي المتقدمة».وأضاف: «بينما لا نزال نستخدم أجهزة الطرد المركزي القديمة IR1، فإن الأجهزة الأكثر تطوراً، وهي IR6 وIR8 جاهزة للتشغيل»، مبيناً أن آلات الطرد المركزي الجديدة المصنعة محلياً لديها القدرة على زيادة تخصيب اليورانيوم من 26 إلى 48 مرة أكثر من الأجهزة الحالية.وأشار إلى أن تفعيل الماء الثقيل أو حدوث تغيير في طريقة تجميع وتخزين الماء الثقيل وتزويد نسبة تخصيب اليورانيوم، يعد من الخيارات الأخرى المتاحة لبلاده ويمكن أن تكون ضمن جدول أعمال منظمة الطاقة النووية في إطار الخطوة الثالثة من خفض التعهدات بالاتفاق النووي.وصرح بأن الدول الأوروبية يجب أن تعي أن السبب الوحيد لتوقف إيران عن تطوير برنامجها النووي هو التزامها بالاتفاق النووي، مما أدى إلى إغلاق عدد من أجهزة الطرد المركزي لديها، مشدداً على أنه يمكن التراجع عن ذلك، وأن هذه الإجراءات ستدخل حيز التنفيذ خطوة بخطوة.وتراجعت طهران عن التزاماتها النووية مرتين وفقاً للمادتين 26 و36 من اتفاق 2015 المعروف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA).وتضغط إيران على الدول الأوروبية من أجل منحها امتيازات اقتصادية وحمايتها من العقوبات الاقتصادية التي فرضتها إدارة الرئيس دونالد ترامب بعد انسحابها الأحادي من الاتفاق النووي العام الماضي.في سياق آخر، اعتبر رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني مجتبى ذو النور، أن حسن التعامل الذي أبدته السعودية مع الحجاج الإيرانيين تهدف من خلاله إلى المزيد من التعاون مع إيران. وأضاف ذو النور، أن تعامل الرياض الجيد مع الحجاج رسالة من الرياض وإذا استمرت في هذا السلوك سنشهد إذابة الجليد عن العلاقات بين البلدين.على صعيد قريب، أعلن رئيس منظمة الحج والزيارة الإيرانية، علي رضا رشيديان، عدم موافقة السلطات السعودية على طلب إيران إضافة 3 طائرات مستأجرة لأسطول الخطوط الجوية الإيرانية للإسراع بنقل الحجاج الإيرانيين إلى البلاد.وقال رشيديان إن عملية نقل الحجاج الايرانيين، 88550، إلى البلاد ستستغرق 24 يوماً.
مذكرة توقيف أميركية لـ«غرايس 1» وطاقم جديد لقيادتها