وقعت الحكومة البريطانية رسمياً أمس تشريعاً ينهي «قانون 1972» الذي صادق على انضمام المملكة المتحدة إلى الاتحاد الأوروبي وألزمها بتطبيق كل التشريعات والإجراءات الصادرة من بروكسل.وقال وزير الخروج من الاتحاد الأوروبي ستيف باركلي، إن التشريع الذي وقعه سينهي بحلول آخر أكتوبر المقبل سيادة القوانين الأوروبية في بريطانيا ويعيد سلطة التشريع كاملة للمشرعين البريطانيين.
وأضاف باركلي أن هذه الخطوة بمنزلة «دليل واضح للجميع بأنه لن تكون هناك عودة إلى الوراء ولا مناص من الخروج من الاتحاد الأوروبي بحلول الموعد المقرر بتاريخ 31 أكتوبر»، مؤكدا أن الحكومة لا خيار آخر لديها غير تنفيذ نتائج استفتاء يونيو 2016.وتسود حالة من الترقب وسط توقعات بأن تنطلق عاصفة سياسية جديدة بسبب ضغوط يواجهها رئيس الوزراء بوريس جونسون من أجل استدعاء المشرعين من عطلتهم الصيفية ليتمكّن البرلمان من مناقشة «بريكست».ووجه أكثر من مئة نائب بريطاني رسالة نشرت أمس، إلى جونسون من أجل مطالبته بدعوة البرلمان من عطلته الصيفية المستمرة حتى 3 سبتمبر إلى الانعقاد بشكل دائم حتى 31 أكتوبر المقبل، الموعد المحدد لمغادرة المملكة المتحدة الاتحاد الأوروبي.
تجنب «بريكست»
وكتب النواب في رسالتهم التي وقعها قادة أحزاب معارضة لا يريدون أو يأملون تجنب «بريكست» من دون اتّفاق أن «بلدنا على حافة أزمة اقتصادية ونحن نسير باتجاه خروج بريطانيا من دون اتّفاق»، مضيفين: «نحن أمام حالة طوارئ وطنية ويجب استدعاء البرلمان للانعقاد على الفور».وكان رئيس الوزراء البريطاني أكّد مراراً عزمه على إخراج المملكة المتّحدة من الاتحاد الأوروبي في 31 أكتوبر، سواء أحصل ذلك باتفاق أم من دون اتفاق.ويسعى جيريمي كوربين زعيم «حزب العمّال» المعارض، للدعوة إلى التصويت على حجب الثقة عن المحافظ جونسون فور عودة البرلمان للانعقاد.غير أنّ استطلاعاً للرأي أجراه معهد «يوغوف» أظهر أنّ كوربين لا يتمتع بتأييد أكثرية البريطانيين. وقال 48 في المئة ممّن شملهم الاستطلاع إنّهم يفضّلون أن تغادر المملكة المتحدة الاتحاد الأوروبي من دون اتفاق على أن يصبح كوربين رئيساً للوزراء.الوقود والغذاء
في المقابل، نقلت صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية عن وثائق حكومية مسربة، أن المملكة المتحدة ستواجه نقصا في الوقود والغذاء والدواء، إضافة إلى فقدان الوظائف وتعطلا في موانئها لمدة تصل إلى ثلاثة أشهر في حالة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي من دون اتفاق. وحذر الملف الذي يطلق عليه اسم «العملية يلوهامر»، الذي أعده مكتب مجلس الوزراء، من احتمال انخفاض إمدادات الطعام الطازج. وأضافت الصحيفة أن العناصر الأساسية لسلسلة الإمداد، بما في ذلك المكونات والمواد الكيمياوية والتعبئة، قد تتأثر. وأكدت «صنداي تايمز»، أن الوثيقة تم تجميعها الشهر الجاري لتوضيح «الأثار السلبية الأكثر احتمالا لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بدلا من أسوأ السيناريوهات».وذكرت الوثيقة أن الرسوم الجمركية لاستيراد البنزين ستؤدي إلى إغلاق مصفاتي نفط وخسارة ألفي وظيفة وإضرابات وتعطيلات.وتفيد الوثيقة بأن الازدحام يمكن أن يؤثر على توزيع الوقود بينما قد لا تكون 85 في المئة من الشاحنات التي تستخدم الموانئ الرئيسية في أوروبا جاهزة للجمارك الفرنسية. وكتبت الصحيفة أن توافر الطعام الطازج سيتراجع والأسعار يمكن أن ترتفع.ضيافة الملكة
في هذه الأثناء، سترافق كاري سيموندز صديقة جونسون، رئيس الوزراء عندما يتوجه للإقامة مع الملكة إليزابيث الثانية في مقرها الخاص في اسكتلندا.وسيموندز ستكون على الأرجح أول شريكة غير متزوجة لرئيس حكومة يمارس مهامه، تقيم في بالمورال.