مع تكثيف إيران تحركاتها الرامية إلى إحباط جهود الولايات المتحدة بناء تحالف دولي لحماية الملاحة عبر مضيق «هرمز»، حذر قائد القوات البحرية في «الحرس الثوري» رضا تنكسيري من أن الدول الواقعة جنوب الخليج، التي تمتلك محطات لتحلية المياه، لن يبقى لديها ماء للشرب، وستموت من العطش في حال وقوع أي حادث لسفينة أو غواصة أجنبية تعمل بالوقود النووي في مياه الخليج.

وقال تنكسيري، في تصريحات أوردتها وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية، أمس، إن الخليج بمساحة 250 ألف كيلومتر مربع خليج مغلق، وإذا تعرضت أي من البوارج أو الغواصات الأجنبية فيه، التي تعمل بالوقود النووي لأي حادث، فستتعرض دول المنطقة لمشكلة تمتد إلى سنوات.

Ad

وأضاف أن الخليج بحاجة إلى ضمان أمنه، وأن إيران أوصلت رسالة سلام وصداقة واستقرار إلى الدول العربية الواقعة جنوب الخليج.

وشدد قائد القوات البحرية على أن دول «7+1»، إيران، وسلطنة عمان، والإمارات، والسعودية، وقطر، والبحرين، والكويت، والعراق، قادرة على ضمان أمن الخليج. ورأى أن وجود القوات الأجنبية يزعزع أمن الخليج، متهما الأميركيين والبريطانيين بـ«محاولة الإيحاء بعدم وجود الأمن والاستقرار في المنطقة» التي شهدت عدة اعتداءات استهدفت ناقلات نفط وسفنا تجارية، بالتزامن مع تشديد واشنطن عقوباتها على طهران.

إلى ذلك، رفضت سلطات منطقة جبل طارق البريطانية، أمس، طلب الولايات المتحدة احتجاز ناقلة النفط الإيرانية التي تستعد إلى مغادرة مياهها الإقليمية، موضحةً أن العقوبات الأميركية على إيران غير قابلة للتطبيق في الاتحاد الأوروبي.

في غضون ذلك، قال قائد البحرية في الجيش الإيراني حسين خانزادي، إن بلاده مستعدة لإرسال بارجة حربية لمرافقة ناقلة النفط الإيرانية «أدريان دريا»، التي أصدرت الولايات المتحدة مذكرة لمصادرتها بعد يوم من رفع سلطات جبل طارق أمر توقيفها الخميس الماضي، في المتوسط.

ولفت خانزادي إلى أن الإفراج عن ناقلة النفط الإيرانية لا علاقة له بإطلاق الناقلة البريطانية ستينا إمبيرو».

إلى ذلك، قال النائب في البرلمان الإيراني حميد رضا حبيبي، إن اجتماعا عقد في البرلمان أمس بحضور رئيس منظمة الطاقة الذرية علي أكبر صالحي، ونائب وزير الخارجية عباس عراقجي، ناقش رفع نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 50 في المئة في إطار تقليص إيران لالتزاماتها الدولية بالخطوة الثالثة للضغط على الدول الأوروبية.

على صعيد منفصل، أعلنت جماعة «أنصار الله» الحوثية المتمردة في اليمن تعيين محمد محمد الديلمي «سفيرا فوق العادة للجمهورية اليمنية» في طهران، في خطوة اعتبرت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً أنها «تشكّل انتهاكاً سافراً» للقوانين الدولية.

ورأت حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي، التي قطعت العلاقات الدبلوماسية مع طهران عام 2015، أن التعيين «لم يكن مفاجئاً، فهو ينقل العلاقة بين الطرفين من التنسيق، وتلقى الدعم من تحت الطاولة إلى العلن».

في السياق، أفادت مصادر في إيران، أمس الأول، بلقاء وفد من «أنصار الله» مع سفراء 4 دول أوروبية، هي: ألمانيا، وفرنسا، وبريطانيا، وإيطاليا.

وزارة ثالثة تعلّق عملها بعدن

أعلنت وزارة النقل بحكومة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، المعترف بها دوليا، تعليق عملها في العاصمة المؤقتة عدن، جنوبي البلاد، بعد إجراء مماثل لوزارتي الخارجية والداخلية، على خلفية الأحداث الأخيرة التي شهدتها المدينة.

وأفادت الوزارة، في بيان أمس، بأن التعليق جاء «نظراً لما تعيشه عدن من ظروف بسبب انقلاب المجلس الانتقالي على الحكومة الشرعية، وتعرض الوزارة للاقتحام من قبل الميليشيات التابعة لهم، واستمرار وجود دوريات لهم في الوزارة». وأمس الأول، أعلنت وزارة الداخلية تعليق عملها في عدن بعد إجراء مماثل من قبل وزارة الخارجية، بسبب سيطرة قوات المجلس الانتقالي المطالب بانفصال جنوب اليمن عن شماله، على مؤسسات الدولة ومقراتها.