مع عودة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري المرتقبة الى بيروت خلال ساعات، يتحرك المشهد السياسي الداخلي على إيقاعين؛ تبريد الأجواء التي بلغت أقصى حماوتها إبان حادثة البساتين- قبرشمون من خلال انتقال رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى بيت الدين، واستقباله بحفاوة في الجبل، لا سيما من الحزب "التقدمي الاشتراكي"، ومواقف الأمين العام لـ "حزب الله"، السيد حسن نصرالله، التي أطلقها الجمعة الماضي.الى ذلك، اعتبر رئيس الحزب "الديمقراطي اللبناني" النائب طلال أرسلان، أن "رئيس مجلس النواب نبيه بري رغب بأن يبدأ بالمسار السياسي في المبادرة الأخيرة التي أطلقها برعاية الرئيس عون باستقلالية تامة عن المسارين الأمني والقضائي".
وذكر خلال لقاء رسمي وشعبي موسّع أمس، في ذكرى أربعين ضحيتي حادثة قبرشمون، رامي سلمان وسامر أبي فراج، أن "ما كتبناه في لقاء بعبدا في حضور الرؤساء الثلاثة هو اختصار لكل المبادرات التي سبقت، ونحن لم نرفض أي مبادرة، وعندما دعيت الى اللقاء كنت واضحاً بأننا حاضرون للذهاب الى بعبدا ضمن الثوابت القضائية والأمنية المطلوبة".وتمنى على "رئيس الحكومة سعد الحريري أن يتوقف عن إرسال رسائل لنا عبر البحار"، معتبرا أن "من ينتظر هذا النوع من الرسائل يكون بموقع الضعف".في السياق، توجه عضو كتلة "لبنان القوي" النائب زياد اسود في تغريدة على حسابه عبر "تويتر"، أمس، الى الحريري بالقول: "اذا رحت إلى أميركا واستقبلت وتقابلت لا يمكنك أن تتعهد بشيء، وإذا رجعت الى لبنان لا يمكنك أن تنفذ شيئا". وختم: "ما كتب قد كتب دولتك".يذكر أن الحريري استضاف أمس الأول، وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إلى مأدبة غداء، في مزرعته بضواحي واشنطن.
الحريري وبومبيو
ونشر الحريري صوراً في حسابه الرسمي عبر "إنستغرام" وهو يستقبل بومبيو.وانشغلت بيروت بما إذا كان رئيس الوزراء نجح في إيضاح نقاط الاتفاق ونقاط التباين مع الجانب الأميركي، وتحديدا في موضوع العقوبات الأميركية على "حزب الله" الذي كان على رأس أولويات زيارة الحريري لواشنطن.في موازاة ذلك، وبعيد ارتفاع الصوت إزاء التسيّب الحدودي والتهرّب الجمركي ووجوب ضبط المعابر غير الشرعية، لا سيما من فريق حزب "القوات اللبنانية"، أمل البطريرك الماروني بشارة الراعي خلال قداس الأحد في الديمان أمس، بأن "تتمكن الحكومة من وضع خطة تنفيذية لمشروع النهوض الاقتصادي والمالي الذي وضعه اجتماع بعبدا في الأسبوع السابق". وأضاف: "يبقى الواجب الأساسي، من أجل هذا النهوض، ضبط التهريب في معابر المرفأ والمطار والمصنع وسواها. وهي كلها معروفة لدى المسؤولين في الدولة".«قرار قضائي» خارج عن المألوف
اتخذ قاضي التحقيق في جبل لبنان نديم الناشف قراراً خارجاً عن المألوف بحق قاصرين كانا قد تشاجرا بعد تبادل شتائم تمس بالطائفية، مما أدى إلى إشكال وتضارب وعراك.وأثناء الجلسة مع القاصرين بوجود مندوبة الاتحاد لحماية الأحداث في لبنان وبوجود ذويهما، وبعد أن أبديا حسن نية للمصالحة وتبادلا الاعتذارات والقبلات في الجلسة، حدّد الناشف لهما جلسة أخرى وطلب من كل منهما أن يقدم فيها ورقة مؤلفة من صفحتين تتضمن آيات من القرآن الكريم والإنجيل المقدّس عن المسامحة والمحبة.