إيران تنقل دفاعاتها الجوية إلى الحدود العراقية
ركبت منظومات «باور 373» و«خرداد 3»... وفتحت مخازنها لتعويض خسائر الضربة الإسرائيلية
• «الحرس الثوري» ينتظر إذناً لتغطية الأجواء ويشترط على بغداد تفرد رجاله بتشغيل «الإنذار المبكر»
• «الحشد» طلب تزويده بمضادات جوية فوراً ونقل أماكن أسلحته وهدد الأميركيين بالرد على أي هجوم
في خضم أزمات متتالية تحاصر العراق بسبب تضخم دور إيران والميليشيات المحسوبة عليها وتداعيات استهداف إسرائيل «أمانتها» الثقيلة المخزنة فيه، ركبت طهران على الحدود العراقية منظومات الدفاع الجوي الصاروخية البعيدة المدى «باور 373»، التي تعد نسختها المحلية من S300 الروسية المتطورة، إضافة إلى «خرداد 3»، التي أسقطت الطائرة الأميركية المسيرة فوق مضيق هرمز.وقال مصدر في «الحرس الثوري»، لـ«الجريدة»: إننا نقلنا إلى الحدود العراقية منظومات جاهزة للتسليم الفوري، إذ طلب الحشد الشعبي منا تزويده بأنظمة رادار إنذار مبكر ودفاعات جوية من نوع خرداد 3، بعد ضربات الطائرات الإسرائيلية الأخيرة، انطلاقاً من قواعد أميركية، مضيفاً: لكننا عرضنا على الجانب العراقي أن نقوم ببيعه أنظمة الرادار بشرط أن يقوم رجاله المؤتمنون من ضباط الجيش بتشغيلها هناك.وأوضح أن الهدف من هذا العرض هو احترام سيادة العراق، بعد إصرار الحكومة الإيرانية وقيادة الأركان على أن يحترم الحرس الثوري قرار حكومة بغداد بدمج الحشد الشعبي مع الجيش.
ووفق المصدر، فإن المنظومات التي قامت إيران بتركيبها على الحدود تستطيع أن ترصد الأهداف في نطاق 400 كلم، مؤكداً أن الحرس طلب الإذن منذ أسبوع تقريباً لضرب الأهداف فوق الأراضي العراقية من داخل إيران، إلا أنه إلى الآن لم يتلقَّ أوامر من القيادة العامة.وقال: إذا ما لم تصدر الأوامر في هذا الشأن أو تقبل الحكومة العراقية شراء منظومة الدفاعات الجوية الإيرانية، فإن السبيل الوحيد للدفاع عن حلفاء إيران في المنطقة سيكون تجهيزهم بمنظومات دفاع جوية بشكل مباشر، ليقوموا هم بالتصدي للطائرات المهاجمة من على الأراضي العراقية.وذكر أنه «بسبب الهجمات الأخيرة على مخازن الأسلحة التابعة للحشد الشعبي فإنه قام بنقل معظم أسلحته من الأماكن المعروفة إلى أخرى»، مشيراً إلى أن «الحرس الثوري فتح مخازن أسلحته في كردستان وخوزستان وأعاد تزويده بالعتاد الذي تم تدميره، على الفور، كي لا يواجه نقصاً في الأسلحة إذا حصلت معركة واضطر للدخول في أي مواجهة».وأقرّ المصدر بأن «الأجواء العراقية هي الآن تحت إشراف القوات الأميركية بشكل كامل، ولا يمكن الطيران في هذه الأجواء دون إذنها، وبالتالي فإن الحرس الثوري متأكد من أن الغارات التي استهدفت مخازن الأسلحة بالعراق منسقة معها، وعليه حذر الحشد الشعبي الأميركيين من أنه سيقوم بالرد على قواعدهم وجنودهم المنشرة في العراق، إذا هوجم أي موقع له مجدداً».ومع غروب ثاني أيام عيد الأضحى المبارك، وقعت تفجيرات مهولة لم تشهد بغداد مثلها منذ أعوام، إذ خرق هدوء العيد انفجار مدو في مخزن عتاد بالضاحية الجنوبية للعاصمة، واستمرت الصواريخ والمقذوفات تتفجر ساعات طويلة، وتدمر المباني السكنية القريبة، حتى جرت السيطرة عليها بصعوبة، من دون أن تنتهي موجة الهلع، التي أجبرت عائلات كثيرة على الهرب من منازلها نحو شمال المدينة.