سقطت ذنوبك يا حاج... وبقيت مظالم الناس معلّقة
أيها الحاج الكريم: أكمل توبتك، إن كنت صادقاً فيها، وارتقِ بطاعتك، وبادر اليوم بالتحلل من المظالم التي في رقبتك إن وُجِدت، سواء لأهل بيتك أو أقربائك أو موظفيك أو شركائك أو من تتعامل معهم، أياً كان جنسهم ودينهم، وتذكر أنه بينما كنت ترفع كفيك للدعاء عند المشعر الحرام ترجو رحمة ربك قد يكون هناك من ظلمته أو قهرته بجوارك قد رفع يده بنفس هيئتك ونفس مكانك ونفس لحظتك يدعو المولى القدير أن يأخذ حقه منك في الدنيا والآخرة.
![وليد عبدالله الغانم](https://www.aljarida.com/uploads/authors/874_1666205680.jpg)
قصص يومية نسمعها عن شركاء يتطاول بعضهم على حقوق بعض في تجارتهم، وأشقاء ينتقصون حقوق إخوانهم في إرثهم، وأوصياء يتلاعبون بتركة اليتامى، وأغنياء يبخسون حقوق العمال عندهم، وموظفون يحتالون على أموال وظيفتهم، ومسؤولون يقهرون مرؤوسيهم، وأزواج يحتقرون زوجاتهم، وأبناء يعقون والديهم، وجيران يؤذون جيرانهم، وهكذا ينسى بعض الناس حقيقة العبادة وجوهرها في تنقية الروح من شوائب الدنيا وتطهير النفس من حقوق الناس حتى تتحقق التوبة الخالصة فعلاً.فيا أيها الحاج الكريم: أكمل توبتك، إن كنت صادقاً فيها، وارتقِ بطاعتك، وبادر اليوم بالتحلل من المظالم التي في رقبتك إن وُجِدت، سواء لأهل بيتك أو أقربائك أو موظفيك أو شركائك أو من تتعامل معهم، أياً كان جنسهم ودينهم، وتذكر أنه بينما كنت ترفع كفيك للدعاء عند المشعر الحرام ترجو رحمة ربك قد يكون هناك من ظلمته أو قهرته بجوارك قد رفع يده بنفس هيئتك ونفس مكانك ونفس لحظتك يدعو المولى القدير أن يأخذ حقه منك في الدنيا والآخرة، وهو مكسور الجناح، مفطور القلب، فاقد للحيلة، فمن تراه أولى بالإجابة والنصرة بينكما؟ والله الموفق.