بينما احتفل رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، أمس، مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في مدينة سوبرون بالذكرى الثلاثين لانهيار "الستار الحديدي"، استقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس أيضاً، نظيره الروسي فلاديمير بوتين "الجار المهم" والأساسي في ملفات أزمات عدة جارية، في محاولة للتخفيف من وطأة غياب موسكو عن قمة مجموعة السبع خلال عطلة نهاية الأسبوع المقبل.ونظم الاحتفال الرسمي في سوبرون في ذكرى "النزهة الأوروبية" التي جرت عام 1989 في هذه المدينة الصغيرة المحاذية للنمسا. وشكّل هذا الحدث أول ثغرة في خط انقسام أوروبا إلى كتلتين بعد الحرب العالمية الثانية، وسمح بفرار جماعي لنحو 600 ألماني شرقي عن طريق المجر، هو الأول من نوعه منذ أن بني جدار برلين في عام 1961.
وقالت ميركل، أمس، خلال إحياء ذكرى "النزهة الأوروبية": "من هذه النزهة انبثق أكبر فرار جماعي من ألمانيا الشرقية سابقا منذ بناء الجدار عام 1961، ومن هذه النزهة نشأ حدث عالمي".وذكرت ميركل خلال كلمتها، التي ألقتها في الكنيسة البروتستانتية في سوبرون، أن هذه المدينة المجرية مثال على ما يمكن أن يحققه الأوروبيون إذا "دافعنا بشجاعة عن قيمنا غير القابلة للتجزئة"، ودعت دول الاتحاد الأوروبي إلى التوصل إلى حلول وسط في القضايا الخلافية، وقالت: "يتعين أن نكون على وعي دائما بأن المصلحة الوطنية متوقفة أيضا على المصلحة الأوروبية العامة".من ناحية أخرى، وبعد عامين من تجديد العلاقات الفرنسية - الروسية، استقبل ماكرون، أمس، نظيره الروسي في المقرّ الصيفي للرئاسة الفرنسية في بريغانسون، حيث يحرس عشرات من عناصر الأمن المداخل وسير زورقان تابعان للبحرية دوريات في البحر. ورغم اختلافهما في العديد من الملفات، لكن العلاقة الصريحة بينهما والمتوترة في الوقت نفسه لم تنقطع أبداً. ولجأ ماكرون، أمس، إلى "الواقعية السياسية" خلال بحثه الملفات الخلافية مع موسكو، وفق الإليزيه الذي اقتبس من شارل ديغول قوله "لا نقارب السياسة إلا من منظور الواقع"، مع التشديد على أن لباريس "مصالح مشتركة" مع روسيا في الوقت نفسه.ويسعى ماكرون كذلك إلى احتواء فلاديمير بوتين داخل التعددية الدولية المتمثلة بالقمة المقبلة لمجموعة السبع التي استبعدت منها روسيا عام 2014، على خلفية ضمها شبه جزيرة القرم.
دوليات
ماكرون يلجأ للواقعية السياسية مع بوتين وميركل تحتفل بانهيار «الستار الحديدي»
20-08-2019