في إطار علم المقذوفات الشرعي يعتبر قذف المحصنات من الكبائر العظام، ويترتب على مقترفها جلدٌ ومد وأمور وحاجات ومحتاجات ترسم عقوبات سماوية أخرى ، كرد الشهادة أبداً، ومنح صاحب الإفك لقب الفسق مع مرتبة.... القرف . أثناء الخلافات السياسية هناك فساق لا يفرقون بين "ممكن السياسة" و"مُنتن الأخلاق" فيتخبطوا ويتمرغوا في مستنقعات الفحش حتى شحمة آذانهم ، وهناك في المقابل من يعرف لراية العرف والتقاليد حقها حتى في أشد لحظات الضوضاء واختلاف الرؤى والمصالح ، تراهم في معارك الفرسان يرفعون راية أخلاقه عالياً واضعين أقدام نقدهم على الطريق الصحيح لخلاف "الأجاويد الكرام" ، وهذا الفريق الأخير، والشهادة لله، قد قام بالواجب على أتم وجه، وقام بجلد من تجرأ على أعراض المحصنات جلداً مبرحاً تقريعاً وتوبيخاً في ميادين مواقع التواصل وحسب الضوابط التويترية وعلى عينك يا "مرتوت" ، فريق شريف يطل من شرفات الذاكرة على روابي تراث تليد ليرسم لوحة وحدة خليجية لم نشهدها منذ زمن ، وحدة مرت سريعاً كمرور الكرام على موائد لئام الإعلام الفاحش ، وتركت صاحب الفحش ومن والاه يضيعون صيدتهم في عجاج المروءة العربية ليقعوا بعدها في حيص بيص يليق بكل "نيص" مثلهم ، نعم حدثت ردة فعل لم يحسب الفحش حساباً لها ، ولا ألومه في هذا، فالعلم الحديث لم يتوصل حتى اليوم إلى معادلة منصفة تصف علم الشرف العربي المركب على سروج الخيل وتفاعلاته ، صحيح أن مولانا نيوتن قد أفتى في قانونه الثالث بأن لكل فعل ردة فعل مساوية له في المقدار ومعاكسة له في الاتجاه ، ونعم نوافقه في حقيقة الاتجاه المعاكس بين المروءة والفجور، ولكن لا يوجد يا مولانا نيوتن معيار يساوي بين مقدار فارس ومقدار فاحش، ولا يوجد ميزان أنصاف يساوي قيمة شرف وقميئة حضيض !
عذراً نيوتن هي أشياء لن تتساوى يوماً أو قل لا تشترى كما صدح يوماً الجميل أمل دنقل.
مقالات
خارج السرب: عذراً مولانا نيوتن هي أشياء لا... تتساوى
21-08-2019