التجسس ينهي عمل مندوبين أمميين بإيران
عملاء لأميركا وإسرائيل رصدوا مخابئ الصواريخ و«النووي» بالصورة
علمت «الجريدة» من مصدر بمكتب الأمم المتحدة في طهران، أن المؤسسة الدولية اضطرت إلى إنهاء عمل بعض موظفيها بالعاصمة الإيرانية بعد «تكشف فضيحة» حول قيامهم بأعمال تجسس واسعة لمصلحة الولايات المتحدة وإسرائيل.وأكد المصدر أن المؤسسة سحبت المسؤولين للتغطية على الفضيحة، وفرضت إجراءات تكتمية تضمنت منع كل موظفيها من الحديث عن تأثير العقوبات الأميركية إنسانياً في إيران، وتهديد من يخالف بطرده من وظيفته.وأشار إلى أن مندوب الأمم المتحدة السابق، غاري لويس، كان متهماً بإقامة علاقات أمنية مع أجهزة الاستخبارات الأميركية، وسلّم أجهزة تصوير متطورة إلى عدد من الإيرانيين، الذين كانوا يعملون في حماية البيئة والحياة البرية، فضلا عن خطط تشتمل على نقاط وضعها لمراقبة تحرك الحيوانات، ومتابعة التغيرات في المناطق النائية، إذ تبين فيما بعد أن المعدات مرتبطة بالأقمار الاصطناعية، والنقاط التي تم تركيبها فيها تهدف إلى رصد تحركات إيران العسكرية، والنقاط المشكوك في أنها تخبئ صواريخها فيها.
وأفاد المصدر بأن الأميركيين والإسرائيليين تمكنوا من كشف العديد من مخازن الصواريخ الإيرانية عبر تلك المهمة، وبعد أن اعتقل ناشطون بمجال رعاية البيئة ممن ركبوا معدات الرصد تبين أن قائدهم كاووس سيد إمامي الوحيد المرتبط بأجهزة الاستخبارات، والبقية كانوا ضحايا لتآمره مع مندوب الأمم المتحدة في طهران. ولاحقاً انتحر إمامي داخل السجن، دون أن يكشف عن بقية أعضاء شبكته، في حين تمكن أحد مساعديه بمنظمة رعاية البيئة من الهرب خارج البلاد، وهو ما اضطر رئيستها، مساعدة رئيس الجمهورية، معصومة ابتكار، إلى الاستقالة من منصبها، بسبب علاقاتها الشخصية مع لويس.ولفت إلى أن مندوبة الـ«يونسكو» السابقة في طهران استر كويش لاروش، وهي يهودية خدمت في رام الله سابقاً، جندت عدداً كبيراً من الشباب الإيرانيين تحت غطاء العمل بمنظمات رعاية البيئة وحفظ التراث لمصلحة «الموساد» الإسرائيلي، كما جندت عدداً كبيراً من أعضاء المجالس البلدية والمخاتير، فضلاً عن مسؤولين أمنيين ومحافظين عبر مساعدات باسم الـ«يونسكو».وأوضح أن الشبكة، التي شكلتها لاروش، استطاعت جمع معلومات عن البرنامج النووي عبر تركيب أجهزة مراقبة وكاميرات بلدية في أماكن حساسة كشفت تضاريس الكثير من المدن والمناطق الحساسة، وفي مقدمتها منشآت نطنز النووية، بهدف تسهيل مهمة ضربها إذا قررت الدولة العبرية أو الولايات المتحدة.وحسب المصدر، فإن موضوع تهريب أرشيف البرنامج النووي الإيراني، الذي تباهى به رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، كان مدبراً عبر الشبكة وبعض الدبلوماسيين الأوروبيين المتعاونين معها في طهران.كما شملت المهام التي قام بها العملاء مساعدة المختلسين بالدوائر الحكومية على تهريب الأموال خارج الجمهورية الإسلامية، فضلاً عن محاولة إقناع مسؤولين إيرانيين باتخاذ قرارات تؤدي إلى انهيار الاقتصاد، عبر التدخل في سعر صرف العملات، أو منع استيراد وتصدير بضائع.وبيّن أن المجموعة، التي تم كشفها، تمكنت من النفاذ إلى بعض الوزارات، لرصد تحركات طهران ووكلائها، للالتفاف على العقوبات، ووضعهم على القائمة السوداء لوزارة الخزانة الأميركية.