أطلق المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب مهرجان "صيفي ثقافي" في دورته الـ 14 مساء أمس الأول على مسرح عبدالحسين عبدالرضا، بحضور الأمين العام للمجلس كامل العبدالجليل ممثلاً راعي المهرجان وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب رئيس المجلس الوطني للثقافة محمد الجبري.وشهد حفل الافتتاح الذي جاء بعنوان "ليلة كويتية شبابية" الأمين العام المساعد للقطاع الثقافي د. عيسى الأنصاري، ومديرة المهرجان فوزية العلي، ولفيف من قيادات المجلس المهتمين بالشأن الفني والثقافي بالكويت، وقدم الحفل الإعلامي سعود الحسيني بكلمات رشيقة، مع أداء سلس للفرقة الموسيقية بقيادة الفنان فيصل البحيري.
بداية قال العبدالجليل في كلمته: "يسعدني أن أمثل اليوم الوزير الجبري راعي المهرجان، وإنه "لشرف كبير أن نقدم أعمالاً متميزة فيه للشعب الكويتي بدورته الجديدة، وهو واجب وطني مهم وأحد أدوار المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب أن ينهض بالأنشطة والبرامج وتلبية احتياجات المجتمع في هذه الفترة من العام وأن يلتقي الشعب الكويتي وكل من يقيم في رحاب الكويت حول أنشطة نافعة ومفيدة وهادفة ثقافية وفكرية وأدبية وفنية".وأضاف أن هذا العام لدينا عدد كبير من الفعاليات قياساً بما قدم خلال الأعوام السابقة، إذ نقدم 48 نشاطاً تحتوي على 23 ورشة عمل متخصصة ومتنوعة تناسب الأطفال والناشئة والكبار.
الطاقات الشبابية
وذكر أن "هذا المهرجان يتضمن تنوعاً ثقافياً جديداً يقدم أنشطة للمرة الأولى في ظل حرصنا على كسب فرق شعبية وفنية جديدة وأيضاً إبراز الطاقات الشبابية الفنية الكويتية، ومنحها فرصة الظهور وتقدّم الصفوف و"نتطلع لأن يكون "صيفي ثقافي 14" امتداداً لمهرجانات المجلس الوطني التي من خلالها يكرس دوره في المجتمع وأهدافه لصنع الثقافة الراقية والرزينة.ثقافات متنوعة
وأكد العبدالجليل حرص المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على الانفتاح على دول أخرى وثقافات متنوعة، لافتاً إلى أن هناك اتفاقات وبروتوكولات للتفاهم والتعاون في مجال الثقافة والفنون والآداب بين الكويت ودول صديقة عدة ونحرص على جلب الفرق المسرحية والموسيقية والشعبية أيضاً واستقدام كبار الكتاب والمفكرين لإلقاء محاضرات تنويرية في المجتمع الكويتي في كثير من المجالات وليس فقط "صيفي ثقافي" كل هذه الفعاليات والأنشطة تنصهر في دور المجلس الوطني وأهدافه.بانوراما ثقافية
من جانبه، قال د. الأنصاري أن الجمهور سيكون في المهرجان على موعد مع بانوراما ثقافية متنوعة ما بين الفن والمسرح والإصدارات الأدبية والفعاليات الموسيقية والعروض السينمائية تحاكي الطفولة والمرأة والشباب وجميع أفراد الأسرة، ولدينا حضور عربي كريم من دول عدة لاسيما مصر وتونس والأردن وحضور دولي من اليونان وإيطاليا وهناك توزيع جغرافي كبير للأنشطة بين المحافظات الست.وأوضح أن أيام المهرجان الـ 14 ستشهد 48 نشاطاً "حاولنا قدر المستطاع أن نخلق حالة من التوازن بين الفنون الشعبية وما تزخر به من تراث أصيل وندعو الجمهور الكريم أن يتابع فعالياتنا ونتمنى أن تنال رضاهم، ونعتقد أننا نواكب الحداثة الفنية، ونتمسك بالأصالة العربية والكويتية انطلاقاً من أن الكويت مهد الثقافة وبلد التنوير".وجرى في الافتتاح أيضاً، تكريم الفنان فيصل البحيري الذي اعتلى المسرح بمعية العبدالجليل والأنصاري والعلي لتسلم الدرع قبل أن يترجل الجميع ويرحب مقدم الحفل الحسيني بأعضاء الفرقة الموسيقية وهم عازف الكمان عبدالوهاب القطان وعلى التشيللو محمد أبوعوف وعازف العود من سلطنة عمان يوسف اللويهي وبمشاركة حسين الخلف وبرهان الشطي على الإيقاع.مجموعة مقطوعات
واستمتع الحضور الغفير في مسرح عبد الحسين عبد الرضا بساعة ونصف الساعة تقريباً من العزف المتواصل لمجموعة مقطوعات عالمية حيث عانقت أنغام البيانو والتشيللو والعود الإيقاعات المحلية التي تسللت من بين أيدي أنامل شبابية كويتية لتداعب المشاعر وتطرق أبواب القلوب وتبحر بالجمهور إلى آفاق من الإبداع بقيادة عازف البيانو البحيري الذي كان ربان الأمسية فاستطاع أن يمضي على درب التألق مستعرضاً ورفاقه موهبتهم في العزف الجماعي للمقطوعات الـ 7 التي شكلت قوام البرنامج الموسيقي.باقة مختارة
وقدم البحيري وفرقته وبمساعدة عبدالعزيز شبكوه على البيانو باقة مختارة من موسيقا أفلام ومسلسلات راسخة في الوجدان منها مقطوعة للموسيقار الإيطالي "nino rota"، من فيلم "الأب الروحي" وأخرى للنرويجي "rolf lovland"، من "الحديقة السرية" ومقطوعتين للألماني "ramin djawadi" وهما الموسيقى التصويرية لسلسلة "صراع العروش" و"rains of Castamere" وهي من الألبوم الرابع لموسيقى سلسلة "صراع العروش" ، قبل أن يختتم الحفل بثلاث مقطوعات، منها اثنتان لعازف العود يوسف اللويهي والأخيرة على البيانو لعبد العزيز شبكوه .