إيطاليا لائتلاف حكومي وتفادي انتخابات مبكرة

باشر رئيس الجمهورية الإيطالي سيرجيو ماتاريلا، أمس، من مقره في قصر كيرينالي المشاورات مع القوى السياسية كافة، ومن ضمنها يسار الوسط، لتلقّي مقترحاتها بشأن تشكيل ائتلاف حاكم جديد، مع السعي إلى تفادي عقد انتخابات مبكرة في الخريف، مهما كلف الأمر.

ويريد رئيس الجمهورية، الذي يمتلك بموجب النظام البرلماني مفاتيح حل الأزمات الحكومية، المسارعة في حلّ الأزمة، بعد استقالة رئيس الوزراء جوزيبي كونتي، أمس الأول، وفق الصحافيين المختصين في شؤون الرئاسة الإيطالية المعروفة بتكتمها.

واستقبل ماتاريلا رئيسي مجلس الشيوخ والبرلمان، ثم الكتل البرلمانية كافة. وتنتهي المشاورات اليوم، بلقاء مع "حركة 5 نجوم" التي حققت الغالبية (32%) بالانتخابات البرلمانية في 2018.

ورغم تقدمه في استطلاعات الرأي بنسبة تأييد تتراوح بين 36 و38%، مقابل 15 إلى 16% لـ"5 نجوم"، لا يملك زعيم "حزب الرابطة" اليميني المتطرف ماتيو سالفيني سوى نسبة 17% من مقاعد البرلمان.

مدفوعاً بذلك التأييد، وبحماية "قلب مريم العذراء الطاهر" له كما قال، يريد سالفيني أن يطلب من الرئيس سلوك "الطريق المباشر" نحو الدعوة إلى انتخابات برلمانية مبكرة.

وبدأت الأزمة في 8 أغسطس مع انسحاب سالفيني من الائتلاف الحكومي بعد 14 شهراً من تشكيله مع "5 نجوم"، التي اتهمها بمعارضة كل مقترحاته، وطالب حينها بإجراء انتخابات برلمانية مباشرة.

ومن بين سلسلة خيارات يمكن لرئيس الجمهورية اللجوء إليها، الدعوة إلى انتخابات مبكرة كملاذ أخير، إذا تعذر تحقيق غالبية ضرورية لتشكيل ائتلاف جديد.

لكن ماتاريلا متردد بشأن خطوة الدعوة إلى انتخابات مبكرة، في وقت تعاني فيه إيطاليا، ثالث اقتصاد في الاتحاد الأوروبي، صعوبات اقتصادية وديونا، وعليها أن تقدم مشروع موازنتها لعام 2020 إلى المفوضية الأوروبية بالتزامن مع الموعد المحتمل لتلك الانتخابات في الخريف.

وسيصغي الرئيس لاقتراحات كافة الأطراف، قبل أن يتخذ قرارا قبل يوم غد.

وأعلن الحزب الديموقراطي (يسار الوسط) على لسان رئيس الوزراء السابق ماتيو رينزي استعداده دراسة فكرة التحالف مع "5 نجوم" لتشكيل حكومة "مؤسساتية" يقودها كونتي من جديد. لكن هذه الفكرة لا تحظى بتأييد في أوساط "الحزب الديمقراطي".

ويرى محللون أن رئيس الوزراء، الذي وصفه زعيم "5 نجوم" لويجي دي مايو بـ "خادم الأمة الذي لا يمكن لإيطاليا الاستغناء عنه"، قد خرج أقوى من هذه الأزمة.