شوشرة: السواد
ماذا يحدث بين الناس؟ لماذا تغيروا؟ أين العادات والتقاليد؟ لماذا أصبحت القسوة حال الكثير منا؟ أين أهل القيم والمبادئ؟ أين القلوب البيضاء؟ لماذا أصبح الحقد والسواد حال العديد ممن يعيشون بيننا؟!كل هذه أسئلة نطرحها في أحاديثنا أو دواويننا بعد أن تحولت مجتمعاتنا إلى حسد ونميمة وأحقاد مدفونة وأوضاع مقلوبة وشكاوى لا تنتهي ونكد مستمر، كمن يجلس في غرفة مغلقة مع زوجته «النسرة»، حتى أصبح البعض يمارس هوايته بمتابعة أحوال الناس لكي ينتقد أو يجد ما يتحدث عنه ليهمس به في آذان أصحاب السوء.قد يرجع السبب إلى القيم المفقودة عند هؤلاء الذين لا ينظرون إليها إلا على أنها مجرد أدوات تستخدم حسب المصالح، حتى تحولوا إلى أجساد متحركة بلا أخلاق، بل صاروا معول هدم في مجتمعاتنا.
إن انتشار هذا الوباء سينعكس سلباً على أجيال قادمة ستتوارث أمراض هؤلاء الذين انتشروا بيننا لإثارة الفتن والمشاكل وخرق العادات والتقاليد، بل يساهمون في نشر سمومهم بصورة سريعة رغم أن بعضهم يظهر بصورة المتدين مع أنه بعيد كل البعد عن القيم الدينية التي تُرسِّخ ثوابت لا تتغير، وتطهر الأبدان وتنقي النفوس من الأحقاد والغل، وغيرها من السلبيات التي للأسف الشديد انتقلت من النساء إلى أشباه الرجال الذين انعكست سماتهم على وجوههم، حتى خلت تماماً من «البركة»، ليُرسَم عليها شر ينفث هنا وهناك، كأنهم يريدون تحويل الحياة إلى جحيم، وقد يكون لهؤلاء ماض أسود قضوه في طفولتهم وسط وحل ملتهب جعل منهم شخصيات شاذة تبحث عن متنفس لإطفاء طاقاتها بتشكيل صور رجولية أمام الآخرين. والأسوأ من ذلك أولئك الذين يتفاخرون بالإساءة إلى الآخرين، أو يحاولون التشهير بهم، ويعيشون عبر النميمة في دواوينهم الطارئة التي افتقدت أسمى معاني دواوين «المرجلة»، حاوية داخلها بعض الديدان التي تجتمع لتبدأ مرحلة الغوص في الرمال المتحركة، فيبدأوا أحاديثهم بهمس عمن قد يكونون أسيادهم، لأنهم يخشون المواجهة كعادتهم.إن استمرار هذه الأوبئة سيساهم في خلق الفتن التي كلما انطفأت في مكان اشتعلت في آخر بفضل هؤلاء المرضى الذين قد تجدهم من أصحاب الشهادات العليا، وهذه أيضاً قد تكون «مضروبة « حصلوا عليها بالتزوير، كما هو حالهم دوماً في حياتهم.«إنما الأمم الأخلاق»... يكررون هذه المقولة الخالدة، لكنهم لا يطبقونها على أرض الواقع، لأنهم يعيشون وفق نظرية المثل الشعبي «وجيهٍ متقابلة وقلوب متخالفة».