السخرية من الآخرين
![د. نبيلة شهاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1561655694216414500/1561655924000/1280x960.jpg)
ومن صور الاستهزاء بالآخرين السخرية من اللون أو الشكل وكأن من يقوم بهذا الفعل القبيح ملاك منزّل من السماء بأبهى وأجمل الصور، مع أنه ربما يكون أقبح ممن سخر منهم بكثير.ومن صور التعالي والاستهزاء أن يسخر بعض مرضى النفوس ممن هم أقل منهم مادياً واجتماعياً وقد يصل به الحال إلى درجة عدم التعامل أو التواصل معهم، ولا حصر لقصص الحب الشريف التي ذُبِحت بسكين تلك الفروق، فضلاً عن العلاقات الاجتماعية الجميلة التي أهملت ونُبِذت بسبب هذه الفروق الطبقية القبيحة.أضف إلى ذلك السخرية من المجتمعات الأخرى، ففي هذا ما فيه من القبح، فبخلاف أننا ربما مازلنا نحبو على أرضية التنمية في حين أن لديهم من الانجازات الحضارية الشيء الكثير، هم في النهاية بشر مثلنا، ولم نكن في يوم ما الجنس البشري الأوحد، والباقون دوننا... «شنو احنا هنود» جملة شائنة تقال تهكماً واستنكاراً، مع أنها، دون أن نعلم، مدح نظراً لتميزهم وإنجازاتهم الحضارية.الأغلب أن من يسيء إلى الآخرين به نقص في شخصيته وعدم ثقة بنفسه وعدم رضا عن ذاته فيقوم بإسقاط ما به من نقص على الآخرين.والمؤسف أن نجد في وسائل التواصل من يعين المخطئ على خطئه لكسب وده واكتساب متابعين من هذه النوعية المتكبرة، والمخيف أن هؤلاء المسيئين قد ينقلون إلى الأجيال اللاحقة أخلاقهم الشائنة، وبخاصة الأطفال، فكيف لطفل يرضع العنصرية أن ينمو ليكون لبنة من لبنات بناء الوطن إذا تعلم أنه الأفضل دائماً وأن الآخرين أقل منه في كل شيء؟!