• متى بزغت فكرة إنشاء دار مدى الثقافي؟ - كانت الفكرة ابنة خيال تدحرج حتى تبلورت نواةً بين بعض الأصدقاء الافتراضيين على الإنترنت. أردنا أن نبقى معاً نتشارك ما نحب رغم اختلاف مشاربنا، لنقول للعالم لسنا كما يُروَّج عنا، فهنا بلاد الشمس حيث خزان المعارف والعلوم وجذرنا المتصل برحمها. ننهل من معينها الصافي، هنا الحضارات وتعدد الديانات والآلهة وقبول الآخر بحب في منطقة ماري، حيث حضارة عمرها 8000 عام قبل الميلاد، يوجد رُقم دُوّن عليه "لا تحقِّر إلهاً لست تعبده"، وهذا يدل على غناها بالاختلاف مع احترامها لوحدة المصدر.
وقد بدأ مشروعنا من الصديق رامز حسين في نهاية عام ٢٠١٥ هو من مدينة حمص التي نالت ما نالت من حرب قاسية وحصار مؤلم، وتحت قسوة الظروف كانت فكرته مد الجسور بين الأخوة، ثم انتقلت الفكرة إلى دمشق ليتكون لها جناحان ويتسع المدى مع خصوصية العاصمة.• ما أهدافكم وإلى أي مدى تحققت على أرض الواقع؟- نستهدف استقطاب الشباب السوريين لتنظيم طاقاتهم وتجميعها في إطار مشروع ثقافي هادف ومنظم، ونقيم فعالياتنا تحت رعاية مؤسسات الدولة نكمل دور المراكز الثقافية بالتوجه إلى المجتمع المدني. كذلك نستهدف التوجه نحو الأطفال لأجل تنمية عقولهم وإغناء روحهم بمفاهيم الجمال والفن بعيداً عن التلقين والقولبة وتدريبهم على العمل الجماعي التشاركي، كبديل صحي وطبيعي من خلال خلق بيئة نقية بعيداً عن الظلام والتشدد، وبناء جسور قوية بين السوريين وتقوية العلاقة فيما بينهم، وقد تحقق الهدف الأول المتعلق باستقطاب الشباب، والهدف الأخير.. تمكنا بحمد الله من بناء الثقة، وجو الألفة الحقيقي بين المكون السوري المتعدد المشارب، وفيما يخص الأطفال كانت مبادراتنا خجولة، بسبب عدم امتلاكنا الترخيص في البداية، لكننا الآن نستطيع البدء بخطة مع الأطفال. الأفكار موجودة لكنها تحتاج إلى تنظيم، لأن التعامل مع أطفال جرت عليهم الحرب أمر يحتاج توجيهاً وإعداداً أكاديمياً.
أمسيات شعرية
• ما أبرز الفعاليات الأدبية التي قمتم بتنظيمها حتى الآن؟- نظمنا مجموعة من الفعاليات التي تضم أمسيات شعرية، منها المحكي والفصحى والهايكو مع مجموعة من الشعراء، منهم هاني نديم، وسامر إسماعيل، وعصام التكروري، والدكتور سامر زكريا، وهالا الشعار، وعبدالله الحسين، وأحلام بناوي، ولما القيم، ومن لبنان الشقيق الشاعر مارون الماحولي، والشاعرة عبير شرارة، وفي مجال القصة والسرد نظمنا أمسيات للكاتب عصام الحسن، والدكتور رفيف المهنا.• تقومون بنشاط مواز يتعلق بتعزيز فكرة الهوية من خلال زيارات يجري تنظيمها بين حين وآخر لأماكن تراثية وأثرية... حدثينا عن ذلك النشاط؟- هذا النشاط هو الأكثر جاذبية، أطلقناه تحت عنوان "اكتشف سورية" وهو عبارة عن فعالية سياحية تهدف إلى التعرف على الأماكن الأثرية والتاريخية في مختلف أنحاء سورية وذلك ضمن جولات متعددة تشمل المدن والريف السوري. ويشرف على الجولات متخصصون وأكاديميون في هذا المجال، إذ تقدم شروحاً تفصيلية لكل مكان نزوره وتُوثق الجولات بالصور والفيديو، وهي متوافرة على قناة مدى على "يوتوب"، ونختم هذه الفعالية بحفلة ترفيهية تجمع أعضاء الفريق.نقل الترخيص
• منذ بداية الستينيات، لا تراخيص تمنحها وزارة الثقافة السورية للجمعيات الأهلية، لكن "منتدى مدى" حظي بهذا الترخيص، ما الذي تمثله هذه الخطوة لكم؟ - وزارة الثقافة كانت قبلتنا بكل فعالية نود القيام بها، نحتاج مباركة الوزارة وموافقتها. مضى عامان ونحن نتردد على الوزارة لنقدم الطلبات ونحصل على الموافقات لأي فعالية. من هنا وجدت الوزارة أن عملنا ثقافي وليس خيرياً، فطلب منا نقل الترخيص إلى ملاكها، وبالفعل حصلنا عليه وكان رقم ترخيصنا (واحد)، وهذا يحملنا مسؤولية أكبر فقد أصبحنا الابن الشرعي الأول لوزارة الثقافة.• هل يقتصر نشاط الجمعية على العاصمة دمشق فقط، أم يمتد إلى مدن سورية أخرى؟- لا يقتصر عملنا على العاصمة.. "مدى" ممتد في ثلاث مدن سورية، ولاحقاً سيشمل كل سورية إن شاء الله.• ما خطة "مدى" خلال الفترة المقبلة لتطوير العمل؟ - خطتنا الأهم منح الأطفال مساحة أكبر، وسنعمل على التوسع بكل نشاط على حدة (السينما، الموسيقى، الندوات الحوارية، الأمسيات الشعرية، والقراءات الأدبية، المحاضرات التعريفية بالتاريخ والتراث)، بهدف كسر حالة الجمود بين الفنان والمتلقي. وعموماً الفكر لا ينضب فهناك العديد من الأفكار في طور النقاش، وأتمنى لمدى أن تنتشر على التراب السوري.