كيتو دايت الساعة
في عصر السرعة والعالم الافتراضي, كثرت الدعايات على الإنستغرام ومواقع التواصل للمطاعم السريعة والوجبات المختلفة التي تقدمها, والكثير منها غير مدروس صحياً. وفي الاتجاه الآخر نرى كثرة البرامج الغذائية التي قد تكون تجارية، والتي تتابع عن كثب الوجبات الغذائية التي تقدمها تلك المطاعم. إن آخر الأنظمة التي تركت صيحة كبيرة في عالم فقدان الوزن والتخسيس، كان ما يعرف بنظام الكيتو (Keto Diet) الغذائي، والذي يعد من أسرع الأنظمة في خسارة الوزن، وهذا النظام يسمح للجسم بإنتاج الكيتون لإمداد الدماغ والجسم بالطاقة عند حرقه للسكر. ينتج الكيتون عن طريق الكبد نتيجة هضم الدهون، بالإضافة إلى قليل من البروتين.
ويعتبر الدماغ من أكثر الأعضاء التي تستهلك السكر والكيتون في الجسم، وسيعتاد الجسم على استهلاك الدهون وحرقها أثناء الكيتو دايت، وذلك بسبب هبوط نسبة السكريات التي كانت تسببها الكربوهيدرات (كالخبز والبطاطا والمكرونة والرز) بينما تعتمد وجبات الكيتو على الدهون كأنواع الزيوت والزبدة، وقليل من البروتين (قليل من الحليب ولا بأس بكوب من الشاي أو القهوة وبدون تحلية).لقد نصح بعض خبراء التغذية بالصيام المتقطع مع برنامج الكيتو، لما ورد عن هذا النظام من المضاعفات السريعة، فعلى سبيل المثال كان الشخص يشتكي أعراضاً تشبه أعراض الإنفلونزا وبدا تعب الجسم واضحاً، هذا بالإضافة إلى الشعور المزمن بالعطش والتبول الكثير وتكون الحصيات والإرهاق والتعب، غير أن ما يزعج الشخص كثيراً هو الشعور بعدم التركيز والتوتر السريع والجوع، كما أن كثيرين اشتكوا اضطراباً في دقات القلب والتعرق المصاحب للهبوط، والشعور بالبرد، كما أن بعضهم اشتكى الإمساك وارتفاع الحمضية في الدم، والتي ننصح معها بإضافة البوتاسيوم إلى الوجبات تدريجياً كإصبع موز أو نصف أفوكادة مثلاً. ومع الاستمرار في هذا النظام يتعود الجسم حرق الدهون المخزونة كمصدر للطاقة أسرع، كما أن الكثير من المتابعين لهذا النظام، أصبحوا يعانوا ارتفاعاً في نسبة الكوليسترول في الدم، وفي هذه الحالة ينصح باستبدال الدهون أو الشحوم المشبعة واستعاضتها بالزيوت غير المشبعة. ونرى أن هذه المضاعفات يمكن التخلص منها عبر اعتدال النظام الغذائي عن طريق إدخال الأكل والنظام الصحي للحياة اليومية، مع اعتماد نصف ساعة يومياً للمشي وتنشيط العضلات والمحافظة على هيئتها، وننصح بعدم الاستمرار في اتباع نظام الكيتو دايت أكثر من أسبوعين أو ثلاثة قبل الصيام المتقطع الذي ذكرناه, ليسهل العودة إلى إدخال الوجبات الصحية المتكاملة بالتدريج، وتفادي الاضطراب في سرعة الهضم والتمثيل الغذائي، وعدم الوقوع في ارتفاع الوزن السريع, عند الانسحاب من البرنامج أو إضافة نسبة أكبر من النشويات.