«جاكسون هول» مستقبل السياسة النقدية

نشر في 25-08-2019
آخر تحديث 25-08-2019 | 00:01
No Image Caption
"جاكسون هول" اسم تردد كثيراً في معظم التقارير الاقتصادية هذا الأسبوع وتصدر عناوين الأخبار في الأيام القليلة الماضية، لكن كيف اكتسب هذا الاجتماع كل هذه الأهمية؟

منذ عام 1978 يستضيف الاحتياطي الفدرالي لمدينة "كانساس" مؤتمراً اقتصادياً سنوياً يضم محافظي البنوك المركزية من مجموعة دول، إضافة إلى اقتصاديين وخبراء بهدف مناقشة الموضوعات الاقتصادية القائمة وانعكاساتها المستقبلية.

لكن عام 1982 شهد نقطة تحول للاجتماع، إذ بات التركيز بشكل أكبر على السياسة النقدية من المواضيع الزراعية التي كانت تشملها النقاشات سابقاً. لذلك كان من المهم حضور رئيس الاحتياطي الفدرالي في حينها باول فولكر الذي لم يكن متحمساً للمشاركة بداية. وهذا العام تم عقد الاجتماع للمرة الأولى في Grand Teton National Park بمنطقة "جاكسون هول" الذي يوفر فرصاً كثيرة لصيد الأسماك في أنهاره - وهو ما جذب فولكر المولع بصيد الأسماك للمشاركة.

ومع مرور الوقت، اكتسب مؤتمر "جاكسون هول" السنوي المزيد من الأهمية، وبات موعداً سنوياً لترقّب التلميحات بشأن السياسات النقدية للبنوك المركزية.

من بين هذه التلميحات كانت في عام 2012 عندما أشار بن برنانكي، الرئيس السابق للاحتياطي الفدرالي إلى استعداد البنك المركزي الأميركي القيام بدورة ثالثة من التيسير الكمي لتحفيز الاقتصاد، وبالفعل بعد شهر من اجتماع "جاكسون هول" تم الإعلان عن تلك الدورة من التيسير الكمي.

وفي اجتماع عام 2013، كانت تكهنات كثيرة تدور حول من سيخلف برنانكي، وفي فبراير 2014 عينت جانت يلين.

أما في "جاكسون هول" عام 2014 الذي كان الاجتماع الأول

لـ"يلين" حينها حذر ماريو دراغي رئيس البنك المركزي الأوروبي من توقعات التضخم في منطقة اليورو، في إشارة إلى ضرورة البدء قريباً بتيسير كمي، وهو ما حدث فعلاً بعد أشهر قليلة.

وفي عام 2015، كان الأبرز تلميح نائب رئيس مجلس إدارة الاحتياطي الفدرالي ستانلي فيشر إلى البدء بتخفيف السياسة النقدية الميسرة تدريجياً، بفضل اقتراب سوق العمل من المستوى المستهدف للتوظيف، وذلك على الرغم من استمرار مستويات التضخم المنخفضة.

وبعدها بأشهر قليلة، وتحديداً في ديسمبر 2015، رفع الفدرالي الفائدة بربع في المئة للمرة الأولى منذ 2006.

وفي 2016 ألمحت يلين بأن مبررات رفع الفائدة زادت في الأشهر الماضية بفعل تحسن سوق العمل، وبعدها بأشهر أقر الفدرالي الأميركي رفع أسعار الفائدة. ومع تزايد المخاوف من دخول الاقتصاد الأميركي مرحلة ركود طويلة يتطلع البعض إلى خفض أسعار الفائدة، وهو السؤال الذي يتطلع إلى إجابته الكثيرون وربما تحمل تلميحات جيروم باول رئيس مجلس الاحتياطي الفدرالي تلميحات بشأنه تساعد في التنبؤ بمسار السياسة النقدية مستقبلا في أكبر اقتصاد بالعالم.

back to top