فلسطين في كل مكان
أحدث استطلاعات الرأي في الولايات المتحدة أظهرت تحولا جارفا لدى جيل الشباب نحو تأييد الفلسطينيين، ومعارضة السياسات الإسرائيلية، ويشمل ذلك أكثر من 40% من الديمقراطيين الشباب، وعددا متصاعدا من الشباب اليهود الأميركيين.
كشف منع رشيدة طليب وإلهان عمر من زيارة فلسطين، مدى امتداد قضية فلسطين في أنحاء العالم بأسره، وعلى مدى أيام احتلت قضية طليب وإلهان عمر وسائل الإعلام الأميركية والعالمية، وأصبحت الشغل الشاغل لرئيس الولايات المتحدة ترامب، وأعضاء مجلس الشيوخ والنواب الأميركيين.عدة حقائق كانت لافتة للنظر، أولها أن الاستقطاب بين من هم مع طليب وعمر ومن هم ضدهما، كان استقطابا بين من يؤمنون بالحقوق الديمقراطية وحرية التعبير، وبين من يمارسون العنصرية والتمييز العنصري بقيادة تحالف ترامب- نتنياهو، وثانيها أن منع النائبتين من القدوم لفلسطين كشف زيف «الديمقراطية الإسرائيلية» المزعومة، وأظهر مدى خوف إسرائيل من انكشاف احتلالها ونظام الأبارتهايد الذي أنشأته، وثالثها أنه أثبت عنصرية المنظومة الإسرائيلية ضد كل ما هو فلسطيني، وعربي، ومسلم.حرب ترامب ضد إلهان عمر ورشيدة طليب لم تتوقف، إذ وجه لهما التهمة الخبيثة والمكررة بـ»العداء للسامية» وتبجح بأنه أكبر من ساند إسرائيل، بمشاركة في خرق القانون الدولي، من خلال الاعتراف بضم الجولان والقدس، وتبني مواقف إسرائيل بالكامل تجاه المنطقة.
وهو يواصل هذا الهجوم في الواقع كجزء من حملته الانتخابية للفوز بفترة رئاسية ثانية، ومحاولة إلحاق هزائم بمنافسه الحزب الديمقراطي، غير أن المغزى الحقيقي لما يجري أن قضية فلسطين والحقوق الفلسطينية دخلت الحياة السياسية في أميركا من أوسع أبوابها، فلم يعد الأمر مقتصرا كما هو معتاد على التنافس بين الحزبين على كسب أصوات اليهود الأميركيين، وأموال منظمات اللوبي الإسرائيلية، مع تجاهل تام للفلسطينيين، بل تطور الأمر لاتخاذ موقف من الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، معها أو ضدها. تصريحات بيرنى ساندرز المرشح اليهودي اليساري الديمقراطي للرئاسة كانت صاعقة لإسرائيل، عندما طالبها، ردا على منع طليب وعمر من زيارة فلسطين، بإعادة مليارات الدولارات التي تتلقاها من الولايات المتحدة.وأحدث استطلاعات الرأي في الولايات المتحدة أظهرت تحولا جارفا لدى جيل الشباب نحو تأييد الفلسطينيين، ومعارضة السياسات الإسرائيلية، ويشمل ذلك أكثر من 40% من الديمقراطيين الشباب، وعددا متصاعدا من الشباب اليهود الأميركيين، وبكلمات أخرى فإن النضال الفلسطيني يصبح جزءاً لا يتجزأ من النضال العالمي الواسع من أجل الديمقراطية، والقيم الإنسانية، وحرية الرأي والتعبير.السر في كل هذه التحولات يكمن في صمود وبسالة ومقاومة الشعب الفلسطيني قبل أي شيء آخر، ولكنه يدعم جهود كل من يعملون على مدار الساعة وخاصة الشباب، لتقديم الرواية الفلسطينية وفضح الممارسات الإسرائيلية، والسر يكمن في ترسيخ كلمة واحدة في عقول وأذهان الكثيرين من البشر «الأبارتهايد» وارتباط اسم إسرائيل وحكامها وسياساتها، بصفة الأبارتهايد والعنصرية.النضال ضد التمييز والعنصرية والاضطهاد القومي والأبارتهايد يجب أن يكون عنوان النضال الفلسطيني وصورته، فلا تتوقفوا أبدا عن استعمال كلمة «الأبارتهايد». * الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية