روسيا تتوسط لمفاوضات إيرانية - إسرائيلية
العرض يشمل حل جميع الخلافات مباشرة ووضع خطوط حمراء وتخفيف الضغوط الأميركية
موسكو حصلت على معلومات بأن إيران سترد على ضربات إسرائيل بأسلحة روسية
طهران أرسلت لتل أبيب صور الاستخبارات الروسية لاستهداف مواقع «الحشد»
الروس حذّروا الإيرانيين من التصعيد في المنطقة للتفرغ لإدلب وإنهاء أزمة سورية
في مسعى لتهدئة الأجواء الملتهبة مع توالي التقارير عن استمرار قصف مخازن الأسلحة في العراق، ألقت روسيا بثقلها لدفع الإيرانيين إلى الجلوس مع ألد أعدائهم الإسرائيليين على طاولة التفاوض خلف الكواليس، لحل الخلافات مباشرة وإبعاد شبح الحرب وتخفيف الضغوط الأميركية، والأهم منع مواجهة إقليمية باستخدام أسلحتها.وأكد مصدر دبلوماسي في طهران لـ «الجريدة» أن الروس اتصلوا بالأميركيين، ونصحوا الإيرانيين بالاجتماع سراً مع الإسرائيليين لبحث جميع الخلافات والوصول إلى صيغة من التفاهمات قد تؤدي إلى تخفيف الضغوط الأميركية أيضاً، مشيراً إلى أن الروس يعتبرون أن سبيل حل أزمات الشرق الأوسط هو جلوس العدوين اللدودين على طاولة المفاوضات.وأوضح المصدر أن تحرك موسكو جاء بعد حصولها على معلومات تفيد بأن إيران تخطط للرد على تل أبيب من بغداد، وأنها قامت بنقل أسلحة روسية لهذا الغرض، مشيراً إلى أن خطوة طهران أحرجت موسكو، التي تعهدت للإسرائيليين بأن أسلحتها لن يتم تسليمها إلى أعدائهم وسوف يقتصر استخدامها على الأغراض الدفاعية فقط.
ولفت المصدر إلى أن الإيرانيين أكدوا للروس أنهم لم ينقلوا أسلحتهم لحلفائهم في العراق، لكنهم لن يتحملوا اقتراب الإسرائيليين من الأراضي الإيرانية، ويعتقدون أنهم يجب أن يردوا على قصف مخازن «الحشد» كي يوقفوا مهاجمتها.وكشف عن تعاون استخباراتي إيراني - روسي مشترك في رصد أجواء المنطقة، وأن الإيرانيين حصلوا على صور أقمار صناعية استخباراتية روسية تثبت أن الإسرائيليين قصفوا موقع «الحشد» قرب بغداد. وبيّن أن طهران استغلت الصور وقامت بتوصيلها عبر قنوات إلى إسرائيل، وهددت بالرد، الأمر الذي أغضب تل أبيب.وأضاف أن الروس يرون أن السبيل الوحيد لحل الموضوع هو اتفاق الطرفين بشكل مباشر على خطوط حمراء فيما بينهما، مؤكدين أنهم لم يعد بإمكانهم الاتفاق مع الإسرائيليين على هذه الخطوط دون أن يلتزم بها الإيرانيون.وتابع أن الروس أبلغوا الإيرانيين بأنه لا مصلحة في التصعيد مع إسرائيل، خاصة أن استعادة السيطرة على إدلب من المعارضة السورية المسلحة في طور التنفيذ، مما قد يؤدي إلى فشلها، مبيناً أن الروس يعولون كثيراً على هذه العملية لإنهاء الأزمة السورية، ولهذا لا يريدون أي عرقلة.